تخطى إلى المحتوى

خد يدى وقلبى 2024


((خد يدى وقلبى))

بسم الله وعلى بركه الله ابدء

*************

المأذون:قولى نعم قبلت
ترددت مها قليلا لكن ليس لديها خيار ثانى…

مها:قبلت

المأذون: على بركة الله

الف مبروك لك

مها بصوت منخفض:شكرا

ماجد :انتظر يا شيخنا يجب ان توقع مها الاوراق هنا وامامك..

ماجد بازدراء :وقعى هنا لو سمحتى..
مها بيد مرتجفه:اوقع على ماذا؟؟؟

ماجد متضايق:وقعى على هذه الاوراق حتى تستلمى وصولات الامانه عن والدك!!

مها:طيب اوقع على ماذا؟؟ ما هذه الاوراق؟؟

ماجد:انها اوراق توقعين فيها انك لن تاخدين اى شئ من اخى..لا فى حياته ولا مماته

لن تملكين اى شئ من ثروته..حتى لو تزوجتيه..

مها وهى فاتحه عينيها على وسعهم:ماذا؟؟؟

لماذا؟؟ انا تزوجت اخوك من دون ولا قرش..والان تريدنى ايضا ان اعيش معه دون اى ثمن؟؟؟ حتى بعد موته؟؟ لماذا هذا الظلم؟؟ لماذا؟

ماجد: اسالى جشعك وطمعك..انا اعرف لماذا وافقتى على الزواج من اخى..من اجل ان ترثيه وتنتقمى لاهلك منه..لكن هيهات ان اسمح لكى بذلك..
لن اسمح لك باستغلال اخى وطيبته.. لن ادعك تستمتعين باى شئ فى حياته ولا مماته..

مها تنظر للشيخ:اتسمع يا شيخنا؟؟؟ هل مايقوله عدل؟؟ هل من الممكن ان اتنازل عن حقوقى لهم ؟؟
الشيخ وهو يهز رأسه..

:للاسف يا ابنتى..والدك وافق على هذه الشروط وانتى مجبره على التوقيع

من اجل ان لا يدخل والدك السجن على نهايه عمره..ويتشرد اخوتك فى الشارع بعد ان تستولى الشركه على منزلكم..

مها وهى تبكى على حالها وحال اسرتها الفقيره..
:يا الله لماذا كل هذا الظلم؟؟ لماذا الكل ضدنا؟؟ ما الذى اقترفناه نحن؟؟ اكل هذا من اجل حفنه من النقود؟؟؟

التقطت مها الورقه ووقعتها وهى تبكى بحرقه والم

تناول منها ماجد الورقه وخرج مسرعا والشيخ ورائه..

لقد تزوجت مها من اغنى رجل بالمدينه

لكن

دون ان يدفع لها ولا قرش واحد

ترى لماذا؟؟؟

هذا ماسوف تعرفونه بالجزء القادم

فانتظرونى
**********************

مها فتاة جميله جدا لكنها ابنه لرجل فقير يعمل فراشا لدى شركه كبيره جدا بل من اكبر الشركات فى البلد…لكنه رجل كبير فى السن ولديه زوجه و5 اولاد مها اكبرهم… مها عمرها 22 وعشرون سنه..جميله على خلق متفوقه فى دراستها الجامعيه قسم اداره اعمال..لدى كان والدها يتمنى ان تقبلها الشركه للعمل لديهم..بعد تخرجها..وقد قدمت فعلا اوراقها لهم..يومها كان صاحب الشركه العم ابو خالد داخلا للشركه..فرآى مها تقف مع والدها وتخبره عن تقديم الاوراق.. ومن يومها وهو اعجب بها..لكنه كبير فى السن.. وهى صغيره جدا..فقد تجاوز من عمره ال60 عاما..وهى تعتبر حفيدته فكيف يتزوجها؟؟؟
لكن جمال مها سلب لب ابو خالد..وقرر ان يحصل عليها باى طريقه..
كلم والدها فى الموضوع..لكن ابو محمد(والد مها) رفض الموضوع
فهى ابنته الكبرى ومن يرى كل احلامه فيها..كان يريدها ان تعمل وتصبح من كبار نساء الاعمال..او على الاقل مديره فى شركه مرموقه كشركه ابو خالد..لا ان تتزوج رجلا فى سن والدها..
غضب ابو خالد من ابو محمد وقرر الانتقام منه..بان يسلب منه ابنته باى ثمن..
كان ابو محمد قد اخد بعض السلفات من الشركه..لاعاله اولاده وتربيتهم..لكنها لم تكن تلك المبالغ بالكبيره جدا..فقد كانت لا تتعدى الالفين دينارا..لكن ابو خالد امر المحاسب ان يزور فى الارقام ويقلبها من الالفين دينار الى 200 الف دينار..
وبعدها بدأ فى التضييق على ابو محمد وتهديده بالسجن..
علمت مها بالصدفه عن الموضوع عندما سمعت والدها يخبر والدتها بالموضوع..وانه سوف يدخل السجن قريبا..فهو لن يبيع ابنته..لكنه يعرف ان الشركه سوف تاخد البيت منهم بحجت الدين وتسديده..فلا يعرف الى اين يذهبون من بعده وهم الذين ليس لهم احد من بعده..
هنا اقبلت مها عليهم..واخبرت والدها انها موافقه على الزواج من ابو خالد..فهى لا تريد ان يتشرد اخوتها وامها بعد هذا العمر..
يومها احتضن ابو محمد ابنته مها وبكى على كتفها..فهو يعتقد انه لم يسعد ابنته المسكينه يوما..لكنها اخبرته بان كل ماهى فيه من نعمه هى بفضله وبفضل الله عز وجل وحبه لها وتعليمها احسن تعليم رغم فقرهم..وجاء الوقت الذى يجب عليها تسديد الديون لابيها..وحياتها كلها ليست شئ اتجاه حياه والدها وسمعته وبقاء اسرتها فى مأمن من التشرد والطرد..

كانت مها تفكر بكل ذلك وهى جالسه فى غرفتها تبكى بعد عقد قرانها على ابو خالد..
لقد تزوجت منه مقابل الوصولات التى تنقذ ابوها من السجن..نعم لقد انقذته بالفعل..لكن اخوه الصغير ماجد.. ذلك المغرور الحاقد..لقد اجبرها على الامضاء على اوراق تسلبها كل حقوق الزوجه الشرعيه..فهى ستبقى زوجه لابوخالد فى حياته وعندما يموت لن تاخد منه ولا اى شئ..ولا فلس واحد..انه نذل جشع..يريد كل الثروه ان تاول له ولاخوته وحدهم..
فابوخالد ليس له اولاد..لقد كان عنده ابن واحد فقط وقد مات فى حادث مع زوجته ام خالد..فبقى وحده على الذكرى..لكن مها قد سلبت عقله بجمالها..لدى قرر ان يتزوج اخيرا..

فخاف اخوته على ماله وثروته ان تاول الى مها وعائلتها الفقيره بعد موت اخوهم..لدى وقعوها على اوراق تنازل عن كل شئ.. كم هم جشعون..فرغم كل ما يملكون..مازالوا طامعون فى ثروه اخوهم كلها..
****************


    دخل ابو محمد على ابنته مها..فاخرجها من افكارها..
    جلس الى جانبها..فرمت مها بنفسها فى حضن والدها الحنون..وبكت بكاء شديد..فى الاول والدها لم يمنعها عن البكاء بل اراد منها ان تنفس عن مافى داخلها علها ترتاح..فمايحصل لها صعب جدا على اى بنت ان تتقبله..

    ابو محمد:حبيبتى مها..اهدئى قليلا اريد ان احدثك بشئ..
    هدئه مها لماسمعت نبره ابوها الجاده..رفعت رأسها على صدره لتستمع له بانتباه..
    ابومحمد:ابنتى الحبيبه..صحيح اننى زوجتك من دون رضاى..بل كنت مجبر..لكنى اريدك ان تعلمى بشئ..صحيح ان ابو خالد رجلا كبير بالسن..لكن قلبه شباب وهى رجل يحب الحياه..رجل مفعم بالحياه والحيويه وقوى البنيه ..وهو منذ ان رآك معى وهو معجب بك كثيرا..وقد تقدم لخطبتك اكثر من مره..بل انا اجزم بانه قد احبك منذ ان رآك..لدى يابنيتى
    لا تتعاملى معه على انه قد اجبرك على الزواج منه..بل عيشى معه كانه قد اختارك من دون كل البنات..تعاملى معه على انه احبك وسعى لان يتزوجك..على انه من اجلك فعل كل مايستطيع فقط من اجل الزواج منك…لو فكرتى من هذه النقطه..سوف تعيشين حياتك بسعاده غامره..سوف تنسين الفقر والذل وتبدأ حياتك بالفرح والسرور والسعاده..انسى كل همومك..انسى كل مشاكلك..بل انسينا نحن ايضا..ولا تفكرى بشئ سوى انك زوجه اغنى رجل بالمدينه..سوى انك زوجه لرجل يحبك ويسعى لك..

    افهمتى يا بنيتى؟؟؟
    كانت مها تفكر بكل كلمه يقولها لها والدها..بل انها تتمعن بكلامه وتقنع نفسها به..فوالدها رجل كبير وفاهم للحياه رغم فقره..لكنه حكيم جدا ويعرف مايقول..وهى تثق بارائه..وتاخد بها..لدى كانت من انجح الطالبات ومتفوقه جدا وذكيه..
    اقتنعت مها بكلام والدها.. ووعدته بانها سوف تنفذ كل وصاياه من اجل ان تعيش مع ابوخالد حياه سعيده..

    اخرج ابو محمد من جيبه مبلغ كبير من المال ووضعه بيد مها..
    ابومحمد:انظرى يا صغيرتى..هذا المال من عند ابوخالد لقد ارسله لك..لانه يريد ان تكون عروسه من اجمل النساء..وعندها اجمل الملابس والحلى..ولقد وعدنى بان يحافظ عليكى ويضعك فى عيونه..هل فهمتى الان لما انا مطمئن عليكى ياحبيبتى؟؟
    نظرت له مها بمحبه وأومأت براسها له..وابتسمت برضى

    تابعونى فى الجزء القادم
    ********************

    الجزء الثالث

    بعد ان استمعت مها لكلام والدها
    الذى خفف عنها كثيرا..قررت ان ترضى بنصيبها ..وتبدأ حياتها التى قسمها لها الله..هى لا تعرف اليأس وتحب دائما المثابره للوصول لاهدافها..ألم تتعلم وتنجح وتاخد اعلى المراتب رغم فقر اهلها وضنك العيش فى وسط هذه الدنيا والغلاء؟؟
    الم تستطع ان تكسب حب كل اصحابها رغم غيرتهم الشديده منها ومن نجاحها ليصبحوا اقرب الناس لها؟؟
    الم تحافظ على نفسها من الذئاب البشريه التى تحوم حولها مستغلين فقرها هى واهلها وحافظه على نفسها وعلى مشاعرها من دون ان يستطيع اى شاب التأثير عليها؟؟

    فلما تخاف الان؟؟لما لا تجرب العيش معه اولا ثم تحكم؟؟هل هى خائفه من فرق السن؟؟والدها يقول انه قوى البنيه..اذا ماتفعل؟؟
    يجب ان ترضى بنصيبها وترضى الله عز وجل وان تحاول ان تسعد زوجها حتى يسعدها ويطمئن اهلها عليها..
    قررت الذهب وشراء بعض الحاجيات لها حتى تشرف زوجها..وحتى لا يندم على الزواج منها..
    اليس هو اغنى رجل بالمدينه.؟؟ اذن لتسعد نفسها واهلها مادام هو عائش وحيا يرزق..فلا تعرف غدا مايحدث لها..
    فكرت ان تسعد اهلها واخوتها الصغار اسعدتها..واذهبت الهم من قلبها..فكم هى تحب ان ترى السعاده على وجوه اخوتها وامها وابوها..

    فكرت قليلا..ثم قامت تستاذن والدها..

    مها بخجل:ابى..متى طلب ابو خالد ان ياخدنى الى منزله؟؟

    ابومحمد:قال ان عندك اسبوع كامل تجهزين به نفسك ياحبيبتى..لكن لماذا؟؟
    مها وهى تنظر للارض:أريد ان اشرفك يا ابى..لا اريده ان يقول انى من بيت فقراء لا اعرف ان البس مثلهم..لدى فكرت ان اذهب مع صديقاتى للسوق..فهم يعرفون جيدا ما احتاج..
    ابومحمد وهو يهز رأسه برضى:ربى يوفقك ياحبيبتى..انا اعرفك يابنيتى كم انتى عاقله وذكيه..وتتحملين اصعب المواقف..وتحولين المصائب فى طريقك الى غبار..ربى يسعدك

    فرحت مها لكلام والدها..فقبلت راسه..وانصرفت لغرفتها..
    اتصلت مها على صديقاتها رباب وسهى ومنال واخبرتهم بما حصل معها..تأثروا جدا لزواجها من رجل كبير فى السن..طبعا مها لم تخبرهم بالحقيقه المره..بل قالت لهم انها وافقت عليه لماتقدم لها لانه سوف ينتشلها واسرتها من الفقر..صديقاتها يعرفونها..هى ابدا لا تنظر للامور الماديه..ولم يصدقوا كلامها..لكنهم احترموا رغبتها فى عدم البوح بالحقيقه..ووافقوا على الذهاب معها للسوق غدا..

    فى اليوم التالى وعند الساعه 10 صباحا..انطلقت البنات للسوق..اخدهم سائق بيت منال..دخلوا المجمعات الكبيره والغاليه لان مها طلبت منهم جهاز يكون فخم وغالى..تريد ان تشرف اهلها امام زوجها..وتشرف زوجها امام الناس..

    كانت مها اجمل البنات..جميله الوجه بيضاء نحيله عيناها عسليه واسعه تجذب لها العيون..رقيقه الملامح ناعمه الطله محببه الوجه باسمه الثغر..فكل من يراها تجذبه بنعومه حركتها رغم انها لا تحب ان ينظر لها احد..
    كثير من الامهات كانت تفكر بها زوجه لاولادهم..لكن مها تأجل الموضوع لبعد التخرج والعمل..لانها تريد ان تعيل اسرتها وتعوضهم عن ايام الفقر..اما الان؟؟فها هى زوجه بين ليله وضحاها..
    :سبحان من صورك يا قمر!!
    اخرجها هذا الصوت من تفكيرها..ارتعدت خوفا وحرجا..فهى لا تحب ان يتحرش بها احدا..هى لا تحب الاسواق والاماكن المكتظه..لكنها اليوم مجبوره..
    ابتعدت عن الشخص الذى كلمها ودخلت بسرعه الى اقرب محل مع صديقاتها..
    وبدأوا فى الشراء ومر الوقت دون ان يشعروا..بينما هم يتنقلون من متجر لاخر كان ذلك الشاب يطاردهم..هم لم يهتموا له ..لكنه ظل ورائهم من مكان لاخر..
    الشاب:انتى يا جميله الن تكلميننى؟؟لقد تعبت من ملاحقتك؟؟
    كان يكلم مها..ومها لا تعيره اى انتباه ولا كأنها تسمعه

    ********************

    :انت ماذا تعتقد نفسك فاعلا؟؟
    مها توقفت عندما سمعت الصوت…
    الشاب:وانت مادخلك؟؟؟
    ماجد:الا تخجل من نفسك من ملاحقه النساء بالاسواق؟؟
    هل ترضى ان يفعل ذلك باختك؟؟
    الشاب:هههه اكيد البنت اعجبتك وتريدها لنفسك..فاحببت ان تستعرض عضلاتك امامها..
    مادخلك انت بى؟؟
    ماجد:دخلى انها زوجه اخى يا غبى..ولن اسمح لشخص مستهتر مثلك ان يتعرض لها..
    هنا خاف الشاب من خالد ومن نبره صوته..فولى هاربا من المكان..
    فضحت البنات عليه وهو يهرب..اما مها فلم تهتم لهم
    فهى لا تحب ماجد ولا تطيق ان تراه بعد مافعل بها ذلك اليوم..حينما سلبها كل حقوقها..
    واصلت مها طريقها للمحلات لكن ماجد نادى عليها..
    نظرت مها لصديقاتها فهى لا تريد ان تشعرهم بان هناك خطبا مها بينها وبين اخ زوجها..استأذنتهم واتجهت له…
    مها:نعم؟؟
    ماجد بغرور: ما الذى تفعلينه هنا؟؟؟
    مها:ماذا تقصد؟؟الا ترى؟؟؟ اننى اجهز نفسى..
    ماجد بقرف:الم تجدى سوى هذا المكان لتتجهزى منه؟؟لمى لا تذهبين للاماكن الراقيه حيث لا يكون بها اشخاص مستهترين يتصيدون البنات بالاسواق..
    مها:عفوا يا اخ ماجد..فانا لا اعرف غير هذه الاماكن للتسوق..فلا تنسى اننى من الفقراء..
    غضب ماجد من لهجتها:المهم الان..هيا ارجعى للمنزل حالا..لا اريد اى شخص ان يتطاول على زوجه اخى بالاسواق..
    مها:حاضر سوف ارجع مع صديقاتى حالا
    ماجد:لا سوف ترجعين معى انا وحالا..لا احب ان تركبى مع الغرباء..ماذا سوف يقول اخى حينما يعرف ان زوجته تخرج مع سائق اجنبى غريب؟؟
    مها بغضب:انا لم اخرج معه بل مع صديقاتى..والا ماذا تريدنى ان افعل حتى اذهب للتسوق؟؟اذهب ماشيه؟؟
    ماجد:لا تهمنى اعذارك..هيا والا سوف اخبر ابو خالد بما رأيت وعندها لن ترى الشمس مره اخرى..
    خافت مها من تهديده..فهم قادرون على فعل اى شئ كما رأت مأخرا..
    مها:حاضر..سوف استأذن من صديقاتى واتى..
    ذهبت مها لصديقاتها وشرحت لهم ان ماجد يكون اخو زوجها وانها سوف تذهب معه الان لان ابوخالد يطلبها..وطلبت منهم نقل باقى الاغراض الى منزلها..
    ****************


    ****************
    حملت مها معها بعض من اغراضها..واتجهت ناحيه ماجد الذى تقدمها سائرا الى سيارته..

    ركبت مها فى المقعد الخلفى فتحرك ماجد بالسياره..كانا صامتين ..وكلا منهما فى داخله كره للاخر
    ..
    فمها لا تحب ماجد بسبب موقفه منها وحرمانها من حقوقها الشرعيه..
    وماجد لا يحب مها تلك المتطفله على حياتهم والتى سوف تاخد مكان ام خالد رحمها الله ..هى من ربت ماجد ويحبها كامه..
    ماجد اصغر اخوة ابو خالد..هو اخوه من الاب فقط..فقد تزوج والدهم من امراه اخرى وماتت وهى تلد ماجد..فربته ام خالد التى لم ترزق سوى بخالد..فربت الاثنان كانهما اخوه..وفى يوم كانت ام خالد مع خالد ذاهبان لاداء العمره..وماتا وهما بطريق العوده فى حادث سير..ومن يومها وماجد احس بفقدان الام والاخ معا..
    ماجد شاب طموح ناجح فى عمله..رجل اعمال مثل كل اخوته..يعمل فى شركه اخوه الكبير ابو خالد..تقريبا هو من يديرها..هو شاب وسيم بهى الطلعه ..انيق جذاب لكنه يحوى بعض الغرور والتكبر..يمكن بسبب مكانته الاجتماعيه..لانه كان يحب ام خالد كثيرا فقد كره مها لانها اخدت مكان ام خالد…وشعر بانها محتاله لا تبحث عن اى شئ سوى سرقه اموال ابو خالد..لدى فقد شرط على ابومحمد والد مها بانه لو تزوجت ابنته من ابو خالد فانه سوف يحرمها من اى ثروه تتوقع هى الحصول عليها من وراء هذا الزواج..

    ماجد يفكر:كم اكرهها..مغروره وانتهازيه..جشعه تبيع نفسها من اجل المال..
    مها فى نفسها:كم هو مغرور متعجرف يظن ان كل العالم تحت امره..كم اكرهك

    ***********
    ماجد:اذا احببتى مره اخرى الخروج اتصلى على السائق وهو يقلك حيثما تريدين..لكن يجب ان تاخدى اذن من زوجك..فانتى الان متزوجه ولستى حره..
    مها متضايقه من نبره الامر:ان شاء الله..وانا استأذنت ابى فى خروجى..انا لا افعل اى شئ غلط!!!
    ماجد:ابوكى لم يعد المسؤول عنك لدى لا تساليه شئ..انما اسئلى زوجك هو من يامرك الان وانتى تنفذين وتلبى اوامره

    مها:تقصد انه يخبرنى بما يريد وانا اطيعه لانه زوجى..
    ماجد:يبدوا انك عنيده..احذرى العند مع اخى فهو لا يحب المرآه العنيده..
    سكتت مها ولم ترد عليه..لقد بدأت تخاف من ابوخالد من كثر ما يحذرها منه ماجد..
    ترى ماستكون حياتها معه…
    وصلت مها للمنزل فحملت اغراضها ونزلت..
    ماجد:تفضلى هذا الكرت به ارقامى..اى شئ تحتاجينه اتصلى بى وانا سابعث لك السائق..
    مها اخدت الكرت واسرعت داخل منزل ابيها..فلم تعد تطيق هذا الماجد واوامره العسكريه..
    ****************
    فى بيت ابيها..نادت مها على اخوتها الصغار…وامها..كانوا فرحين برجعتها محمله بالاكياس رغم عدم معرفتهم بما تحتويه هذه الاكياس..
    جلست مها وسط الاكياس وبدأت تفتحها واحدا واحد..
    مها:هيا يا احبائى خدوا .. هذه الملابس لزهره..وهذا الكيس للمى..وانت يا محمد خد هذه الاكياس لك..احمد خد..
    فرح اخوتها كثيرا بما احضرته لهم من ملابس والعاب وادوات للمدرسه ..اشياء كثيره لم يحلموا يوما باقتنائها..
    مها فرحت بفرح اخوتها وتمنت دائما ان تسعدهم هكذا..
    مها:وانتى يا امى..خدى هذه الاغراض لك ولابى الحبيب..
    امها غاضبه مها:مها!! ماهذا يبنتى؟؟ هل صرفتى مال جهازك وعرسك على اخوتك وعلينا؟؟
    مها تضحك:لا يا امى..لقد اشتريت لى الكثير الكثير من الاغراض ولكن هذا لا يمنع ان اسعدكم ولو قليلا..فالخير كثير
    وليس عندى احد احب الى قلبى منكم..ولا احب ان البس انا الجديد وانتم لا..او اكل شئ انتم لا تاكلونه..
    امى لو كانت حياتى الجديده ستغيرنى عليكم فانا لا اريدها..اتفهمين ذلك؟؟
    بدأت ام مها فى البكاء..فهى لا تتصور ان مها سوف تبعد عنهم بهذه السرعه؟؟
    مها وهى تحتضن امها:امى اتبكين؟؟
    ام محمد:لقد كبرتى يا ابنتى وسوف تغادريننا بسرعه..بالامس تخرجتى واليوم تزوجتى..ماهذه الدنيا التى تجرى بنا؟؟
    مها تضحك وهى تكتم عبراتها:هههه هذى هى الدنيا يا امى..
    هيا هيا اضحكى ولا تبكى..فانا لن ابعد عنكم كثيرا بل سازوركم دائما واتى لكم..
    **********
    مر الاسبوع سريعا..ومها تقريبا جهزت كل شئ للذهاب لمنزل زوجها..لكنها بدأت تخاف..بدأت تفكر؟؟؟
    ماهذا الزواج الذى ابتليت به؟؟فهى حتى لا تعرف شكل زوجها؟؟لا تعرف طريقته بالكلام؟؟لا تعرف اى شئ عنه..
    انها صغيره جدا..وعندما تتزوج تتزوج من شخص لم تره بحياتها؟؟
    كيف ذلك؟؟
    انها خائفه؟؟لمن تلجئ؟؟لمن تذهب؟؟هى ليس لها احد تحدثه او تفتح لها قلبه؟؟صديقاتها لا يعرفون حقيقه الامر..وهى لا تريد ان تفضح اسرار عائلتها..ماتفعل؟؟تريد ان ترتاح..
    خطر ماجد على بالها..لكنها تكرهه فكيف تحدثه؟؟انه مغرور ومتعجرف ودائما يامرها..فماتفعل؟؟
    ليس امامها حل..فوالداها يخافان عليها..واذا كلمتهم سوف يبقيان دائمى التفكير بها..وهى التى دائما تمثل عليهم السعاده حتى لا تشغل بالهم عليها..
    توكلت على الله واتصلت بماجد
    ماجد:الو نعم؟؟من معى؟؟
    كانت نبرته عاديه جدا ومهذبه فاطمئنت لها مها..يبدوا انه لا يتنرفز الا عليها هى..
    مها بصوت منخفض حياءا:ا الو..السلام عليكم
    ماجد:عليكم السلام..من معى؟؟
    مها:مرحبا ماجد..انا مها..هل من الممكن ان اتحدث معك قليلا؟؟
    ماجد تنرفز من عرفها..فهو مازال يعتقدها انسانه انتهازيه وتبحث عن المالالونشريستغيرت نبره صوته)
    نعم ماذا تريدين؟؟ هل سوف تخرجين ايضا؟؟ الا تشبعين من الشراء


    مها لم تتمالك نفسها من كثر الضغوط عليها..والان هو حتى لا يعطيها فرصه للكلام ويبدأ الهجوم عليها..لم يفعل بها ذلك؟؟اليس فى قلبه رحمه؟؟
    مها بدأت بالبكاء لقد طفح الكيل بها…
    مها وهى تبكى:لم تفعل بى ذلك؟؟ماذا فعلت انا لك؟؟ اليس لديك شعور ابدا؟؟انا منهاره وليس لى احدا اشكى له..وانت بدل ان تساعدنى تهاجمنى؟؟
    اغلقت مها الهاتف وانهارت بالبكاء
    بكاء مرير حاولت طوال الاسبوع ان تتغلب عليه وتكتمه..لكنها الان لم تستطع..فهى حساسه رغم قوتها الظاهره..تحملت كثيرا من اجل ان لا يرى والدها دمعتها فيندم على مافعل بها او يشعر انه السبب فى شقائها..
    او ترى امها دموعها فلا تفارقها هى الاخرى دموع الحزن على ابنتهم التى بدأ الشقاء بحياتها مبكرا..
    بكت حزنا على نفسها وشبابها الذى سيضيع
    بكت حزنا على امالها التى انهارت
    بكت حزنا على تعبها الذى راح مع الرياح
    كانت تحاول ان لا ترفع صوتها بالبكاء فيسمعها اهلها
    رن الهاتف بجانبها لكنها لم ترد..فظل يرن ويرن.. حتى سمعته امها..اتت تطرق الباب..:مها..مها هل انتى نائمه؟؟الهاتف يرن..مابك يا بنيتى؟؟
    هدئه مها قليلا حتى لا تشعر بها امها تبكى واصطنعت النوم بصوتها:: نعم نعم يا امى؟؟الان سارد كنت نائمه…
    :مها بصوت خفيض مليئ بالدموع..:نعم؟؟
    ماجد وهو منهار لانه سبب بكاء مها:مها لم تبكين؟؟هل انا السبب؟؟
    مها بكره:لا انت لست السبب..من انت حتى ابكى من اجله؟؟
    ماجد بغضب:مها..اتركى عنك العناد جانبا..واخبرينى حالا مابكى..لمى انتى حزينه؟؟
    مها بعناد اكبر:لا شى..من قال لك انى حزينه اصلا؟؟فانا سوف اتزوج غدا..وابدأ حياه جديده.. حياه لا اعرفها اصلا ولا ادرى مابها ولا مع من ولا من هو زوجى وكيف شكله..
    وانهارت بالبكاء ثانيتا..لم تستطع البقاء صامده قويه..
    اخد ماجد نفسا عميقا حتى يسيطر على نفسه..فقد كان قاسيا معها كثيرا..حتى هو لا يعرف سبب قسوته معها..انها بنت صغيره وقد وضعت فى ظرف قاسى..حتى وان كانت انهازيه فهى مازالت صغيره على الزواج من رجل كهل كاخيه..وحتى انها لم تره ولم تعرفه..فكيف لا تنهار..سكت قليلا حتى تهدى مها من بكائها ثم تكلم:مها..مها..ارجوك ردى علىّ..
    مها مازالت تبكى
    ماجد:مها اذا لم تردى علىّ سوف اتى لمنزلكم الان ؟؟؟
    مها:ولم تأتى؟؟ماعلاقتك بنا انت؟؟
    ضحك ماجد من قوة ردودها:طيب طيب..لن اتى..هل ستحدثيننى الان؟؟
    بدأت مها فى التماسك:احدثك بماذا؟؟
    ماجد: ماذا تريدين ان تعرفى؟؟لم انتى حزينه هكذا؟؟
    مها:لا اعرف يا ماجد..لا اعرف.فانا مرتبكه..امورى ملخبطه..فعلا لا اعرف كيف ستتغير حياتى بين ليله وضحاها..فكل بنت تتهيئ على الاقل لمثل هذا اللحظات..تتهيئ لهذه الحياه الجديده..نعم هناك فتيات لا ترى خاطبها كتثرا او لا تكلمه..لكنها على الاقل عندها فكره عنه..شاهدته فى المقابله..تحدثه له ليله العقد..اما انا؟؟فاشعر انى اتزوج من سراب..من شخص ليس موجود؟؟مخيلتى ابت ان ترسم له صوره..
    عذرها ماجد فى داخله..فكلامها منطقى جدا..
    ماجد:طيب يا مها..انا ساحدثك عن اخى بكل شئ..وبدأ ماجد يخبرها عن اخوه؟؟اخبرها ان اخوه رجل طيب بمعنى الكلمه..يحب الخير..لكنه عصبى مع الخطأ لا يرضى بالتهاون باى شئ..رجل مؤمن متدين..يحب الحق والعدل..لا يرضى بالظلم..
    ماجد:ههه شكلى سارعبك منه بدل ما اطمئنك اليس كذلك؟؟

    ههههههههه ضحكت مها اخيرا..
    مها: لا ابدا ولكننى استمع لك..فبكلامك مازلت لا ارى اى صوره له بعد..فوالدى ايضا يمدح به ويقول عنه اشعارا..ومع ذلك..لا اعرف..قلبى ليس مطمئن..
    ماجد مستغرب:ولمى؟؟امممم..هل تعتقدين انك لو رآيته قبل ان تذهبى لمنزله سيكون ذلك اهون عندك؟؟
    مها بتفكير:نعم اعتقد ذلك اهون؟؟على الاقل اراه فى بيت والدى هنا..افضل من اراه فى منزله هو لاول مره..
    فكر ماجد قليلا..:طيب طيب..انا سوف افكر بطريقه ترينه فيها فى منزلكم…ما رائيك؟؟ هل اطمئن قلبك الان؟؟
    احست مها ببعض الراحه..
    مها:نعم ..شكرا لك ماجد..لا تعرف كيف ارتحت الان..شكرا لانك استمعت لى..فليس لى احدا اتكلم معه بالموضوع بكل راحه غيرك..
    ماجد:ولو..انتى زوجتى اخى..الذى هو بمثابت الاب لى..فلا تقولين ذلك..وسامحينى لو قسوت عليكى فى البدأ
    وهكذا احست مها بزوال عقبه من طريقها عندما تكلمت مع ماجد..

    ترى ماذا سيفعل ماجد من اجل مها..
    انتظرونى بالجزء القادم
    *********************


    *********************

    اتصل ماجد باخوه ابو خالد ليخبره ان الاسبوع قد انتهى..
    ماجد:اهلا باخى الغالى ابو خالد..كيف حالك يا عريس؟؟
    ابوخالد:هههههه اهلا وسهلا بابنى الغالى ماجد..انا بخير ..اى عريس؟؟انا لا اعرى اى عرس ولا اى شئ..
    ماجد:انت المخطئ يا اخى..هل هناك عريس يمر على زواجه اسبوع دون ان ياخد عروسه معه؟؟؟
    ابو خالد:والله قلت اعطيها مهله علها تتعود على فكره انها متزوجه فلا تخاف منى..فانت تعرف انها صغيره فى السن
    ماجد:نعم لكن ما ادراك بها..هى بمنزل وانت بمنزل..الا تخاف ان تخرج من ورائك هنا وهناك؟؟انها متزوجه الان..وليست وتشعر انها حره وليس لاحد سلطه عليها لا ابوها ولا احد غيره..وانت بعيد عنها..
    ابوخالد فكر بكلام ماجد..واخدت الافكار تسوقه هنا وهناك..
    اغلق الهاتف من عند ماجد وهو مازال يفكر..
    فجاه قام من مكانه وخرج..استقل سيارته..واتجه الى منزل ابو محمد..
    هناك دق السائق باب بيت ابومحمد..فخرج له محمد
    فاخبره ان ابو خالد هنا ويريد ان يدخل لرؤية زوجته حالا..
    دخل محمد واخبر اخته مها بذلك..
    فرحت مها لان ماجد نفذ وعده لها..فطلبت من اخوها ادخال ابو خالد للمجلس حالا على ما تجهز نفسها قليلا..
    دخلت مها غرفتها وغيرت ملابسها سريعا وتعطرت وسرحت شعرها الطويل بترتيب ولم تلفه بس تركته حرا على ظهرها..وضعت مسحه من احمر الشفايف على شفتيها فقط ولم تزد على ذلك..
    تعطرت مره اخرى وخرجت لاستقبال ابو خالد لاول مره..
    اخبرت امها ان تعد القهوه لابوخالد وانها سوف تدخل لتراه فى المجلس..
    نادت مها على اخوها محمد الذى كان يجلس مع ابوخالد وطلبت منه تركهما بمفردهما..
    بعد خروج محمد دخلت مها بهدوؤء على ابوخالد..كانت فى قمه الحياء منه..كانت تمشى ووجهها للارض خجلا وحياءا..سلمه عليه من بعيد..ووجهها مازال بالارض..
    وقف ابوخالد عندما شاهد مها بكل هذا الجمال والنعومه تدخل عليه…فرح جدا بوجودها هنا امامه..كم هو سعيد لانها زوجته..
    مها:السلام عليكم
    ابوخالد:هلا ومرحبا عليكم السلام يازوجتنا العزيزه
    احمرت مها خجلا:تفضل اجلس
    جلس ابوخالد وطلب منها الجلوس الى جانبه..
    لكنها جلست قريبه منه وليس الى جانبه..
    لم يمانع ابوخالد فمازالت هى خجله ووجله منه
    ابوخالد:كيف حالك يامها؟؟
    مها:الحمدلله وانت؟؟
    ابوخالد:بعد رؤايتك انا بافضل حال..
    الم يحن الوقت حتى تأتى لمنزلك بعد؟؟لقد انتهى الاسبوع..وانا اريدك معى..
    مها وهى تنتفض ويداها ترتجف..:ابوخالد؟؟هل من الممكن ان نتحدث قليلا؟؟بكل صراحه وهدوؤء؟
    ابوخالد احس بشئ ما فى صوتها:تفضلى
    مها:ابوخالد نحن لا نعرف بعضنا البعض جيدا بعد..انا اول مره اراك فيها هى الان..الا تعتقد اننا يجب ان نمنح بعضنا بعضا من الوقت..لنتعارف ونفهم بعض..؟
    ابوخالد:يامها كما تعرفين انا لسه شابا..حتى تقولين نمهل بعضنا البعض..
    انا رجل كبير ولا اعلم كم بقى لى من الوقت حتى اعيشه.؟؟
    وانا ماتزوجتك الا لاتمتع بباقى ايام حياتى مع انسانه اختارها قلبى قبل عقلى…اعذرينى لكن هناك فى منزلنا سيكون عندنا كل الوقت لنتعارف على بعضنا ونحن مع بعضنا اتفهميننى؟؟
    مها باصرار:لكن يا ابوخالد…
    ابوخالد مقاطعا اياها:يكفى..انا قلت ماعندى..والان..قومى جهزى اغراضك لانك ستذهبين معى حالا..فانتى زوجتى ولى كل الحق فى اخدك..
    مها بخوف:طيب انتظر حتى يرجع ابى..
    ابوخالد:لا انا هنا من اقول لك ماتفعلين لا ابوكى ولا احد غيره له الحق بذلك..هيا بسرعه قبل ان اسحبك بملابس من دون اى شئ اخر..
    خافت مها اكثر لكنها لا تريد ان تسبب اى مشاكل لاهلها..
    لدى قامت مطيعه له:حاضر
    دقائق فقط لاخد حاجياتى..فكل شئ مجهز مسبقا..
    (لقد جهزت مها كل اغراضها مسبقا فكانما هى تعرف كيف سيكون خروجها من منزل والدها على وجه السرعه)
    نادت مها اخوتها لمساعدتها فى نقل بعض حاجياتها لسياره ابوخالد..الذى امر السائق باستلام الاغراض منهم..
    ومن ثم ودعت امها واخوتها وخرجت معه بسرعه..
    خرجت كى لا تزل دموعها امام امها واخوتها..وكى لا ترى دموع امها على فراقها بهذه الطريقه..

    *********************
    طوال الطريق ومها ساكته..ابوخالد ايضا صامت..يمكن بسبب تسرعه..ويمكن بسبب مايخطط له فى عقله..لكن مها على قناعه منان ابو خالد انسان قاسى..يفعل مايريد وباى طريقه..وليس طيب القلب كما يقول من حوله..وهى مقتنعه ايضا انها سوف تذوق المر معه…بل ان حياتها القادمه ستكون شقاء لا يعلمه الا الله…

    *******
    وصلوا للمنزل الكبير..بل كان قصر..كان منزل فخم بمعنى الكلمه..كان له مدخل كبير وممر لسير السيارات..وبه حديقه كبيره رائعه الجمال معتنى بها جيدا..اينما نظرت رأيت الخضار والجمال والهواء النقى..كان مبنى الفيلا رائع الهندسه..منزل كبيرا جدا من طابقين الابواب والنوافذ تبرق من بعيد..تقدم ابوخالد ومها تمشى من ورائه..دخلوا الفيلا..كان الوضع مهيب..فمها اول مره تدخل مكان بهذه الروعه والفخامه..كان قمه الجمال ..كل شئ يلمع ويبرق..كل مكان كرستالات والوان ذهبيه ..الصالون الكبير اثاثه من اجمل ما رأت..الان فقط صدقت انهم فقراء..بل معدمين بالنسبه لماتراه حولها الان..
    كان المنزل من الداخل واسع جدا..بهوا كبيرا مفتوح على المنزل ويحيط به غرف كثيره..وفى وسطها درج كبير واسع ومفروش باجمل السجاد..الستائر الكبيره الفخمه هنا وهناك..على يمينها ممر ياخدها للمجلس الكبير..وعلى يسارها ممر اخر ياخدها للمطبخ فقد رأت الخادمات تخرج منه لستقبالهم.. عرف ابو خالد الجميع على زوجته مها..وقال لهم وهو يمسك بيدها..هذه هى سيده المنزل الان..وعليكم طاعتها..
    اقشعر جسد مها من لمسه لها فجأه..لكنها تماسكه حتى لا تفضح نفسها امام الخادمات
    امر ابوخالد الخادمه ان تاخد مها لغرفتها..وامر الخاده الاخرى ان تحمل اغراض مها ورائهم..


    لم تتعود مها كل هذا الدلال..لكنها ليست فى موقف للرفض او الكلام حتى..مشت وراء الخادمه وهى صامته..
    اخدتها الخادمه للطابق العلوى..حيث كان هناك ممران واسعان على يمينها وعلى شمالها..وكل ممر به عدد كبير من الغرف..كان كل شئ جميل وغالى..من الابواب الى السقف الى المصابيح والحائط والتحف والسجاد والرخام..كل شئ رائع الجمال..تحسرت مها على اهلها الذين يعيشون فى ذلك المنزل الصغير..لكنها فى نفس الوقت قالت(::ذلك المنزل الصغير الفقير فيه من السعاده ماليس له وجود هنا)

    دخلت الغرف الكبيره التى اخدتها لها الخادمه..كانت غرفه كبيره بمعنى الكلمه..تكفى لتكون شقه كامله..واسعه جدا وانيقه بها اثاث مخملى رائع باللون العنابى المحمر..كل شئ ناعم ويعطى نظره دفئ وحنان..من طقم الكنبات الى ذلك المكتب الصغير..الى السرير الرائع الوثير فى وسط الغرفه..والى جانبه طاوله الزينه الواسعه الجميله..وهناك باب الحمام..والى جانبه غرفه صغيره للملابس والتبديل..
    كم تمنت ان تبقى فى هذه الغرفه الرائعه وحدها ولا تخرج منها ابدا..
    تركتها الخادمه حتى تستحم وتغير ملابسها بعد ان ترتبتا الخادمتين اغراضها بالغرفه..
    كانت مها تريد ان ترتب كل شئ بنفسها وعلى مزاجها..لكنها تركت لهم هذا العمل..يجب ان تتعود على الحياه الجديده..حتى لا يخجل بها ابوخالد امام اهله..
    بعد ان خرجتا الخادمتين..قامت مها وخلعت حجابها وعبائتها..ودخلت الحمام الكبير الواسع..شهقه مها من جماله واناقته..كم هو رائع هذا الحمام..من يستحم فيه لا يتمنى الخروج منه..
    به حوض الاستحمام الدائرى الابيض والذهبى..وعلى جهه اخرى شور مقفل للاستحمام السريع..وبينهما هناك خزائن مفتوحه بها ماتتمنى من انواع الصابون الغاليه الثمن والشامبوهات والعطور الرائعه المستخدمه اثناء الحمام وغيرها وغيرها..اغلقت مها عليها باب الحمام ودخلت الحوض واستمتعت باحلى حمام اخدته فى حياتها كلها..وعندما انتهت اخدت المنشفه وجففت جسدها بها ثم وضعتها فى سله الملابس للملابس الوسخه ..وتناولت روب الاستحمام لبسته ووضعت منشفه اخرى على شعرها الطويل وخرجت..ماكادت تخرج من الحمام حتى تسمرت مكانها..فقد كان ابو خالد هناك فى انتظارها فى الغرفه..ناداها ابو خالد..حتى تاتى الى جانبه..لكن مها لم تتحرك..بل كانت تفكر ان تهرب وتدخل الحمام وتقفل على نفسها..
    ابوخالد بصوته الهادئ:مابك يا مها؟؟هل انتى خائفه منى؟؟اتخافين من زوجك؟؟
    حاولت مها ان تطمئن نفسها له..وان تحسس نفسها بالشجاعه..لكنها لم تستطع..فهول اللحظه اكبر منها..قام ابو خالد واتجهه نحوها بخطوات هادئه بطيئه غير متسرعه حتى لا تخاف منه مها اكثر..كان يريد ان يطمئنها ويهدئ من روعها..حاولت مها ان تتحرك..ان ترجع للوراء..ان تهرب..لم تستطع..لم تتحرك قدامها..كانما تسمرت مكانها..او انها قد شله تماما..احست ان جسدها كالخشه..
    وصل ابوخالد لجانبها..رفع وجهها له بيد دافئه حنونه..رأى الدموع والخوف فى عينيها..فابتسم لها ابتسامه بسيطه حنونه واقترب منها..وقبل جنبينها بلطف..همس فى اذنها:انا زوجك الان يا مها..لا تخافى منى..سوف اكون لك احن انسان بالدنيا..سوف اسعدك ولن أألمك ابدا..تعالى يا ملاكى..رفع المنشفه على شعرها فتساقط شعرها على ظهرها..اقترب منها اكثر وقبلها على خدها بلطف ومحبه ظاهره..وعندما رآها لا تمانع حملها بين يديه متجها للسرير..وضعها على السرير..واطفئ المصابيح الا من ضوء خافت ناعم..اقترب منها..همس مره اخرى باذنها..اتعلمين انك ملائكى؟؟اتعلمين اننى منذ رآيتك تمنيتك لى..لى وحدى..
    نعم يا مها..انا احبك..احبك جدا جدا..واريد ان اسعدك..
    نظرت له مها بنظره استغراب..فقد تبدل كليا عن الشخص الذى قدمة معه من منزلها..صار انسان رقيق ذو مشاعر دافئه..انسان احست من لمساته بالحب والحنان..لم تقاوم..لم تمانع..فقد عرف كيف يسحرها بمجرد همسات ولمسات..فهى طفله ليس لها خبره بالحياه..طفله تكفيها كلمات حتى تصبح طوع امره..اخدها بين دراعيه وحلق بها حاليا فى سماء الحب والعشق…****

    ******************
    انتظرونى غدا للتكمله
    ************************

    استيقظت مها بعد نحو ساعتين..وجدت نفسها بين دراعى زوجها النائم..لم تتحرك من مكانها..خوفا من ان توقضه وحياءا منه وهى بين دراعيه..شئ جديد عليها مايحدث معها..فى لحظات انتقلت من كونها شابه صغيره الى امرأه كامله..زوجه وحبيبه..نعم حبيبه..لقد اعترف ابوخالد لها بحبه..وانه مافعل كل هذا الا من اجل ان يفوز بها وبقلبها..قلبها؟؟؟ هل سوف يفوز بقلبها فعلا؟؟
    كانت مهى تفكر وهى مستلقيه مكانها دون حراك..وبين لحظه واخرى تنظر فى وجه زوجها القريب منها..تارتا تتامله..وتارتا تفكر فى مستقبلهما معا..
    مها حساسه جدا..لم تتحرك..حتى تنفسها كان بحساب..خوفا من ان يستيقظ ويراها بهذا الحال..لكن ابوخالد انتبه على انها كالصنم بجانبه..فعرف انها استيقظه لكنها خجله بين دراعيه..فتح عينيه برفق وتمهل..فشاهدها تتأمل به..فابتسم لها..فاحمرت خجلا منه..فاخد يداعب شعرها الطويل عله يذهب حيائها..
    ابوخالد:منذ متى استيقظتى يا ملاكى..
    مها بحياء شديد:منذ قليل..
    ابوخالد..هل انتى جائعه..
    مها كانت تموت جوعا فلم تاكد منذ الصباح شئ..
    مها:لا اعرف..يمكن
    ضحك ابوخالد منها..
    ابوخالد:حبيبتى انتى الان صاحبه المنزل..فلا تخجلى من اى شئ..انزلى للخدم واطلبى منهم ماتشائين..
    ابتسمت مها وهى تلعب فى طرف الشرشف:حاضر
    نهض ابوخالد من السرير وطلب منها ان تقوم معه..فهو يعرف انها مازالت جديده على المنزل واكيد سوف تخجل من طلب اى شئ من احد..
    كانت مها سوف تلبس حجابها لكن ابوخالد طمئنها ان ليس هناك رجلا بالمنزل غيره..
    نزلت معه الى الطابق الارضى وهناك نادى الخادمه لتعد لهم العشاء..كانت الساعه العاشره والنصف تقريبا..
    بعد ان تناولا الطعام..صعدا الى غرفتهما ثانيتا بعد ان طلب ابوخالد لهما الشاى..
    جلس ابوخالد مع مها فى صالون غرفتهما..
    كانت مها سوف تجلس فى الكرسى المفرد..لكن ابوخالد سحبها من يدها لتجلس بجانبه..
    اتت الخادمه بالشاى وانصرفت..
    قامت مها لتصب الشاى لهما..فاعجب ابوخالد لادبها..وتواضعها..
    ابوخالد:مها..انا سعيد جدا لزواجى منك..اعرف اننى قسوة عليكى بفرضى عليكى بهذا الزواج..لكن يعلم ربى انى بحياتى لم اظلم احد..ولم اخد شئ ليس لى..ولم انهب ولم اسرق ولم اكذب بحياتى..لكن منذ ان رأيتك لا اعرف ماحدث لى..لقد احببتك…بل همت بك..اردتك لى بشده..اردت ان اكون الى جانبك..ان ارى ابتساماتك الجميله لى..ان اضحك معك مثلما يضحك ابوكى..لقد حسدته عليكى..لم يكن عندى سبيل اخر سوى الزواج منك..حتى يتحقق لى كل ذلك..
    لكن والدك خاف عليكى ورفض..تعذبة..لم اعرف ما افعل..حتى اننى اخبرت اخى ماجد عنك..فى الاول رفض لاننى اكبر منك كثيرا..لكن بعد ان شاهدك..قال لى انا اعذرك فالبنت جميله..وهو من خطط لكل شئ حتى اتزوجك..
    نظرت مها له متفاجئه..: (ماجد)؟؟؟
    ابوخالد:نعم هو..اخبرتك بالحقيقه يا مها فقط لتعرفى انى لم ارد ان اظلمك..لكن انا احببتك..وكل همى سعادتك..
    ابتسمت له مها..فرغم كل الالم الذى مر عليها..وزواجها منه بهذه الطريقه..حبه وحنانه الزائد يغفران له..ومادام هو من كتبه الله لها..فلما لا تسعد معه؟؟
    صحيح انه اكبر منها..بل هو فى عمر ابيها..لكنه قوى البنيه بل انك لا تعطيه اكتر من 45 سنه بينما هو اكبر بالحقيقه..
    تحدثا كثيرا وتعرفا على بعض ميول كلا منهما
    حدثته مها عن دراستها وعن رغبتها فى العمل..حدثته عن اهلها واخوتها ورغبتها فى مساعدتهم وتوفير سبل الراحه لاخوانها..
    وهو حدثها عن عائلته الكبيره وانه هو اكبرهم..وحدها عن زوجته التى توفت مع ابنهم..وعن اخوه ماجد الذى رباه..وعن شركاته واملاكه الكثيره..
    دقت الساعه 12 دون ان يشعرا
    ابوخالد:يا الله لقد مر الوقت سريعا معك..فلم اشعر به..
    ابتسمت له مها بعذوبه..
    فماكان منه الا ان جذبها له..وطبع قبله حاره على جبهتها ..
    ابوخالد بهمس:كم تسحريننى بابتسامتك ياملاكى..
    احمرت مها خجلا..قام ابوخالد ومعه مها..ليسموان مجدد فى سماء الحب والعشق الندى

    *****************

    الوسوم:

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.