تخطى إلى المحتوى

تفسير سورة القلم الآيات 2024

الونشريس

تفسير سورة القلم
الآيات (17- (25):

{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25)}

الونشريس

شرح الكلمات
{إنا بلوناهم}: أي امتحنا كفار مكة بالمال والولد والجاه والسيادة فلم يشكروا نعم الله عليهم بل كفروا بها تكذيبهم رسولنا وإنكارهم توحيدنا فأصبناهم بالقحط والقتل لعلهم يتوبون كما امتحنا أصحاب الجنة المذكورين في هذا السياق.
{ليصر منها فطاف عليها طائف من ربك}: أي ليجذُنها أي يقطعون ثمارها صباحاً.
{وهو نائمون}: أي نار فأحرقتها.
{فأصبحت كالصريم}: أي كالليل الأسود الشديد الظلمة والسواد.
{إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ}
{على حرثكم}: أي غلة جنتكم وقيل حرث لأنهم عملوا فيها.
{وهم يتخافتون}: أي يتشاورن بأصوات مخفوضة غير رفيعة حتى لا يسمع بهم.
{وغدوا على حرد قادرين}: أي وغدوا صباحا على قصد قادرين على صرمها قبل أن يطلع عليهم المساكين.

الونشريس

معنى الآيات
17 ) ( 18 ) إنا اختبرنا أهل "مكة" بالجوع والقحط، كما اختبرنا أصحاب الحديقة حين حلفوا فيما بينهم، ليقطعُنَّ ثمار حديقتهم مبكِّرين في الصباح، فلا يَطْعَم منها غيرهم من المساكين ونحوهم، ولم يقولوا: إن شاء الله.
( 19 ) ( 20 ) فأنزل الله عليها نارًا أحرقتها ليلا وهم نائمون، فأصبحت محترقة سوداء كالليل المظلم.

( 21 ) ( 22 ) فنادى بعضهم بعضًا وقت الصباح: أن اذهبوا مبكرين إلى زرعكم، إن كنتم مصرِّين على قطع الثمار.
( 23 ) ( 24 ) فاندفعوا مسرعين، وهم يتسارُّون بالحديث فيما بينهم: بأن لا تمكِّنوا اليوم أحدا من المساكين من دخول حديقتكم.
( 25 ) وساروا في أول النهار إلى حديقتهم على قصدهم السيِّئ في منع المساكين من ثمار الحديقة، وهم في غاية القدرة على تنفيذه في زعمهم.

الونشريس

فى ظلال الآيات
_ وبمناسبة الإشارة إلى المال والبنين , والبطر الذي يبطره المكذبون , يضرب لهم مثلا بقصة يبدو أنها كانت معروفة عندهم , شائعة بينهم , ويذكرهم فيها بعاقبة البطر بالنعمة , ومنع الخير والاعتداء على حقوق الآخرين ; ويشعرهم أن ما بين أيديهم من نعم المال والبنين , إنما هو ابتلاء لهم كما ابتلي أصحاب هذه القصة , وأن له ما بعده , وأنهم غير متروكين لما هم فيه.
•وهذه القصة قد تكون متداولة ومعروفة , ولكن السياق القرآني يكشف عما وراء حوادثها من فعل الله وقدرته , ومن ابتلاء وجزاء لبعض عباده . ويكون هذا هو الجديد في سياقها القرآني .
• ومن خلال نصوصها وحركاتها نلمح مجموعة من الناس ساذجة بدائية أشبه في تفكيرها وتصورها وحركتها بأهل الريف البسطاء السذج . ولعل هذا المستوى من النماذج البشرية كان أقرب إلى المخاطبين بالقصة , الذين كانوا يعاندون ويجحدون , ول كن نفوسهم ليست شديدة التعقيد , إنما هي أقرب إلى السذاجة والبساطة !
• والقصة من ناحية الأداء تمثل إحدى طرق الأداء الفني في القرآن ; وفيه مفاجآت مشوقة كما أن فيه سخرية بالكيد البشري العاجز أمام تدبير الله وكيده . وفيه حيوية في العرض حتى لكأن السامع – أو القارئ – يشهد القصة حية تقع أحداثها أمامه وتتوالى . فلنحاول أن نراها كما هي في سياقها القرآني:
• ها نحن أولاء أمام أصحاب الجنة – جنة الدنيا لا جنة الآخرة – وها هم أولاء يبيتون في شأنها أمرا . لقد كان للمساكين حظ من ثمرة هذه الجنة – كما تقول الروايات – على أيام صاحبها الطيب الصالح . ولكن الورثة يريدون أن يستأثروا بثمرها الآن , وأن يحرموا المساكين حظهم . . فلننظر كيف تجري الأحداث إذن !
(إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18)).
لقد قر رأيهم على أن يقطعوا ثمرها عند الصباح الباكر , دون أن يستثنوا منه شيئا للمساكين . وأقسموا على هذا , وعقدوا النية عليه , وباتوا بهذا الشر فيما اعتزموه . . فلندعهم في غفلتهم أو في كيدهم الذي يبيتوه , ولننظر ماذا يجري من ورائهم في بهمة الليل وهم لا يشعرون . فإن الله ساهر لا ينام كما ينامون , وهو يدبر لهم غير ما يدبرون , جزاء على ما بيتوا من بطر بالنعمة ومنع للخير , وبخل بنصيب المساكين المعلوم . . إن هناك مفاجأة تتم في خفية . وحركة لطيفة كحركة الأشباح في الظلام . والناس نيام:
(فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19). .
فلندع الجنة وما ألم بها مؤقتا لننظر كيف يصنع المبيتون الماكرون .
_ها هم أولاء يصحون مبكرين كما دبروا , وينادي بعضهم بعضا لينفذوا ما اعتزموا:
( فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22).
يذكر بعضهم بعضا ويوصى بعضهم بعضا ويحمس بعضم بعضا !

_ ثم يمضي السياق في السخرية منهم , فيصورهم منطلقين , يتحدثون في خفوت , زيادة في إحكام التدبير , ليحتجنوا الثمر كله لهم , ويحرموا منه المساكين !
(إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين , ولا يستثنون).
لقد قر رأيهم على أن يقطعوا ثمرها عند الصباح الباكر , دون أن يستثنوا منه شيئا للمساكين . وأقسموا على هذا , وعقدوا النية عليه , وباتوا بهذا الشر فيما اعتزموه . . فلندعهم في غفلتهم أو في كيدهم الذي يبيتوه , ولننظر ماذا يجري من ورائهم في بهمة الليل وهم لا يشعرون . فإن الله ساهر لا ينام كما ينامون , وهو يدبر لهم غير ما يدبرون , جزاء على ما بيتوا من بطر بالنعمة ومنع للخير , وبخل بنصيب المساكين المعلوم . . إن هناك مفاجأة تتم في خفية . وحركة لطيفة كحركة الأشباح في الظلام . والناس نيام:
(فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون . فأصبحت كالصريم) . .
فلندع الجنة وما ألم بها مؤقتا لننظر كيف يصنع المبيتون الماكرون .
ها هم أولاء يصحون مبكرين كما دبروا , وينادي بعضهم بعضا لينفذوا ما اعتزموا:
(فتنادوا مصبحين:أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين). .


يذكر بعضهم بعضا ويوصى بعضهم بعضا ويحمس بعضم بعضا !
ثم يمضي السياق في السخرية منهم , فيصورهم منطلقين , يتحدثون في خفوت
زيادة في إحكام التدبير , ليحتجنوا الثمر كله لهم , ويحرموا منه المساكين !

فانطلقوا وهم يتخافتون:ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين !!!
وكأنما نحن الذين نسمع القرآن أو نقرؤه نعلم ما لا يعلمه أصحاب الجنة من أمرها . . أجل فقد شهدنا تلك اليد الخفية اللطيفة تمتد إليها في الظلام , فتذهب بثمرها كله . ورأيناها كأنما هي مقطوعة الثمار بعد ذلك الطائف الخفي الرهيب ! فلنمسك أنفاسنا إذن , لنرى كيف يصنع الماكرون المبيتون .
إن السياق ما يزال يسخر من الماكرين المبيتين:
(وغدوا على حرد قادرين)!
أجل إنهم لقادرون على المنع والحرمان . . حرمان أنفسهم على أقل تقدير !!
وها هم أولاء يفاجأون . فلننطلق مع السياق ساخرين . ونحن نشهدهم مفجوئين

الونشريس

من هداية الآيات
1- الابتلاء يكون بالسراء والضراء أي بالخير والشر وأسعد الناس عند السراء الصابرون على طاعة الله ورسوله عند الضراء.
2- مشروعية التذكير بأحوال المبتلين والمعافين ليتخذ من ذلك طريق إلى الشكر والصبر.
3- صلاح الآباء ينفع أبناء المؤمنين فقد انتفع أصحاب الجنة بصلاح أبيهم الذي كان يتصدق على المساكين من غلة بستانه وعلامة انتفاعهم توبتهم.

جزاكم الله خيراً على طيب المتابعة .. دمتم طيبين اللهم.فى رعاية الرحمن

الونشريس

فائدة
قال ابن كثير:وقال ابن أبي حاتم : ذكر عن أحمد بن الصباح : أنبأنا بشر بن زاذان ، عن عمر بن صبح ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
" إياكم والمعاصي ، إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا قد كان هيئ له " ، ثم تلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :

( فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم ) قد حرموا خير جنتهم بذنبهم .

الونشريس
المراجع
ابن كثيرتفسير القرآن العظيم
السعدى تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلام المنان
في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير.
الطنطاوى تفسير الوسيط

الونشريس

جزاكم الله خيراً على طيب المتابعة .. دمتم طيبين
.فى رعاية الرحمن

الونشريس

الونشريس

    جزاكى الله خيرا

    مشكوره يا ست الكل
    الونشريس

    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الساجده الي الله الونشريس
    الونشريس
    جزاكى الله خيرا
    الونشريس الونشريس

    جزانا وايّاكِ وبارك الله فيكِ واسعدكِ

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.