(كن ورعا تكن أعبد الناس) كلمات قالها الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة وهو يوصيه و كأن الورع أفضل العبادات كيف لا وبه يسلم الإنسان من الوقوع في الشبهات و تخلو صحيفته من المحرمات، فالورع هو اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات.
لكن السؤال المطروح عند كل مسلم حريص على دينه هو: كيف أعرف أن ما أقوم به شبهة وإثم؟ هنا يرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مقياس نقيس به هذا الأمر، فعن نواس بن سمعان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس"، فللإثم والشبهة إذا علامتان: عدم رضا النفس، وكراهة اطلاع الناس عليه.
إن ما تجدر الإشارة إليه هو أن الورِِِِع هو من يقوم بالواجبات وينتهي عن المحرمات لا من ينتهكها ثم يسأل عن ورعه في دقائق الأمور، فليس الورِع من يسأل هل يطيع أمه إذا أمرته بطلاق زوجته وهو طول حياته عاق لها. وليس الورِع من يسأل عالما عن حكم زيادة الماء في الخمر هل يجوز أم لا.
من ورع النبي صلى الله عليه وسلم:
أخرج الإمام أحمد، أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تحت جنبه تمرة من الليل فأكلها، فلم ينم تلك الليلة، فقال بعض نسائه: يا رسول الله أرقت هذه الليلة، فقال: إني وجدت تحت جنبي تمرة فأكلتها، وكان عندنا تمر من تمر الصدقة فخشيت أن تكون منه.
هذا هو الورع الذي يجب أن يمتزج بسلوكنا و يتحلى به المسلم إن أراد أن يكون في حل من مال وعرض غيره وإن أراد أن يكون أعبد الناس.
منقول
[/B]