المؤمن كالغيث
أسأل الله أن يمدكم بالعون والسداد وأن ينفع بكم البلاد والعباد
بحكم مبيتي في سكن جامعي فنرى عجبا من خير وشر ..
والخير لله الحمد غالب وهذا من فضل الله ..
ولكني وقفت على موقف أذهلني ..
في يوم من الأيام كان معي أحد الزملاء الذين أودهم كثيرا داخل الجامعة ..
وبالضبط في أحد مطاعمها ..
فمر بنا رجل كبير في السن يزيد على الخمس والخمسين ..
قلت لزميلي هل رأيت هذا الرجل ؟؟
قال نعم ..
قلت لو تعرف عنه لذهبت له وقبلت رأسه ..
لماذا ؟؟ ما الخبر ؟؟
هذا الوالد الكبير له ولد يدرس معنا في الجامعة ..
وولده – والحمد لله على كل حال – أعمى قد فقد بصره ..
وهذا الوالد الفاضل .. ليس من هذه الديار وجاء بولده من مدينة أخرى ..
وعجبت من هذا الوالد ..
تخيل !!
يبيت مع ولده ويسكن معه في السكن الجامعي ..
يذهبان سويا في الصباح للجامعة .. ويأكلان سويا .. ويذهب الوالد ويشتري لولده المذكرات الجامعية
والكتب الخاصة ..
تحمل عنه مشاق العلم .. فقط يهيء له كل شيء ..
وعلى الولد الدراسة ..
لم أر مثله في حياتي ..؟؟
بل يستيقظ في الليل ليأخذ بيد ولده ليذهب به إلى دورات المياه …
أي أب هذا ؟؟
بل الأعجب .. أنه يمشي معه كأنه زميله يضحكان سويا ويتبادلان أطراف الحديث
وكأنهما قرينان .. ؟؟!!
هنيئا لهذا الابن بهذا الوالد ..
فانتشى زميلي وقال بالله اتركني أذهب لأقبل رأس هذا الرجل حق على كل طالب علم أن
يقبل رأس هذا الوالد .. حفظه الله من كل سوء ما شاء الله تبارك الله ..
قلت له : هم أحوج لدعائك لهما بالتوفيق والتسديد ..
ذهبنا وتركناهم ..
ولم تفارق صورتهما القلب ..
حفظ الله هذا الوالد الفاضل ..
وأقر عينه بابنه
اللهم آمين
———————————–
لفتة للأباء والأمهات ..
مع أرق السلام والإحترام
فعلا موقف مؤثر
جزاكى الله خيرا
اللهم جازه خيرا وعوضه بعوض من عندك
بارك الله فيك.