رجل عنده عمى أصابه الكبر الشديد وتجاوز التسعين من العمر فأصبح في بعض الأحيان يفقد وعيه ويفقد الذاكرة حتى يصبح كالمجنون تذهب الذاكرة وتعود
.. لقد قام بتزويج أبنائه الثلاثة وأسكنهم في نفس البيت ولكن كانت زوجات أبناءه قد تضايقوا من وجود هذا الأب .. فوضع البنات خطة لطرد هذا الأب وأقنعا الأزواج بالذهاب به إلى دار العجزة وفعلاً استجاب هؤلاء الأبناء ,وذهبوا بوالدهم إلى دار العجزة
وقالوا للمسؤلين
: إن ه…ذا الرجل وجدناه في الطريق ونريد أن نكسب الأجر فوضعناه عندكم دار العجزة.
رحبت دار العجزة بهذا الأمر على أنه فعلا رجلا في الطريق ليس له أحد إلا هؤلاء جائوا به إلى هذا المكان
قالوا للبواب المسؤول
: إذا مات هذا الرجل فهذا رقم البيت ورقم الجوال فاتصل علينا
ما هي إلا لحظات وتعود الذاكرة إلى هذا الأب وينادي أبناه يا فلان يا فلانة احظروا لي ماء أريد أن أتوضأ
جاء المسؤول والممرضين عند هذا الأب الكبير قالوا
: أنت في دار العجزة
قال
: متى أتيت إلى هنا ؟
قالوا
: أتيت في يوم كذا وكذا وذكروا أوصاف الأبناء الذين جاءوا به
قال : هؤلاء أبنائي ورفع يديه ودعا عليهم
.. اللهم
كما فعلوا بي هذا الفعل اللهم فأرني وجوههم تلتهب ناراً يوم القيامة
اللهم أحرمهم من الجنة يارب العالمين وينادي المدير المسؤول ويكتب جميع عقاراته وأملاكه وقفاً لهذه الدار ولم يتحمل هذه الصدمة وتوفي مباشره
. فرح الأبناء بعدما أتصل عليهم هذا البواب وأعطوه مبلغ من المال فجاءوا فرحين ولكن تفاجئوا إذا برجال الأمن يوقفونهم عند المحكمة ليخبروهم أن هذه الأملاك كلها أصبحت ملك لدار العجزة ويجب عليهم أن يخرجوا من هذه الشقق التي كانوا يسكنون فيها …
هذا في الدنيا قبل الآخرة
لعل هذة القصة تكون موعظة لكل ابن عاق وكل زوجة تساعد زوجها على عقوق والديه
يارب اجعلني بارة بأبي وامي واجعل ابنائي بارين بي عند الكبر
يارب تقبل دعائي
قال الله تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا . إمّا يبلغنّ عندك الكِبر احدهما أو كلاهما فلا تقلْ لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا واخفض لهما جناح الذلِّ من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} (سورة الإسراء 23-24) .
وقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثلاثة لا يدخلون الجنة العاقّ لوالديه والديوث ورَجُلَةُ النساء" رواه ابن حبان. أي لا يدخل هؤلاء الثلاثة الجنة مع الأوّلين إن لم يتوبوا وأما لو تابوا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"