الكل سعيد ومسرور لهذا الزفاف السعيد
التف الأهل والمهنئين حول العروس (ريم ) التي كانت في أسعد لحظات العمر فهياليوم ستزف الى حبيبها الذي تمنت ان يأتي اليوم الذي يجمعهما فيه بيت واحد
وعلى الجانب الآخر العريس يلتف حوله المهنئين من الأهل والأصدقاء
الزينات في كل مكان والأضواء المتلألئة هنا وهناك
وها هو المأذون قد حضر لاتمام العقد وتعالت أصوات الزغاريد معلنة قدومه
وبعد أخذ موافقة العروس تمت إجراءات العقد
وذهب والد العروس اليها للتوقيع في دفتر المأذون
فوقعت بلهفة وارتباك حتى انها لم تر اين مكان التوقيع فضحك كل من كان حولها على لهفتها وارتباكها
ثم طلب والد العروس من العريس الدخول لأخذ عروسه الى قاعة الحفل وما ان دخلالعريس ومد يده الى عروسه ريم حتى فتحت ريم عينيها على وسعهما من شدةالصدمة وهي تخاطب نفسها:كريم …مستحيل
دارت رأس ريم وسقطت مغشي عليها فاصطدمت رأسها بحافة المنضدة المجاورة لها وفقدت الوعي في الحال
.
.
تفاجأ الجميع بما حدث لريم والتفوا حولها لا يدرون ماذا يفعلون أما كريمفحملها فورا وتحسس رأسها فوجد بعض قطرات من الدماء ما يدل على انها اصيبتفذهب فورا بها للمستشفى ورفقه اهلهما المقربون
ومعهم صديقتها المقربة هدى وهي الوحيدة التي تعرف سبب صدمة ريم ولكن لا يمكن ان تنطق بكلمة واحدة حتى لا تقلب الدنيا رأسا على عقب
قام الطبيب النوباتجي باستقبالها وعمل اللازم ثم اتصل بالطبيب المختص الذيحضر للكشف علىريم وعمل أشعة على الرأس ليطمئن على حالة العظم والمخ والذيبدت فيها الاصابة سطحية والكدمة لم تؤثر على المخ أو العظم وطمأن الحاضرينانها بخير
كريم : اذن متى ستفيق ويمكنها الخروج يا دكتور
الطبيب :دعنا ننتظر بعض الوقت فقد أخذت بعض المسكنات لتخفيف الألم وبعدساعات قليلة باذن الله ستفيق ولكن دعنا نقوم ببعض الفحوصات التي تطمئنناعليها
كريم :ولكنك قلت انها بخير يادكتور
الطبيب :نعم فالكشف الظاهري والأشعة أكدوا ذلك
كريم : اذن فما الخطب؟؟
الطبيب : هل انت زوجها ؟؟
اجابه :نعم والليلة كانت ليلة عرسنا
الطبيب :يمكن ان تصحبني على المكتب لأشرح لك أمرا؟
صحبه كريم على المكتب وسط علامات استفهام من الجميع وفضول لمعرفة ما يحدث
وفي المكتب عرض الطبيب الأشعة على كريم وقال له :هنا منطقة الاصابة تبدوسطحية للغاية ولكن هذه المنطقة من المخ التي تأثرت بالصدمة هي منطقة حساسةمرتبطة بعدة وظائف للجسم تمكننا من التأكد من سلامة بعضها من خلال الكشفالظاهري ولا يمكن التأكد من سلامة البعض الأخر بالكشف الظاهري ولكن يجب أنتفيق المريضة حتى نختبر عمل تلك الوظائف
كريم : اذن لا زال هناك خطورة عليها ؟
الطبيب : دعنا نقول انها زيادة طمأنينة ولا تسبق الأحداث
كلام الطبيب لم يزد كريم الا حيرة وقلقا ولكن لم ينقل قلقه للجميع خاصة والدة ريم التي كانت فزعة لما حدث لابنتها
وأخذت تهمس لها والدة كريم : ربماان هذا حدث لها نتيجة الاجهاد والارهاقفكل شيء تم خلال اسبوعين الجهاز وفرش الشقة واجراءات الزواج فانهكتالمسكينة وضعفت قوتها انها حتى لم تجلس مع كريم جلسة واحدة للاتفاق على شيءيخص الزواج أو تأثيث الشقة
ام ريم : لكنها كانت سعيدة ولم تشعرني بأي تعب أو ارهاق
وكأنها كانت تعرف ماذا ستفعل وماذا تريد وكانت تتحرك كالفراشة
ام كريم: لا عليك اذن فسيكون كل شيء على مايرام باذن الله
ام ريم :اتمنى من الله فهي ابنتي الوحيدة ولا احتمل ان يصيبها مكروه
مرت الساعات ثقيلة على الجميع والكل ينتظر ريم حتى تفيق والدتها تجلس الى جوارها تترقبها في شغف وخوف
أما كريم فعلى الجانب الآخر يتأملها في حب وخوف وكلمات الطبيب تتردد فيذهنه فأمسك بيديها والتي هي أول مرة يلمسها وكان يتمنى ان تقبض أصابعها علىيده بحب وشوق مثله اخذ يتأمل ملامح وجهها التي لأول مرة يراها من قرب فكممن مرةيراها ويتحدث اليها وهو خافض بصره عنها يخطف النظر لها من حين لآخرفيبهرة جمالها وبشاشة ملامحها
ها هي اليوم لأول مرة بين يديه يتفحص ملامحها عن قرب
كم هي جميلة ورقيقة وناعمة الملامح ها هي من خطفت قلبه وتسللت لى أعماقه بكل سهولة وملكت كل أحاسيسه
وهاهو يتألم من أجلها ويشعر بتوحد مشاعره معها
وبين كل هذه الأفكار شعر كريم بأن أصابع ريم تتحرك بين يديه فهي بدأت تفيق فذهب على الفور لاستدعاء الطبيب
.
.
.
.
حضر الطبيب لغرفة ريم ومعه بعض الاجهزة وادوات الكشف وجلس لجوار ريم في ترقب
فتحت ريم عينيها وها هي تنظر حولها في حيرة
ريم : لما انا هنا؟؟
الطبيب : اهلا بالعروس حمد الله عى السلامة كان يجب ان تقضي ليلتك في بيت الزوجية وليس هنا
ريم : عروس !! اي عروس ؟؟ انا لا اذكر شيئا اجد صعوبة في التذكر
الطبيب : الاتذكرين اسمك؟
ريم بعد تفكير:…لا
ذهل جميع الحاضرين فطلب الطبيب منهم الخروج ما عدا الاب وكريم فطلب منهما اليقاء
الطبيب : الليلة كانت ليلة عرسك على الاستاذ كريم هذا
ريم :اي عرس ومن هو كريم؟؟!!أه رأسي ستنفجر أنا لا اذكر شيئا ولا اعرف أحدامن الموجودين ماذا حدث لي ماذا حدث
الطبيب : دعك من هذا الآن ودعينا نطمئن على باقي الحواس وبدأ في فحص ريم فوجد جميع الحواس تعمل بكفاءة
طمأن الطبيب ريم وأخبرها ان ماهي عليه عرض مؤقت من أثر الصدمة وسوف يزول باذن الله
الطبيببعد ان انفرد بالأب وكريم: الموضوع يتعلق بالذاكرة
لقد حدث لها فقد مؤقت للذارة وهذا اثر الصدمة
الأب : وهل هي نسيت كل شيء حتى نحن أهلها؟؟
الطبيب:للأسف
كريم:وما العلاج لذلك يا دكتور؟
الطبيب : سوف أكتب لها بعض العقاقير لتنشيط الذاكرة ولكن هذا وحده غير كاففالمسألة مسألة وقت وقد تعود لها الذاكرة رويدا رويدا أو دفعة واحدة ولكنيجب عليكم ان لا تدفعوها للتذكر ولكن من خلال عرض الصور لها أو زيارةالأماكن المحببة لها ورؤية الأشخاص المقربين لها دوما وابعادها عما كانتتكرهه فربما عقلها الباطن يرفض تذكر بعض الأمور التي تعتبر ذكريات سيئةبالنسبة لها
ولا داعي للقلق ومعاملتها كالمرضى فالعرض مؤقت باذن الله انها انسانةطبيعية جدا ولكن سيؤرقها هذا الفقد للذاكرة بعض الشيء فلا تقلقوا
فالعلاج في هذا الأمر نفسي و يشبه التمارين الرياضية وليس العلاج الكيميائي
انصرف الطبيب والجميع في حيرة مما حدث لريم وما يمكن عمله من أجلها فانها حتى لا تذكر اسمها
وأكثرهم حيرة هو كريم الذي لا يدري ماذا يفعل فاليوم ليلة عرسهم وكانوا اسعد من على الأرض فجأة أصبح شخصا غريبا عنها
فكيف يتصرف؟؟
.
. بينما كان يفكر كريم بما يمكنه عمله من أجل ريم وكيف سيتعامل معها في تلك الظروف رن هاتفه فاذا بالمتصل أحمد أخو كريم
أحمد :ألو مبروك يا عريس
كريم : أحمد كيف حالك يا ندل ألازلت عندك؟
أحمد : اعذرني يا أخي فقد حجزت في طائرة الأمس وقد تأجلت الرحلة لصباح اليومبسبب تقلبات الجو وها انا منذ الصباح في المطار ولم تقم الرحلة بنفس السببوتم الغاء الرحلة وقد حجزت في طائرة بعد غد حتى لم يكن هناك شبكة لأتصل بك
فتأخريرغما عني فكم كنت في شوق لأكون بجانبك اليوم لأتشمت فيك وأنت مكبل بقيودالزوجية وأواسي العروس المسكينة على حظها التعس الذي أوقعها بحبائلكههههههههه
كريم : هكذا ؟ اذن فابق مكانك ولا تأتي اذن
أحمد : كريم أخي حبيبي أهون عليك ولا تفتقدني
كريم : لا انا افتقد لسانك فقط
أحمد :ألم تقل لي بعد من هي تلك المسكينة؟؟
كريم : هههههههه لا سأتركك تخمن حتى تحضر انها مفاجأتي لك
أحمد : يا لمفاجآتك كم اعتدتها منك عموما ان غدا لناظره قريب
عموما طمأن والدي علي واخبره بأنني سآتي بعد غد باذن الله
كريم : في رعاية الله
.
.
.
.
ذهب كريم لعمه والد ريم ليحدثه شأن ريم
كريم : كيف ترى الأمر يا عمي أتخرج ريم الى منزلنا أم لمنزلكم ؟
والدريم : يا بني ان الأمر يرجع لك الآن فانت زوجها والرأي الأول والأخير لكوان كان عندنا أو عندك فالأمر سيكون بالنسبة لها سواء فهي لا تذكر حتىاسمها
كريم : اذن سأصطحبها لمنزلنا فأنا في أجازة وسوف ابذل ما في وسعي لاسعادها ومساعدتها على تجاوز الأزمة باذن الله
والدريم : وانا ليس لدي أي شك في ذلك فأنت لست فقط ابن أخي وانما انت ابني فقدربيتك على يدي وأعلم كم فيك من الخصال النبيلة الله يوفقك ييا ولدي
.
.
.
هناكبخارج الغرفة هدى تراقب ريم من خلف الزجاج الخارجي للغرفة وتدور الأفكارفي رأسها عم ينتظر ريم وما يمكن ان يحدث في الأيام المقبلة …حيث قطعتأفكارها والدة ريم متسائلة
:هل من شيء حدث انا لا أعلمه ياهدى ؟
هدى : أي شيء يا خالتي؟
هدى: …بعد تفكير ..جميعنا رأيناها سعيدة ربما ان ماحدث نتيجة الاجهاد والارهاق
أم ريم بنفس عميق : ربما
هدى عادت لشرودها تحدث نفسها : ياااااه لا يمكنني التلفظ بكلمة واحدة قد تدمر عائلة بأكملها
.
.
.
في الصباح كان الجميع قد انصرف ولم يبق الا كريم ووالد ووالدة ريم ووالدة كريم
كريم للطبيب بعد ان قامت الممرضة بتطبيب الجرح لريم وتغير الأربطة :هل يمكننا الخروج؟
الطبيب : بكل تأكيك ..وبالنسبة للجرح فيمكن تغيير الرباط بالمنزل كل يوم ووضع المطهر لمدة ثلاثة أيام فقط
كريم محدثا ريم : كيف حال عروستي ومليكتي الآن؟؟
ريم بأسى : أحمد الله على كل حال
كريم : سوف نخرج حالا حبيبتيي الى منزلنا
ريم بخوف : ماذا ؟منزلنا ؟
كريمبرفق : حبيبتي انا مقدر الوضع واتفهمه واعلم انك ترينني غريبا عنك وكأنكخرجتي من عالم الى عالم آخر لا تعرفي عنه شيئا فتأكدي اني سوف اتعامل معهذا الوضع حتى تجتازي تلك الأزمة وترتاحي لكل شيء تفعلينه ولن أجبرك علىشيء لا ترضينه…
ومن هذه اللحظة اعتبريني جارا أو صديقا أو حتى خطيبك حتى تعتادينني أو تتقبليني زوجا لكي ما رأيك ؟؟
ريمابتسمت ابتسامة باهتة ولكنها بدأت تشعر بشيء من الارتياح فهي ليس بيدا شيءتفعله الا ان تتلقى المعلومات من الغير حتى تألف كل شيء أو تعود لهاذاكرتها المفقودة
قامت ريم وبدلت ملابسها وخرجت برفقة كريم ووالديها وعمها الى منزلها الجديد
.
.
خرجت ريم مع والديها وكريم ووالدة كريم وذهبوا جميعا الي شقة كريم وريم في منزل العائلة
دخلت ريم تنظر حولها من باب المنزل ومرورا بالحديقة الخارجية للمنزل وصعدت الى الشقة وهي تتأمل كل شيء حولها علها تتذكر شيئا
دخلت ريم شقتها وراحت تتأمل كل شيء وهم يتابعونها
والدة ريم : انها شقتك يا ابنتي لقد اختارتي كل مافيها بذوقك وهذا هو ترتيبك لكل شيء فيها
ريم : حقا ؟؟
كريم : ذوقك راائع
ريم : وانت ألم تختار معي شيئا
كريم : للأسف فلم يسعنا الوقت لنتشارك في الاختيار فكانت اجازتي محدودة لكن هناك غرفة المكتب هي من تأثيثي شاهديها عل ذوقي يعجبك
دخلتريم غرفة المكتب حيث مكتب عريض ذو لون بني قاتم وكرسي فاخر يدل علىانهمنالطراز الاسلامي القديم وسجادة عريقة من الطراز الفاطمي وعلى ارففالمكتبة بعض من أطباق النحاس المنقوشة بالزخارف الاسلامية
ريم : انها متحف رائع
كريم : كم اعشق التفاصيل الدقيقة للفن الاسلامي
ريم وهي تتأمل اختياراتها لباقي أثاث الشقة كريم يحدثها : اما انت فانسانة مليئة بالبهجة والنشاط انظري لاختياراتك وانت تعلمين
ريم با بتسامة باهتة : ليتني استطيع ان اظل كذلك
كريم : ستظلين فانت ريم القطة الشقية المدللة الناعمة وما تمرين به هو سحابة عابرة
استأذن الجميع للانصراف وبقيت ريم مع كريم
ريم : كريم … انت ابن عمي وأكيد تعلم عن حياتي الكثير من فضلك حاول انتقص لي ما تعرفه عن حياتي علني استعيد شيئا من ذاكرتي وذكرياتي
كريم : ما اعرفه عن حياتك ليس بالكثير حبيبتي فأنا كنت اراكي دائما هنافيبيتنا في العطلات تلعبين وتمرحين مع زاد أختي في حديقة المنزل وكنتاراقبك من بعيد واراكي كالفراشة تطير بالحديقة عشقت خفتك وروحك وتفاصيلكولكن…
ريم : لكن ماذا؟
كريم : كنت اخاف ان يجرفني حبك فكنت احاول اظهار الجدية والحزم معك فكنتأخشىالاخفاق في الحب خاصة انه هناك اختلافات بين شخصينا فانا حياتي جادةجافةومليئة بالعمل وانت قطة ناعمة رقيقة مفعمة بالحركة والمرح
حتى انني تعجبت من موافقتك السريعة على الزواج فقد كان ينتابني القلق لأنترفضي طلبي بالزواج منك لأنك لا تعلمي شيئا عما أحمله لكي من حب
ريم : اذن فلم يكن بيننا اي ارتباط قبل الزواج ؟
كريم : كلا
ريم : ولماذا لم تخبرني بحبك وتعرف رأيي بنفسك
كريم :ريمأنا انسان جاد في حياتي ووالدك هو الذي رباني بعد وفاة والدي رحمه الله
واعتبرت ان اي طريق للارتباط بكي بغير الطريقة الرسمية هو خيانة للأمانة
ريم ببعض الارتياح : حسنا
.
زاد : كم حاولنا تسلق تلك الأشجار انا وانت وفشلنا هههههه
ريم : حقا ؟؟
زاد : نعم وكان أحمد هو منقذنا كلما فشلنا في التسلق كان يتسلق هو ويقطف لنا الثمار
ريم : أحمد؟؟
زاد : نعم أحمد أخي
ريم : واين هو لم أره؟
زاد : انه فيمأمورية عمل تابعة لشركتنا الخاصة بتصدير خامات النسيج منذ شهرين وسوف يعود قريبا باذن الله
زاد : تعالي معي نشاهد ألبوم الصور الخاص بنا
شاهدت ريم ألبوم الصور مع زاد وزاد تقص لها قصة كل صورة
.
.
.
مراليوم طويلا على ريم كل من حولها لطيف معها ويحاول ما بوسعه لمساعدتهاولكن لم تزل ترى الأمر بعيدا وتشعر بالغربة بين أهلها وحتى مع نفسها فليسبينها وبين نفسها أفكار أو ذكريات تفكر بها
في المساء صعدت ريم الى شقتها ومعها كريم وقد قام بتغيير الأربطة عن رأسها وتطهير الجرح كما اوضح له الطبيب
ريم : كم هو لطيف منك ان تفعل معي كل هذا
كريم :ماذا؟ ؟؟ لا بد أن تعلمي شيئا ولا يجب ان تنسيه فأنا وانت الآن كيان واحد لا يشكر أحدنا الآخر على شيء يفعله له
وهذا هو بدافع الحب والواجب والحب أكثر
ريم : اخبرتني زاد انك حازما شديدا حتى انهم يسمونك الأسد الصامت أو ابو الهول لكني أراك لطيفا حنونا
كريم : سامحها الله هذا ما استطاعت ان تصفني به لكي بدلا من أن تذكر محاسني
ريم : آسفة فهي ذكرت لي أشياء أخرى رائعة عن شخصيتك ولكني توقفت عند هذا الوصف فتعجبت منه فقط
كريم : من منا لايخفي شيئا بداخله لا يعلمه الآخرون حتى الانسان نفسه احيانا لايعلم بعض الخبايا في شخصه وها انا اكتشف نفسي من جديد معك واعتبر نفسيولدت من جديد لست وحدك من ولد من جديد
ريم : مع الفرق انت ولدت من جديد ولكنك تعلم كل شيء ن ماضيك أما أنا فلا أعلم شيئا عن حياتي أو نفسي
كريم : دعينا نبدأ من اللحظة واتركي كل مافات خلفك ابدأي عالمك معي ولا ترهقي نفسك بأشياء أخرى
سوف أتركك لتنامي الآن جيدافقدأعددت لكي يوما رائعا بالغد
لن تنسيه طيلة عمرك
خرج كريم من الغرفة وذهب للنوم بغرفة المعيشة ولكن لم يهنأ بنومه فظل يفكر في أمر ريم وكيف يعبر بها من تلك الأزمة
أما ريم فهي الأخرى تقول لنفسها ليت الأمر بهذه السهولة ان أطوي عمري الماضي وأبدأ من جديد
.
.
.
.
في الصباح ذهب كريم الى الغرفة ليوقظ ريم فوجدها متيقظة
كريم : اما نمتى؟
ريم : ينام فقط من كان مرتاح البال
كريم :ريم لم أعهد عليكي هذا الحزن وأعاهدك ان لن تستمر هذه الحالة معك من اليوم باذن الله
ريم : آسفة كان يجب ان تكون الآن تمر بأسعد لحظات وأيام عمرك لولا أفسدتها عليك سامحني
كريم :انها فعلا أسعد أيام عمري ولكن لن تكتمل سعادتي حتى أرى السعادة تملأ قلبك
ريم : كم أراك لطيف حنون طيب القلب
كريم وهو ينظر لعيني ريم ويضم يديها بين يديه: انني رجل يحب ..هذا وصف كاف…
هيا انهضي سوف تضيعي وقتنا ارتدي ملابسك فسوف نبدأ يومنا من الآن
اردت ريم ملابسها وحجابها ووضعت قبعة رقيقة على رأسها لتخفي ماظهر من رباط الجرح كما أعطت وجهها لمسة جمالية واشراقة رائعة
كريم : راااااائع ولكني أشعر بالغيرة لأن يراكي أحد غيري
ريم بابتسامة رقيقة : فماذا اذن ؟
كريم : اذن لا تلتفتي لأي أحد وانا معك ولا تبتعدي عني خطوة واحدة والا سترين وجه كريم الآخر
ريم تتصنع الخوف: الأسد الصامت ؟؟
كريم : لن يكون صامتا فاحذري
ضحك الاثنان وخرجا ليبدْا رحلتهما
والتي بدأها كريم مع ريم بتناول الافطار في أحد المطاعم العائمة والتي تمربهم على مياة البحر الأحمر شديدة النقاء ذات اللون الفيروزي الرائع الشفاف
ثم استأجرا قاربا بخاريا وانطلق بها مسرعة في البحر وريم تمد يدها في ماء البحر ورذاذ الماء يتطاير على وجهها
استنشقت ريم الهواء النقي برائحة البحرالمنعشة
ثم دعاها لركوب غواصة بحرية عبرت بهم الى قاع البحر وهناك شاهدوا الشعابالمرجانية رائعة التكوين والأسماك مختلفة الألوان والأشكال والأحياءالبحرية المختلفة
ريم منبهرة بما تراه ومن عظمة الخالق وقدرته وكريم يشرح لها أنواع تلك الكائنات الغريبة وأسمائها
ورأوا بعض الغواصين الذي يغوصون في القاع ليصورون الغرائب الموجودة في القاع ويجمعون بعض الأسماك النادرة
ثم تناولا الغداء في أحد المطاعم وبعدها ذهب بها الى مدينة الملاهي وانطلقابين الألعاب الخطيرة وكلما ركبت ريم لعبة أخافتها اختبأت في صدر كريم وهويضحك على أفعالها
وكريم لأول مرة يشعر انه طفل يحب اللهو والمرح
حتى حل عليهم المساء ذهبا الى أكبر المطاعم فيالمدينة حيث تناولا العشاء وشاهدوا العروض التي تقدم في المطعم للفنونالشعبية والتنورة والساحر والمهرجين والفقرات الفكاهية
ريم تبدوا السعادة عليها كما لم تكن من قبل
بعد العشاء قررا تناول العصير في حديقة منزلهما بعيدا عن الضجيج
وهناك كانت الأريكة الهزازة فجلسا عليها وهي تهتز بهما
كريم :هل اعجبتك النزهة؟
ريم : وكيف لا انا سعيدة بها جدا جدا لم أكن أعلم ان في بلدنا أماكن بهذا الجمال والروعة
كريم : انها جميلة ورائعة مثل جمالك وروعتك وأمسك بيدها وقبلها ووضعها على خده يتحسس نعومتها عليه
ريم تضع يدها الأخرى على خده الآخر قائلة :انت انسان رائع يا كريم رغم اننيبكوني فاقدة للذاكرة لا اعرفك الا من الأمس لليوم الا اني أشعر بعمقالاحساس بك فأنا أشعر انك قريب جدا مني
كريم ارتاح لما قالته ريم فاحاطها بذراعه وهي بدورها وضعت رأسها على كتفه مستشعرة حنانه ودفء مشاعره
كريم : ألم تلاحظي شيئا ؟
ريم :اي شيء ؟
كريم : اسمينا …ريم …كريم …كأننا اختارنا ان يكون لأسمينا هذا الشبه
ريم : حقا لم اكن منتبهه عندك حق
وأخذ كريم يداعب خدها بأصابعه حتى غلبها النوم وهي مطمئنة على صدره
فحملها برفق وصعد بها الى شقتهم ووضعها فوق السرير وجلس الى جوارها يتاملهاوهي نائمة فكم هي بريئة الملامح جميلة حتى وهي نائمة ….كله شوق لأنيضمها الى صدره ويقبلها ولكن خاف أن يفزعها وهي نائمة
أطفأ النور وخرج وقبل ان يغلق الباب انتبهت ريم من نومها فنادت عليه : كريم الى اين أنت ذاهب؟
كريم : لا أحب أن أفسد عليكي نومك وأزعجك
ريم : انت تزعجني ؟! ابدا
كريم فهم المغزى فعاد فوراقائلا :اذن سانام الى جوارك؟؟
ريم : بابتسامة خجلى اعطته ايماءة برأسها بالايجاب
فنام الى جوارها وضمها الى صدره ضمة بشوق سنوات حبه لها و…..
.
.
في الصباح
كريم : صباح السعادة
ريم بخجل : أسعد الله أيامك ….لقد تأخرنا في النوم
كريم وهو يضم ريم لصدره : ومن ينام في أحضانك ويود ان يستيقظ ؟
ريم : انك تخجلني ….سأذهب لاعداد الافطار
كريم : سحبها من يدها وابقاها في حضنه قائلا : ليس بعد فلم أشبع منكي
.
.
.
حضر والد ووالدة ريم لزيارتها مهنئين وايضا ليطمئنوا على ابنتهم وعلى صحتها وتناول الجميع الافطار في منزل العائلة
وانصرف الجميع بعد تناول الشاي
اماريم فدخلت المطبخ لتعاون زوجة عمها في غسل الاطباق وتنظيف السفرة والمطبخثم استأذنت للتنزه في الحديقة مع زاد فقد أحبت لون الخضرة في ضياء النهار
نزلتا للحديقة
ريم تتنفس الهواء النقي بعمق وتشم رائحة الزهور اما زاد فتتأملها وتراقب تصرفاتها
زاد : هل أحضر لكي عصير التفاح ؟
ريم : ؟؟؟
زاد : انه مشروبك المفضل في الحديقة كنتي تقولين انه مع جو الحديقة يشعرك بالانتعاش
ريم :آه حسنا
ذهبت زاد لاحضار العصير بينما ريم جلست على الأريكة الهزازة واذا بشخص يأتي من خلفها وافزعها قائلا : بخ.. ههههههه
فزعت ريم ووقفت وقبل ان تتكلم واصل هو حديثه ماذا يفعل هذا الغزال هنا بمفرده
ريم : من انت وما هذه الجرأة وكيف تدخل بيوت الناس لتتجرأ عليهم؟؟؟
قاطعها قائلا : مهلا مهلا كأنه منزلك هل قمتي باحتلاله؟؟؟ههههه عموما أهلا بكي …عموما جميل ان تكوني أول من أراه هنا
ريم : يا لك من وقح ان لم تكف سأنادي الخدم ي…….
قاطعتها زاد وهي تضحك : ريم ……انه أحمد أخي ….كيفك أخي وحشتني؟ حمد لله على سلامتك
ريم خجلت من نفسها شدة الخجل فلم تسرعت بهذا السباب فهي تعرف انها لا تذكره
ريم : معذرة انا آسفة …سامحني حمد لله على سلامتك ثم تركتهما وانصرفت
أحمد :ماذا بريم ان بها شيئا؟
دخل أحمد وتبادل العناق مع والدته وأخوه فالكل متشوق له
أحمد لكريم : كريم حبيبي ألف مبروك الزواج أين العروس لاهنئها بنفسي
زاد: انها من أعطتك فوق رأسك من قليل ……..ريم
أحمد مصعوقا : ريم ……كيف
كريم : ألم أقل لك أنك ستفاجأ
زاد : للعلم ان ريم أصيبت بفقد للذاكرة في ليلة العرس نتيجة اصابة بالرأس وهذا سبب ما حدث انها لا تذكر أحدا يا أحمد
كريم : وماذا حدث ؟
زاد : لقد أخذ أحمد نصيبه منها من التوبيخ بالخارج لأنه حاول ان يمزح معها ههههههه
كريم : آه هكذا
أحمد تملكه الصمت والذهول ولم ينطق بكلمة واحدة
كريم : كنت أعلم انك ستفاجأ ولكن ليس لهذا الحد
أحمد : كيف ؟؟ انت وريم !!! ……. مبروك …. سأذهب لأبدل ملابسي وآخذ حماما فأنا منهك من السفر
كريم : لما هو مصدوم هكذا ؟
زاد : انها فعلا مفاجأة يا كريم ان ريم كانت تخافك وتهابك لأنها كانت تراكحازما شديد الجدية وهي مرحة تحب الحياة والانطلاق وانت لم تبين لأحد أبداانها تعجبك فجميعنا تفاجأ
بدتالجابة مقنعة لكريم وزاد ولكن الحقيقة أن أحمد كان به شيئا آخر لا يعرفهأحد …….انه يحب ريم وكان ينوي ان يخطبها بعد عودته من السفر وأخذ منهاوعدا بالارتباط به فلم نقضت العهد ولم فضلت أخوه عليه انها في نظره خانته
.
.
.
استلقى أحمد على سريره ودارت الدنيا من حوله
يحدث نفسه : لمذا يا ريم ماذا اغراكي لتتركيني وتتزوجي بأخي؟ ولماذا أخي؟ أم انك كنتي تتلاعبين بمشاعري …
.
.
.
بعد الظهيرة نادت زاد على أخواتها لتناول الغداء في منزل العائلة ترحيبا بقدوم أحمد وكانت ريم تعد الطعام مع زوجة عمها
خرج أحمد من غرفته وجلس على طاولة الطعاه شاردا وريم تأتي بالأطباق مع زاد وتضعها على الطاولة
ريمتنظر لأحمد مبتسمة تحاول ان تلطف ما فعلته معه في الصباح من توبيخ واحراجولكنه ينظر لها نظرات حادة ظنت ريم انه غاضبا مما فعلته معها فشعرت بالحرج
كريم محدثا أحمد مازحا : قص لنا مغامراتك في لبنان مع الجميلات وسبب تأخير رجوعك
أحمد ناظرا لريم : كنت أظن ان بنات بلدي أجمل ولا تأكدت انهن لا شيء …كلماته ونظراته أصابت ريم بحرج شديد فأعرضت عن تناول الطعام
زاد : هكذا تبيع بنات بلدك في لحظة من أجل اللبنانيات …ولو … انا عن نفسي ثقتي بنفسي لن تتغير ههههههه
كريم : ما هذا يا أخي وتلومني أنا على حدة طبعي ألا تراعي ان على الطاولة اثنتان من أجمل الجميلات على وجه الأرض
أم كريم : كريم ونسيت أمك ؟
انطلق الجميه ضاحكين من مزحة أم كريم أما أحمد فقد تصنع الضحك وما أحد يدري بأن قلبه مكسور
.
.
بعد الغداء جلس الجميع لتناول العصير وريم قدمت العصير للجميع وعند تناول أحمد العصير منها لاحظت امامه على المنضدة شيئا لفت نظرهاميادلية مفاتيح فضية يتدلى منها نصف قلب عليه حرف الراء بالانجليزيةهذه الميدالية تبدوا كأنها تألفها أطالت النظر للميداليا فلاحظ أحمد ذلكفقال لها :اراها تروق لكي فنزعها من الميداليا واعطاها اياها قائلا :انها تناسبك اكثر مني فهي لم تعد مهمة بالنسبة لي
قام الجميع وانصرفوا كل الى غرفته وريم وكريم صعدا الى شقتهما وهي تفكربأمر أحمد ومعاملته لها وماذا تعني هذه الميداليا ولم أعطاها اياها
.
كريم يقوم بتغيير الأربطة على جرح ريم وهي تتنفس عطره الذي ملأ أنفاسها : كم انت حنون
كريم : وكم انت جميلة ورقيقة وناعمة وضمها الى صدره ضمة كانت في حاجة لها ضمة أشعرتها بالأمان والطمأنينة
كريم :.الجرح شفي بحمد الله سوف نذهب غدا للطبيب لاستشارته قبل السفر باذن الله
ريم :السفر ؟؟
كريم : لقد حجزت تذكرتين للسفر الى باريس ومن باريس الى الهند
كريم : سوف تشاهدين حضارة الغرب وجمال باريس وتشاهدين جمال الطبيعة في الهند
ريم :آآآآآآه أراك مثقفا
كريم : قضيت سنوات عمري بين السفر للعمل وقراءة الكتب
ريم : كل يوم اكتشف فيك صفاتا تبهرني
كريم : وانا كل يوم أحبك أكثر وأكثر واكثر
واستمرت ملحمة العشق الحلال بين الزوجين العاشقين
.
.
.
في صباح اليوم التالي
استيقظت ريم مبكرة فخرجت الى حديقة المنزل وهناك وجدت أحمد جالسا تحت المظلة فانتابها الفضول لأن تذهب وتتحدث معه
ذهبت وجلست أمامه
ريم : صباح الخير
أحمد لم يرد
ريم : ألا زلت غاضبا من أمس؟
أحمد ابتسم ابتسامة ساخرة معقبا ….أمس ؟
ريم : اعذرني فأنا لم أعد أذكر شيئا
أحمد : وأنا أريد أن أنسى كل شيء ….يا ترى هذه هي حجتك للهروب؟
ريم : هروب من أي شيء؟
أحمد : ألا تخشين من أخي أن يراكي جالسة معي؟
ريم : ولم؟
أحمدبتهكم : بدأت أصدق انك فعلا فاقدة للذاكرة بدليل انك نسيتي كم هو غيور ولورآكي معي لثارت ثورته اذا كانت أختي يمنعها من الانفراد بأي من أبناءأقاربنا فما بالك بزوجته هل يسمح لها بالانفراد بأخيه ؟
ريم : انا لا ادري لماذا تعاملني هكذا فقط أردت أن أسألك لأني أشعر انك تكرهني ولم أنت غير مصدق أني لا أذكر شيئا ؟؟
قبل أن يجيب أحمد كان كريم ينظر من نافذة حجرة نومهما فناداها :ريم
ريمرأت في عيني كريم غضبا لم تعهده فجف الدم في عروقها ثم سارعت بالصعود الىشقتها فاذا بكريم واقفا عند الباب وعينيه تنظر لريم بصرامة ولم ينطق بكلمةواحدة ولكن نظرته كانت كافيه ان ترهب ريم وترجفها فدخلت مسرعة الى غرفتها
.
.
ظر كريم صامتا لم يتحدث مع ريم حتى حان موعد زيارة الطبيب
فدخل اليها ينبهها لضرورة الاستعداد للخروج وشرع في الخروج من الغرفة
ريم : كريم أأنت غاضبا مني ؟
كريم : وهل جلوسك مع أخي بمفردكما أمر عادي لا يستحق الغضب
ريم : لكنه أخيك وكنا في حديقة المنزل
كريم بحدة أخافت ريم : أخي مثله مثل أي شخص آخر غريب لا يجوز لكي الانفراد بالجلوس معه مهما كان
ريمبحزن : آسفة لن تتكرر ثانية ونزلت دموعها على خدها فرق لها قلب كريم وقال : لم البكاء الآن؟
ريم : رأيت منك قسوة أخافتني ولم أكن أعهدها أو لا أذكرها وواصلت البكاء
فزادترقة قلب كريم لها فجذبها من يدها وضمها الى صدرة وطبع قبلة على جبينهاوأخذ يداعب شعرها بيديه قائلا : وأنا رأيت منك رقة أذابت جمود الحجر
فاحتضنته بدورها قائلة :أفزعتني
فابتسم وضمها أكث وأكثر ليطمئنها فذابا في أحضان بعضهما البعض
.
فيصباح اليوم التالي ذهبت ريم لتودع أهلها قبل السفر وانطلقت مع كريم سعيدةولكنها لم تنسى تساؤلاتها ولكن تناستها لبعض الحين فهي مع حبيبها تحب أنتنعم برحلتها وأن تسعد بحبها
لأول مرة ريم أحبت أن تترك كل شيء ورائها وأن تحيا مع زوجها من اليوم واللحظة التي أحبته فيها نعم انها أحبته بل عشقته
.
.
.
مرتأيام عليهما من أسعد أيام العمر تنقل فيها الزوجين العاشقين بين مختلفالمزارات والأماكن الجميلة بين البلدين كان فيها كريم بالنسبة لها الزوجوالعشيق والأهل والعشيرة …هو عالمها بأكمله
.
.
انقضت الرحلة سريعا وعاد الحبيبان الى أرض الوطن والى منزلهما
وبعد مرور يومين
كريم لريم : لقد انتهت اجازتي ويجب أن أعاود لعملي وعندي مامورية عمل فلا بد لي من السفر حبيبتي
ريم : خذني معك
كريم : لن تنعمي بالسفر فالمكان ليس به متعة ولن أستطيع اأخذك للنزهه …اذا أردتي أن تقين هذه الفترة عن والديك فأنا لا أمانع
ريم : حسنا سأقضي هذه الفترة هناك
كريم : حسنا.
الجزء الثامن
.
.
.
في مساء هذا اليوم انطلق الزوجان لقضاءأمسية شاعرية في أحد المحافلالليلية حيث الأجواء الرومانسية والموسيقىالهادئة بعدها خرجا للتنزه علىشاطيء البحر الذي كان يبعث نسماته برائحعالبحر الرقيقة وصوت الأمواجالخفيفة تداعب الشاطيء
الجو صاف والقمر مضيء كل شيء حولهما رائعا
جلس كريم على أريكة مواجهه للبحر والي جواره ريم تختبيء في صدره
ريم : كم بك من التناقضات ما يثير الاعجاب
كريم : كيف ؟
ريم : ظاهرك حازم جاد قاس تتعامل مع الأمور بحزم ولا تتهاون مع الأخطاء ولا تقضي وقت فراغك الا في عمل مفيد
أما داخلك حنان ودفء يفيض كالسيل احتواني بأسرع وقت جعلني أستعيض بك عن كل شيء أشعر اني الى جوارك لا أحتاج لشيء ولا لأحد
كريم : حبيبتي لقد توفي والدي وأنا صغير أينعم عمي لم يتخلى عنا وكان الىجانبنا ولكن ايضا كان لزاما على أن أحل محل والدي في كل شيء حتى لا يتأثرأخوتي أو تشعر أمي بثقل المسئولية…….لذلك كان كل وقتي بين الدراسةوالعمل وتربية أخوتي والتكفل بأمور حياتنا …… كل هذا جعل مني رجلامسئولا وأبا صغيرا ومسألة الحب والعواطف كنت أعتبرها أنانية مني لأنارتباطي وعاطفتي ستحول بيني وبين مراعاة أسرتي لذلك صرت هكذا كما وصفتينيأولا ……ولكن هذا لم يمنعني أن أحمل حبك داخلي وأكتم هذا الشعور الى أنشعرت اني قد اتممت مهمتي بعد استلام أحمد عمله بالشركة بعد تخرجه وتخرجزادمن الجامعة …أصبحت بعدها حر طليق وشعرت أنه قد آن الأوان لأن أطلقلمشاعري العنان وأبدأ حياتي معك وحمدا لله لم يخذلني ربي في أن تكوني ليوأنعم بحبك وأتحرر من قيودي وأكون معك كريم المحب العاشق
ريم : كلما تحدثت عن نفسك كلما ازداد حبي لك واعجابي بك
كانتالأمسية رائعة فظل الحبيبان يجلسان أمام البحر يستمتعان
بجمال الجووالحديث الذي لا ينتهي حتى بدأت أشعة الشمس تشق عباب السماءوبدأت تنسجخيوط ضوئها في الأفق من خلف السحاب
عادا في الصباح الباكر الى المنزل
.
.
.
فيتلك الأثناء منذ عاد أحمد من سفره كان يحاول شغل كل وقته في عمله حتىينسىجرحه أو بمعنى أقرب للحقيقة ان يتناساه ولا يعطي لنفسه فرصة للتفكيرالىأن يأوى الى فراشه للنوم تعود وتؤرقه الأفكار فيتحول فراشه جمرة نارتحولبينه وبين النوم ……….أحيانا يفكر بأن يحطم رأسها لفعلتهاوأحيانايشفق الى أخيه من اكتشاف الأمر فانه لا ذنب له …وأحيانا أخرىتعذبهذكريات حبه لها
.
.
أثناءرجوع كريم وريم من الخارج تقابلا معأحمد عند الباب فتحاشى ان تتلاقىعيناه مع ريم وهي لا تدرك حقيقة الأمرفسلم على كريم مسرعا وانصرف
كريم : لا أدري ما الذي حدث لأحمد منذ عودتهأصبح شخصا غريبا ولم تسنح ليالفرصة لمعرفة الأمر ربما بعد عودتي من السفرأستطيع ان أعرف مابه.
كلمات كريم زادت من حيرة ريم ترى هل هذا الأمر يتعلق بها أن خطبا آخر قد أصاب ابن عمها؟
.
.
.
أرتاحالزوجان لبعض الساعات لم يفارق فيها أحدهما حضن الآخر ثم أستقظا وقامتريمباعداد شنطة السفر لكيم وجمعت فيها أغراضه ….بالتالي جمعت بعضأغراضهاالتي سوف تحتاجها خلال اقامتها عند والديها
قامتريم هي ووالدها وزاد وأحمد بتوصيل كريم وتوديعه في المطار ثم انصرفت ريم مع والدها أما زاد فعادت مع أحمد الى منزلهم
عندما وصلت ريم الى منزل أهلها دخلت ولت تشعر ريم بأنها غريبة عن المكان فرائحة المكان ليست غريبة عليها وتفاصيله مالوفة لها
رحبت بها والدتها كثيرا كم كانت في شوق لها
قالت الأم : عاد النور الى البيت حبيبتي تعالى تعالى استريحي هنا