يقول علماء النفس إن التغيير في الزوجة يختلف حسب موقفها وقدرتها على التكيف مع الطرف الآخر فإذا كانت حريصة على زواجها فإنها ستبذل كل جهد لتكون بالصورة التي يحبها عليها زوجها، أما إذا كانت غير حريصة بالقدر الكافي فإنها سوف تكون لا مبالية ولن تبذل جهداً في الحفاظ على صورتها.
التغير أنواع
بعض الفتيات تعتقد أن الخطوبة فترة التجمل والتزين وإخفاء الحقيقة عن الطرف الآخر فتتجمل المرأة وتظهر بصفات غير صفاتها، ولكنها بعد الزواج لا تستطيع تكملة الكذبة خاصة أن هدفها تحقق، وهذا التغير صعب التغلب عليه؛ لأنه الحقيقة التي نجحت الفتاة في إخفائها في البداية والتي لابد أن تظهر في النهاية، وعلى الرجل أن يتكيف مع المرأة الجديدة التي اكتشفها بعد الزواج.
أما التغير الآخر هو التغير الذي يسببه الزمن ومسئوليات الحياة، مثل التغير في الوزن، والتغير في الأهواء والميول، والتغير في الاهتمامات، والتغير في علاقة المرأة بزوجها.
والتغير الثالث يكمن في تغير يتمناه أغلب الرجال وهو تغير للأفضل، فبعد سنوات من الزواج الناجح تصبح الزوجة وزوجها كياناً واحداً يفهم كلاهما الآخر، ويكمل بعضهما البعض، وهذا التغير لا يتحقق إلا في البيوت التي يسودها الحب والتفاهم.
ويقول خبراء علم النفس إذا كان الزواج يمثل قيمة حقيقية للمرأة وهدفاً اسمى فإن قدراً كبيراً من الاستقرار سوف يشمل حياة المرأة لمجرد أنها أصبحت زوجة وهذا يحقق لها إرضاء نفسي وسعادة حقيقية ولهذا قد تسترخي إلى الحد الذي قد يبدو في عين الزوج أنه تغير وإهمال وعدم عناية، بينما في حقيقة الأمر هو ليس إهمالاً عن عمد ولكنه قدر عال من الطمأنينة أي ضمان ثبات العلاقة واستقرارها حيث لا يصبح هناك ضرورة للمظاهر الشكلية البراقة ولا حاجة أيضاً إلى الإبهار مثل العناية بمظهرها ووزنها وشياكتها.
أسباب التغير
من جهتها تقول أمل محمود الكاتبة والباحثة في العلاقات الإنسانية والزوجية أن الحب بعد الزواج يتغير لأسباب كثيرة تتعلق بالظروف الاجتماعية والمادية التي يمر بها الزوجين وليس من قبل المرأة بمفردها، مؤكدة أن هناك أزواج يستطيعون استكمال حياتهم الزوجية بدون الحب عن طريق التفاهم والوئام بين الزوجين، وهناك آخرون يمثل الحب في حياتهم شئ كبير ولهذا من فإن افتقاد الحب يمثل لهم مشكلة كبرى وتعاسة أبدية"، موضحة أن "ضغوط الحياة وتربية الأبناء ومسؤوليات المنزل تجعل المرأة غير مهتمة بشكل كبير بمظهرها وجمالها، وبالتالي فالجهد الذي كانت تبذله قبل الزواج ينتهي أو ينحدر تدريجياً بسبب كثرة المسؤوليات وعبء الضغوط اليومية، الأمر الذي يجلب التعاسة بين الزوجين، ويجعل الحياة بينهما مملة ورتيبة".
الحل
وأوضحت أمل محمود أن عدم الخبرة وعدم فهم ماهية الحياة الزوجية يمثل خطر كبير في حياة أي زوجين، موضحة أن اخفاء العيوب عن الطرف الآخر أثناء فترة الخطوبة يعتبر جريمة كبرى، لأن من أبسط حقوق الزوج أو الزوجة أن يعرفا بعضهما البعض بشكل يقارب للحقيقة، دون ارتداء أقنعة لابد أنها ستسقط بعد الزواج وربما تنهار معها العلاقة الزوجية ككل"، موضحة "أنه بعد الزواج قد تتكشف أشياء عن الزوجة كانت خافية علي الرجل قبل الزواج واستطاعت المرأة أن تخفيها ويفاجأ بها الزوج بعد الزواج ويبدو الأمر علي أنه تغير حدث في الشخصية كالمرأة العصبية والعدوانية والغيورة والانانية والمادية والنرجسية والأهم من ذلك المرأة غير الملتزمة الأمر الذي يجعل الزوج يخشى اكمال الحياة مع زوجته أو يجعله شديد التوتر من سلوكياتها التي لا يرتضيتها ومن هنا تبدأ المشكلات الزوجية".
وأكدت أمل محمود أن "أن التغير الطبيعي لشخصية المرأة بعد الزواج يجب أن يكون في اتجاه أنها أصبحت اثنين وليس شخصاً واحداً، فيجب أن تعمل على امتزاج شخصيتها مع شخصية الطرف الآخر وهذا يمنحها قوة في مواجهة مشاكل الحياة بأنانية أقل وتسامح أكبر ورضا أعمق".