فكان للمرأة دور اقل بكثير من نصفه الثاني الذي يملك كل شيء ، قد يشترك كلا الجنسين بنفس السمات وذات حجم الحقوق الإنسانية ، فالإنسان واحد لا يمكن ان يكون الرجل إنساناً و المرأة غير ذلك أو العكس ، بل هما نصفان يكمل كل نصف نصفه الآخر .
من خلال ما فرضه المجتمع من قيود وحدود على المرأة وحقوق شكلية لا حقيقية لها ، أصبحت في مركز ثابت لا يمكنها الخروج عليه ، فمنذ ولادتها حتى نهايتها هي قاصرة ، فقد اعتادت الأسرة على مبادئ اجتماعية لا تشعر بشيء عند ممارستها فهي شيء طبيعي للصغير والكبير ، على ان المرأة في درجة ثانية أو الأخيرة اذا كانت هناك درجات أخرى ، حتى اعتادت المرأة نفسها ومن بعدها الطفلة على النقص الذي فرضه المجتمع على شخصيتها فهي ناقصة العقل ليس كاملة لكي تتصرف بشكل صحيح من حيث إدارة شؤونها وشؤون غيرها ، و اعتادت المرأة على ذلك و اعترفت بدون ذنب أو جرم على انها لا تحسن التصرف ، لكي ترضي المحيط وتعيش فيه ، الذي يفرض أي شيء بقوته .
قد تكون المرأة ضعيفة في ظاهرها ، لكن لديها قوة اكبر مما يبدو عليها ، فقد تناسينا هي من يصنع نواة المجتمع فهي الأسرة ذاتها ، وصلاحها وفسادها يعتمد عليها ، وان فرض عليها المجتمع الضعف والتبعية ، لكن هذه ليست الحقيقة لديها من القوة ما يفوق قوة وقدرة الرجل أحياناً في بعض الأمور، فهي النصف الضروري الذي لا غنى عنه ، لها إمكانيات وقدرات تكمل الرجل أي الرجل ايضا ناقص غير كامل ودليل ذلك حاجته للمرأة الى الأبد و استمرار هذه الحاجة الضرورية باستمرار وجود الرجل .
طبيعة المجتمع التي تقيد المرأة في حرية اختيارها لحياتها وقراراتها وتنظيم شؤونها الخاصة ، جعلها ترفض لينتج العناد حتى إذا لم يكن مباشر أو ظاهر بوجه من يتحكم بها ، فهي تعاند لا لشيء لكن لتثبت وجودها و إرادتها في حرية الاختيار ، قد لا تريد ان تفعل الصواب وتبتعد عنه الى الخطأ ليس لنقصها حسن التصرف ، بل لكي تثبت إرادتها وشخصيتها في قراراتها حتى لو كانت تعلم ذلك ، ترتكب الأخطاء لترسل رسالة بأنها قادر على كل شيء ولكي تكون حرة الاختيار وتثبت ذاتها المسلوبة .
العناد ليس صفة ملتصقة بجنس محدد بقدر ما هو تعبير عن حرية الاختيار والقرار والشخصية لإثبات الوجود .
ولو فرضت نفس القيود والظروف التي تتحكم بالإناث على الذكور لكانت النتيجة عينها أو أسوء من ذلك بكثير ، و القيود خصوصاً غير المشروعة هي التي تؤدي للثورة عليها والتمرد ، و أحيانا تؤدي ردة الفعل المعاكسة إلى الخروج للتعبير بفعل خاطئ من اجل إثبات الذات الإنسانية والوجود للتعبير عن النفس ، فقد يختار الإنسان العذاب من اجل الحرية ، وابسط تعبير هو العناد والتمرد ، فهي نتيجة طبيعية لإرادة قوية لا يمكن إلغائها أو إغفالها ، ولكل إنسان شخصية يريد ان تكون كاملة لا ينقصها شيء . والمحاولة مستمرة من اجل ذلك باستمرار حياة الإنسان .