أن الطبيعة الحيوية للطفل, و الخيال الواسع, قد تجعله مشتتا و غير قادر على التركيز للقيام بعمل معين في وقت معين, و هذه العادة الطفولية قد تضر به إذا ما تقدم به العمر دون أن يتخلص منها, لذلك عليكى تدريبه على تخصيص الأوقات المناسبة لأداء الأعمال اليومية, مثل الدراسة أو اللعب, و ذلك سيحتاج منك إلى مجموعة من الإجراءات و منها:-
وضع برنامج و روتين يومي للطفل
أن ما يجعل الطفل مشتتا و غير قادر على التركيز, هو تفكيره في كل الأشياء التي يجب أن يقوم بها في اليوم دفعة واحدة, ففي أثناء كتابته للواجب المدرسي, سيبقى تفكيره مشغولا بسؤال نفسه عن الموعد الذي سيقوم به بعمل أخر مهم بالنسبة له, و قدرة الطفل المحدودة على تقدير الوقت اللازم للقيام بالأعمال, قد تخلق بعض الارتباك لديه, لذلك عليكى بوضع برنامج يومي للأعمال المهمة بالاشتراك مع الطفل, فإن معرفته المسبقة بهذا البرنامج ستزيد من قدرته على التركيز, إذ أنه يعلم بوجود وقت كافي و موعد لكل عمل يحتاج القيام به.
كونى القدوة لطفلك
اختارى أوقات محددة للقيام بأعمال محددة, مثل اختيار ساعة لتصفح الانترنت أو القراءة لتقومى بذلك يوميا, فإن إحساس الطفل بأن والداه يقومان بأعمالهما اليومية بالنفس الطريقة التي يقوم بها هو سيجعله مقتنعا بفكرة التركيز و احترام الموعد و الوقت.
ضعى وقت مشتركا يوميا مع طفلك
أن وضع وقت مخصص و محدد للقيام بعمل مشترك مع الطفل, و الالتزام به و التركيز خلاله, طريقة أخرى لرسم صورة القدوة الحسنة, التي ستنمي فيه هذه المهارات.
حافظى على ثبات البيئة المحيطة بالطفل
على الوالدين تقديم بيئة منزلية متوازنة للطفل, فالجو المتقلب و المتغير, و الذي يكسر الروتين اليومي بشكل مستمر, يكسر ايقاع التنظيم في داخل الطفل, قد يضطر الجميع إلى مثل هذه الأوضاع الاستثنائية, و لكن تكرارها الكبير يفقد الطفل الشعور باستثائيتها, مما يجعله يشعر بعشوائية البيئة من حوله, و بالتالي سيصبح هو أيضا عشوائيا.
وقت محدد حتى للترفيه
يجب أن يحس الطفل بضرورة وضع الحدود الزمنية حتى للتسلية و الترفيه, فالطفل قد يلجأ إلى إنهاء أعماله المختلفة ليستغل الوقت المتبقي لللعب, هذا ما سيجعله و أثناء قيامه بها مشتتا و في حالة تفكير دائمة بأنه سيحاول أن ينهي بسرعة, و كم هو الوقت الذي سيوفره من أجل اللعب.
مراقبة النظام الغذائي للطفل
تؤثر طبيعة الطعام الذي يتناوله الطفل على نشاطة و سلوكه و تركيزه, فالأطعمة الدسمة ستجعله يشعر بالخمول و التعب, لذلك عليك عدم تقديمها له حين يكون الوقت مخصصا للأعمال التي تحتاج إلى التركيز, بل دعه يتناول الأطعمة التي تمده بكمية كبيرة من الطاقة.
وضع الأهداف
ضعى و بالاشتراك مع طفلك أهداف قريبة الأمد, و أخرى بعيده, و راقب تقدمه نحو أهدافه خلال أدائه للأعمال في وقتها المحدد, مثل قراءة كتاب مهم و مشوق, خلال ساعة من القراءة اليومية لمدة أسبوع, و بعد انتهاء الأسبوع, و إنهاء الطفل للكتاب, سيشعره بأنه وصل الهدف بسبب انتظامه في الوقت المحدد له, مما سينمي داخله الشعور بأهمية الوقت, و إنه خلال ساعة القراءة أيضا سيحاول التركيز و عدم التشتت من أجل الوصول إلى هدفه, مما سيساهم في تنمية هذه المهارة لديه.