ما حكم المرأة التي تبيع العطور في المهرجانات ومراكز التسوق التي يذهب إليها الرجال والنساء؟
وتبيع العطور والبخور للرجال والنساء وتضع البخور في المحل بشكل دائم لكي تجذب إليها الزبائن ،
ومن المحتمل أن يمسها بعض الطيب كالبخور والعطور التي تعرضها للبيع؟
الجواب :
الحمد لله
لا حرج على المرأة من العمل في البيع والشراء ، مع التزامها بأدب الإسلام في لباسها ، وحديثها ، وتعاملها .
وقد كان النساء في صدر الإسلام يبعن ويشترين باحتشام وتحفظ ، ولم ينكر ذلك أحد من أهل العلم .
وفي "فتاوى اللجنة الدائمة" (17/13) :
"يجوز لها [ أي للمرأة ] أن تذهب إلى السوق لتبيع وتشتري إذا كانت في حاجة لذلك ،
وكانت ساترة لجميع بدنها بملابس لا تحدد أعضاءها ، ولم تختلط بالرجال اختلاط ريبة ،
وإن لم تكن في حاجة إلى ذلك البيع والشراء فالخير لها أن تترك ذلك" انتهى .
"لكن إذا كان اتجار المرأة يعرضها لكشف زينتها التي نهاها الله عن كشفها ، كالوجه ،
أو لسفرها بدون محرم ، أو لاختلاطها بالرجال الأجانب منها على وجه تخشى فيه فتنة ،
فلا يجوز لها فعل ذلك ، بل الواجب منعها" انتهى .
" فتاوى اللجنة الدائمة" (13/16) .
وعمل المرأة في محل عطور تبيع فيه للرجال يعرضها للفتنة وقد يجرئ عليها السفهاء .
وبيع المرأة للعطور والبخور لا بأس به بشرط أن تحرص ألا يصيبها شيء من ريحه ،
لما جاء من الوعيد في تعطر المرأة أمام الرجال الأجانب ، وينظر جواب السؤال (102329) .
ولا يجوز لها أن تُشعل البخور في محلها لجذب الزبائن ؛ لأن ريح البخور سيصيبها بلا شك ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
( أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا ، فَلَا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ) رواه مسلم (444) .
فإذا كانت المرأة الذاهبة إلى المسجد قد مُنعت من استعمال الطيب والبخور ،
فكيف بمن تجلس في السوقٍ لتبيع وتشتري ، ولا ينفك ذلك عادة عن شم الرجال لرائحة البخور منها .
فالأسلم لهذه المرأة إذا كانت محتاجة للعمل أن تقتصر في بيعها للنساء فقط ، حتى لا تخالط الرجال .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب