في المحاضرة التيي قدمها الدكتور خالد المنباوي استاذ طب الأطفال واستشاري اعصاب الأطفال بالمركز القومي للبحوث تحت عنوان "الغذاء والمزاج" ضمن فعاليات المؤتمر السنوي التاسع لشعبة البحوث الطبية بالمركز، أشار الي ان العلم الحديث اثبت امكانية تحفيز المزاج من خلال منبهات معينة, حيث بينت الدراسات أن تناول بعض الأغذية أو المشروبات يمكن أن يحسن من الحالة المزاجية في اكثر من 88% من الحالات, كما ان 62% من عينات هذه الدراسات حدث لهم تحسن ملحوظا في تقلبات مزاجهم وكذلك حسنت بنسبة42% من حالات الاكتئاب التي كانت تعترضهم, وايضا لوحظ تحسن في62% من حالات الذين يعانون التوتر و الفزع.
ويوضح د. خالد حسب ما أوردت صحيفة "الأهرام" المصرية أن الماء يعتبر من أهم ما نتناوله ويؤثر ايجابيا علي المزاج وكذلك السكر والكافيين والشيكولاتة إلي جانب الخضراوات والفواكه وذلك بالإضافة الي المأكولات البحرية الغنية بالزيتون والأحماض الدهنية المفيدة.
الموز والبروكلي للقلق
د. خالد نبه الي ضرورة أن يتناول هؤلاء الذين يعانون من الاضطرابات العصبية والرعب والقلق كميات مناسبة من الكربوهيدرات المختلفة والحليب والفواكه المجففة لاحتوائها علي الأحماض الأمينية وعلي رأسها حمض التريبتوفان الاساسي والحيوي لتكوين وتصنيع هرمون السعادة (السيروتينين) الذي يخفف من القلق والنرفزة ويعتبر من المهدئات.. كما يمكن لعسل النحل أيضا أن يؤدي هذا الدور, فهو مهدئ طبيعي للحالة العصبية للإنسان.
كما ينصح بالإقلال من تناول الدهون المشبعة لتحسين حالة هؤلاء الذين يعانون من تلك الاضطرابات العصبية والرعب والقلق بدون سبب والامتناع أيضا عن تناول الأغذية التي تحتوي علي كميات من الكافيين مثل القهوة, الشاي الثقيل, الشيكولاتة, الكولا, وايضا المشروبات الغازية والمعلبات بصفة عامة وذلك للحد من تلك الأعراض السابقة.
وفي حالات الأرق التي قد يعاني منها البعض فإن تناول الأغذية الغنية بفيتامين ( ب6 ) والنياسن والتريبتوفان يساعد علي النوم والاسترخاء وتوجد في الموز والزبادي واللبن والتونة. بالإضافة الي الامتناع عن التدخين وعدم الإفراط في تناول الشيكولاتة, الطماطم, السبانخ, البطاطس والسكريات لاحتوائها علي عنصر التيرامين والذي ينشط خلايا المخ.
البروتينات للإحباط والخمول
يمتد تأثير هذه الأطعمة علي الحالة المزاجية للأطفال مثل الكبار تماما ولكن بصورة مختلفة فهذه النصائح التغذوية مبنية علي أسس علمية تتلخص في كون المزاج هو إحدى الخصائص التي تحكمها عملية فسيولوجية ربانية وتلعب فيها الموصلات العصبية دورا كبيرا في التحكم في حالة المزاج عند الصغار والكبار وبالنسبة للصغار فهو يفيد حيث يرفع كفاءة قدراتهم الذهنية وقدرتهم علي التعلم خاصة أيام الامتحانات, أما الكبار فهو يفيدهم في زيادة التركيز ويقوي الذاكرة بنوعيها قصيرة المدي وبعيدة المدى.
ولا بد أن نتذكر دائما أن ما نتناوله من أغذية ومشروبات ما هو إلا مواد أولية لتحفيز أو تثبيط بعض المواد الكيماوية والهرمونات داخل أجسامنا والتي تؤثر علي معدلات الموصلات العصبية لدينا كبارا وصغارا فتحدث لنا التغيرات المزاجية والصحية.
على صعيد متصل أثبتت العديد من الأبحاث، التي قامت بها منظمة الغذاء الأميركية، أن الفيتامينات والمعادن وبعض المركبات النشطة في الفواكه والمشروبات والخضار والشوكولا، تملك تأثيرا مباشرا وفوريا ودائما على صحة الفرد ومزاجه، وحتى لياقته البدنية ونشاطه الجسدي.
فإذا كنت من أولئك الذين يجهدون أنفسهم في العمل، أو من الذين يريدون حرق المزيد من السعرات الحرارية، أو حتى في مزاج سيئ، فهذه بعض الأطعمة التي تمنحك النتيجة المطلوبة:
عندما تكون متوترا: تناول كوبا من اللبن قليل الدسم، وملعقتين كبيرتين من المكسرات، فكلاهما غني بمادتي الليسين والأرجينين، اللتين تكافحان التوتر العالي في الجسم وتهدئان الأعصاب.
وفي حالة التوتر، يجب تجنب تناول المشروبات الغازية، فهي تسبب الاكتئاب وفق دراسة دورية أميركية للصحة العامة، التي أثبتت أن تناول هذه المشروبات أكثر من مرة في اليوم، يعرض للاكتئاب والقلق والتوتر بشكل دوري.
الشاي الأخضر للنشاط
ويجب عدم القيام بشطب أو حذف أي من الوجبات الأساسية، لأن الامتناع عن تناول أي وجبة، يجعل الجسم يبرد من نشاطه في الحرق، مما يضعف عملية الأيض، لذا يعد تناول كوب من الحليب البارد وقطعة من الفواكه الطازجة أو اللوز، بين وجبتي الإفطار والغداء، وحتى البيض والحمص والخضار، عناصر مهمة لمنح الجسم الطاقة، وتنشيط عملية الأيض طوال اليوم.
عندما تكون طاقتك قليلة، تناول حفنة من الزبيب، فهو غني بالبوتاسيوم الذي يستخدمه الجسم لتحويل السكر إلى طاقة، وتعد المكسرات من المصادر القوية بالمغنيسيوم، الذي يعزز عملية الأيض، ويحسن من وظيفة الأعصاب والعضلات، فانخفاض مستوى المغنيسيوم في الدم، يجعل الجسم يفرز حامض اللبنيك بكمية كبيرة، وبالتالي تميل العضلات إلى التعب والإرهاق.
لتنشيط الدماغ والذاكرة، تناول التوت أو العنب، فهما من الأغذية الغنية بمواد مضادة للأكسدة، ويعملان على حماية خلايا الدماغ من التلف الراديكالي، مما يسهم في الحد من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.
ويجب الابتعاد عن تناول الآيس كريم والأطعمة السكرية بكثرة، لأنها تقوم ببث السكر بشكل فجائي في الجسم، وهذا يسبب عدم استقرارا مستويات السكر في الدم، كما أنها غنية بالدهون المشبعة، التي تسبب انسداد الأوعية الدموية، وتبطئ تدفق الدم والغذاء في الدم إلى الدماغ.
لتدفئة الجسم وفق حالة الطقس، تناول الجنسنغ، فهو من الأغذية التي تقي من الإصابة بالبرد، وتقتل الجراثيم عبر زيادة مناعة الجسم، وتقوية عمل الخلايا المناعية فيه.
للاستيقاظ والتأهب والانطلاق، تناول البيض والخبز بالقمح الكامل، فالأول مصدر غني بالبروتين، ويعد تناول الإفطار ضروريا جدا، لأنه الوجبة الأساسية التي تمنح الجسم النشاط بعد الاستيقاظ، لبدء نهار طويل يتطلب الغذاء السليم.
لتحسين المزاج، تناول الشوكولاتة الداكنة، فهي تعطي الجسم نشوة عالية من السعادة، ومزاجا جيدا وقوة حركية، شريطة أن يكون فيها ما لا يقل عن 70 % من الكاوكاو.