تهذيب الحاجبين من المحرمات التي نهي عنها الله عز وجل والرسول الكريم فقد أجد سؤال
في ذهن إحدي النساء تقول أن تهذيب الحاجبين ينير الوجه وبالفعل قد ينير الوجه في الدنيا
ولكن يطمس الله هذا النور بظلمة علي الوجه في الآخرة ولكن نور الوجه يأتي بالصلاة
وقيام الليل وطهارة القلب من الغل والحقد والحسد والكره والبغض والرياء ولو إنتبهتي
لوجدتي أن وجوه الطائعين والمتقين به نور قد أضفاه الله عليهم من نوره وهناك طائفة من
النساء تقوم بتهذيب حاجبيهن ولكن لو علموا ما به من تحريم لتركوه لأن الله عز وجل قال
في كتابه الكريم "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ" (سورة النمل) فمما لا شك فيه أن الله عز
وجل خلق الإنسان في أحسن تقويم لذلك تهذيب الحاجبين طاعة للشيطان لا لله نعم طاعة
للشيطان فالله عز وجل يقول في كتابه "وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ" (سورة النساء)
فالشيطان هو الذي يحرض ويحث النساء علي تغيير خلق الله وبتهذيب الحاجبين يكون هذا
تغيير لخلق الله وبذلك ينتج عن ذلك طاعة الشيطان وليس طاعة الله ومع كل ذلك يستنكر
الشيطان هذا ويتبرأ من الذين أطاعوه فالله عز وجل قال في كتابه "وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى
عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (سورة
الأنفال) وأيضاً الله عز وجل يقول في كتابه "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ
قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (سورة الحشر) فهل ترون يا أخواتي أن
الشيطان يتبرأ من الذين أطاعوه ويستنكر طاعتهم له ويتملص منهم فالشيطان لا يريد دخول
النار لوحده ولكن يريد جذب كل الناس معه في النار إلا من رحم ربي ولو إنتبهتي يا أختي
لوجدتي أن وجهكي قبل نتف الحاجبين أفضل وأجمل وبعد النتف تشعرين بتغيير في وجهك
ولكن الشيطان هو الذي يزين لك هذا ففي صحيح مسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال
"لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات
خلق الله" فالنمص هو ترقيق الحاجبين بالأخذ منه والنتف والنامصة هي التي تأخذ من
حاجبيها أو تقوم بنتفهم سواء لها أو لغيرها أما المتنمصة هي التي تأمر غيرها ليفعل لها
هذا وتنتف لها حاجبيها واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله وكل من لعنه الله طرده من
رحمته وأعد له أشد العذاب والله عز وجل يقول في كتابه "وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ
نَصِيراً" (سورة النساء) ولو وزنا الأمور بعقولنا لوجدنا أنه من البلاهه تضييع نعيم الجنة
الدائم من أجل بعض شعيرات لا تنفع وبل وإنما تضر وتعرض صاحبتها للهلاك والطرد من
رحمة الله التي وسعت كل شيئ وكلنا نعلم أن لا أحد يدخل الجنة بعمله ففي مسند الإمام أ
حمد من حديث أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " لن يدخل أحدا منكم عمله
الجنة قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة" ومن
هذا الحديث يتضح لنا أن رحمة الله هي الأساس والأصل في دخولنا الجنه فهل تضيعي
الجنة من أجل بضع شعيرات مع العلم أن سعينا في الدنيا وعبادتنا من أجل أن يرضي الله
عز وجل علينا ويدخلنا في رحمته فكيف لكي يا أختاه تضيعي ما تفعلينه من عبادات وقراءة
قرآن بسبب بضع شعيرات تزيليها من حاجبيك ولكن قد تقول أحد النساء أنني لا أنتف ولكن
أهذب حاجبيي فقط ولو أستطردنا قول الرسول لوجدناه بين كل شيئ فلو أن الرسول يقصد
نتف الحجابين فقط لفسر هذا ووضحه ولكن الرسول قوله صريح وواضح لأن الرسول فصل
أشياء كثيرة من قبل ووضحها والله عز وجل يقول "وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
عَنْهُ فَانْتَهُوا"(سورة الحشر) فيجب علينا إتباع أمر الرسول في كل ما يقوله لنا وقد أجد
إحدي النساء تقول أنني أفعل ذلك لزوجي فقط بنية التزين له فأقول لها أن هناك حديث في
مسند الإمام أحمد النبي صلي الله عليه وسلم قال "لا طاعة لبشر في معصية الله" وعلي
إثر هذا لا يجب للزوجة أن تتزين لزوجها بمعصية الله حتي وإن طلب منها زوجها هذا لا
تفعله فالأولي تقديم أوامر الله ورسوله علي أوامر البشر ما دامت اوامر البشر في معصية
الله وقد تسأل أخري هل التكسب من هذه الأشياء والعمل بها كمهنة حرام ؟ بالطبع التحريم
هنا أشد لوجهين الوجه الأول أن النمص محرم ومن تفعل ذلك تعرض نفسها للعن والطرد
من رحمة الله إن لم تتب إلي الله والوجه الثاني أن المال التي تتكسبه من جراء هذا الفعل
مال حرام ولا خير فيه والواجب عليها أن تتركه ولا تحاول مزاولة هذه المهنة فمن ترك
شيئاً لله أبدله الله خيراً منه والله لا يبارك في رزق يأتي من حرام فروي الطبراني من حديث
ابن عباس رضي الله عنهما أن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم قال "وأيما عبد نبت لحمه
من سحت فالنار أولى به" وإذا سألتي إحدي التائبات من هذا الفعل سوف تجدين أنهم
شعروا براحة شديدة من ترك هذ الفعل فالجمال ليس جمال الوجه ولا جمال الثوب ولكن
الجمال جمال الإيمان والطاعة وتذكري أن مع دخولك القبر كل شيئ يذهب والجسم يأكله
الدود ولكن لا يبقي إلا العمل الذي كنتي تفعليه في الدنيا فتوبي إلي الله وإرجعي إليه قبل
فوات الأوان فلا أحد يعلم متي سيموت فربما وأنتي تمارسين هذ العمل يقبض الله روحك
فإعقدي النية الان علي ترك هذا الفعل وعندما تريدي القدوم علي فعل مثل هذا تذكري حديث
رسول الله صلي الله عليه وسلم بلعن من يفعل ذلك فمن أنتي يا أختي حتي تشتري غضب
الله وسخطة ببضع شعيرات .
منقول
وجعله الله في ميزان حسناتك