تمشي والعلياء في خطواتها .. تملأ وجهها علامات التكبر
يرتفع رأسها بشموخ متعالٍ
تضع نفسها في مكانة مميزة
وتشعر أن لا أحد مثلها .. تتكبر عمن حولها
وتنظر إليهم بعين الاستعلاء
مشهد يتكرر لفتيات ملأ الغرور نفوسهن
وأصبح التكبر صفة ملازمة لهن ويرافقهن بكل تصرف من تصرفاتهن
فهذه منحها الله الجمال والحُسن … وأخرى تملك المال الكثير ولديها كل ما تريد
وهذه ابنة شخصية معروفة أو عائلة مرموقة … وأخرى قد رزقها الله الذكاء والتفوق
أسباب عدة تجعل مثل هؤلاء الفتيات يصبن بمرض الغرور ..
فلا يخالطن إلا من بمستواهن
يحطن أنفسهن بصديقات من صنفهن وصفاتهن
متناسيات أن جميع الخلق متساوون ولا فضل لإنسان على آخر
وأن ما بهن من نِعم هي من عند الله
وبدلا من شكره على ما رزقهن .. يصبن بغرور وكبرياء
قال تعالى : ((لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )) ( إبراهيم آية (7) )
من أسوأ الصفات الأخلاقية .. صفة ضعاف النفوس
ومن تنعدم لديهم الثقة بالنفس فيلجئون لما يملكونه كي يشعرون بالفخر والقوة
يقودهم غرورهم إلى سوء معاملة الآخرين والاستهزاء بهم
ومن ثم يجدوا أنفسهم وحيدين لا أصدقاء لهم
بسبب سوء خُلقهم و وتكبرهم
صفة تبدد عتمة الغرور وتطفئ شعلة الكبرياء
صفة الأقوياء والمؤمنين الذين يملأ الرضا قلوبهم
المتواضع تحلو مخالطته ويستثير إعجاب من حوله
يدخل القلوب ويلتف حوله الأصدقاء فلا يكون وحيدا ..
ينشر المحبة والمودة بحُسن خُلقه
ويلقي الله محبته في قلوب الناس ويوسع عليه في رزقه
ويجعل له هيبة بين الناس.
والتواضع من أبرز أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم
قال تعالى : (( ولَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ))
( آل عمران آية ( 159) )
فلننثر الغرور جانباً ونتحلى بالتواضع لنكسب رضا الله ومحبة الناس
ونرتفع بسمو أخلاقنا ونكن قدوة بتمسكنا بأخلاق رسولنا الكريم