جمعتُ دفاتري وبحورَ شعري
وسقتُ لفضحِ أشواقي دواتي
وعبأتُ الكنانةَ من عـــروضٍ
وآهاتي جَمعـتُ وذكرياتـــــي
وأشعلتُ السراجَ بماء عيني
وما غادرت شيئاً من لُغاتــي
وأرغمت السكونَ معي بقاءاً
وآهاتي جمعتُ وذكريــاتــــي
وغلَّقتُ النوافذَ دون غـــــيري
وراودتُ القوافيَ قلتُ: هـــاتي
أريدُ البثَّ من حبِّــــي وشوقـي
لمن أمسى بعيدا عن حياتــــي
فلا نفعَ العروضُ ولا القوافي
ولا أجدتْ جمــــيعُ مراوداتـي
فلا شعري يطـــولُ له مقامـاً
ولا نــثري يحقِّقُ من وَصَاتي
ونفســــي لا تطاوعـــني بياناً
وشعري لا يُلَملِمُ من شتـــاتـي
وبحري جارفـــي مداً وجــزراً
فليسَ بوافرٍ تجري نجــــاتـــي
وليس بكاملٍ أو فـــي سريـــعٍ
فكلٌ لم يحرك مــــن سُباتــــي
مفاعلـــتُن مفـــاعلـتُن فعولُــن
فطـــارت كالسَّــــرابِ مفاعلاتي
ولم يــأتي بوصف الشوقِ شعري
ولـــو ألفـــاً نظـــمتُ فغــيرُ آتِ
فما قد كان مـــني غـــيرَ أنِّــــي
قطعـــتُ حبالَ وصلي من ثباتي
وغادرتُ المكــــانَ وقلتُ قــــولاً
تحدَّرَ مثلَ سيلٍ مـــــن لهَاتـــي
أُحـــبك يا أخـــــيَّ وإنَّ حــــبي
لنفسِكَ مثلُ ما أحببتُ ذاتـــــي
فـــلا ذكراكَ في صبــــحٍ تغيبُ
ولا ترضى بــــترككَ أُمســياتي
فحــــبُّك قـــد تغلغلَ في كياني
وقد أمســــيتَ رأس الأمنــياتِ
وقـــد غادرتَ رسمَكَ في خيالي
كنقشٍ في الصخورِ الراسياتِ
تغيبُ الشمسُ عنـــي كل يومٍ
وتطرقني ريــــاحُ العاتيــــــاتِ
فأنسى الناسَ من حـــولي وتبقى
وأنتَ بعيدُ في نفســــي وذاتـــي
وأدعو الله أن ألقــــاكَ يومـــــاً
قريـــــباً قـــبل أن ألقى مماتي
وإنْ كــــــان الإلهُ قضــى بموتي
فبـــــلل بالدمــــــوعِ أخي رُفاتي
وصلِّي وارتجـــــــــي يوماً لقاءاً
بجناتِ الإلـــــهِ الخـــــالــــــــداتِ
تسلمى حبيبتى
ان شاء الله دوماً متألقة حبيبتي
اعطيتيني تفاؤل حبيبتي