التغيرات الهرمونية أثناء الحمل تؤدى الى مشاكل في البشرة
تحدث اضطرابات البشرة لدى المرأة الحامل بسبب التغيرات الهرمونية والتغيرات في الجسم التي ترافق الحمل والتي من الصعب التحكم بها، لذا فأن معرفة المشاكل الجمالية المصاحبة لفترة الحمل تسهل كيفية التعامل معها بالشكل السليم، مع العلم أن الكثير من هذه التغيرات تزول بعد أسابيع من انتهاء فترة الحمل ولكن يبقى البعض الآخر لفترات زمنية أطول وقد تستدعى العلاج .
* الجلد والبشرة من أهم المشاكل الجلدية المصاحبة للحمل، الكلف والبقع الداكنة أو فرط التصبغ. ومن المعروف أن ظهور البقع الداكنة أو كلف الحمل أكثر الاضطرابات الجلدية حدوثا لدى السيدة الحامل، فزيادة إفراز الميلانين من الخلايا الصبغية الناتج عن ارتفاع نسبة هرمونات الحمل (الاستروجين والبروجسترون) لدى السيدة الحامل يؤدي إلى تحفيز الخلايا الصبغية «melanocytes». وتظهر هذه التغيرات الجلدية من الشهر الرابع عادة، حيث تبدأ بعض البقع السمراء بالظهور على الوجه وتتركز على الجبهة والأنف والذقن والخدين وهو ما يسمى بكلف الحمل، ومع تقدم الحمل تزداد هذه البقع اسمرارا وتصبح داكنة، بالإضافة لظهور السواد حول العين.
وتعاني الحامل أيضا من ظهور الحبوب بكثرة على البشرة، وذلك لان البشرة تصبح أكثر تهيجا لدى تعرضها لأي من مسببات الحساسية، بالإضافة إلى أن الغدد الدهنية لدى صاحبة البشرة الدهنية تصبح أكثر إفرازا للدهون، وبالتالي لظهور الحبوب خاصة على الوجه في حال عدم تنظيف البشرة بانتظام بمواد لطيفة ومطهرة أو مهدئه. كما يبدأ الجلد خلال الحمل بالتمدد ليواكب زيادة حجم الجسم بشكل عام ولكن هذا التمدد لا يتناسق مع سرعة زيادة حجم الجسم، ما يؤدي لشد الجلد وبالتالي الشعور بالحكة وعدم الراحة مع شعور بجفاف الجلد ويزداد ذلك مع قله تناول السوائل وقله إفراز الدهون لدى بعض السيدات مما يزيد من حجم المعاناة.
وليس الجفاف والحكة فقط، بل تظهر أثار تمدد الجلد على صورة تشققات جلدية على منطقة البطن والصدر والأفخاذ، بسبب عدم تناسب زيادة حجم الجسم بسرعة في بعض المناطق مع نمو الجلد بصورة أبطأ، وتعد التشققات الجلدية أكثر الأعراض انتشارا، كما وتلعب الوراثة دورا مهما في ظهور تلك التشققات الجلدية والتي تبدأ بالظهور على شكل خطوط زهرية أو حمراء، تتحول إلى اللون البني فيما بعد. ولكن يمكن الوقاية أو التقليل من هذه المشكلة باستخدام كريمات شديدة الترطيب، لمساعدة الجلد على التمدد بسهولة.
* الشعر والأظافر مثلما يتأثر كامل الجسم بالحمل، يتأثر الشعر فليس هناك استثناء. ويتفاوت تأثر الشعر بالحمل من سيدة الى أخرى ففي بعض الحالات يتغير الشعر الى الأفضل ويكتسب الشعر الباهت لمعة براقة فجأة، أما البعض الآخر من النساء فيصبن بضعف في الشعر وقد يبدأ بالتساقط بعد أشهر من الحمل وعادة ما يتوقف بعد الولادة لفترة قد تمتد الى 12 شهرا لدى البعض. وكذلك الحال بالنسبة للأظافر، فقد تقوى الأظافر وتزداد سرعة نموها أو كما لدى بعض السيدات فيبدأ تقصف الأظافر وظهور تشققات فيها وتكسرها بسهولة.
* تغيرات أخرى نشاط الغدد: تتغير بوضوح وظائف كثير من الغدد في الجسم مثل الغدد العرقية والتي يزيد نشاطها بشكل واضح على صورة تعرق اليدين والقدمين والإبطين بكثرة، كما يزيد نشاط الغدد الدهنية عند أصحاب البشرة الدهنية فتظهر الحبوب كما أسلفت.
* الأوعية الدموية: يحدث خلال الحمل عدة تغيرات في الشعيرات والأوعية الدموية بسبب هرمونات الحمل حيث يزداد حجمها وتتمدد نتيجة زيادة حجم الدم وتدفقه في الجسم (يزداد حجم الجسم بنسبة 50%) وقد ينتج عن ذلك ما يسمى بدوالي الساقين أو بشبكات العنكبوت الدم التي تظهر على سطح الجلد، كما يؤدي تمدد الأوعية إلى أن تصبح اللثة منتفخة وملتهبة وأكثر حساسية لنزيف الدم، كما يتأثر الغشاء المخاطي للأنف بزيادة تدفق الدم لأوعيته الدقيقة فتصبح أكثر رقة وسهلة الاحتقان والنزف،ويصاحب ذلك احمرار وتورد في بشرة الوجه و الكفين، ومن أهم عوارض تمدد الأوعية التضخم أو التورم الذي يحدث للأقدام واليد والوجه أحيانا وعادة ما تظهر هذه الأعراض من الشهر الرابع للحمل.
* خطوات العناية بالبشرة > استخدام كريمات الوقاية من الشمس – يعتبر استخدام واقي الشمس من الأمور المهمة جدا للعناية بالبشرة إذ يقيها من زيادة إفرازات الميلانين، التي يهيجها التعرض للشمس خاصة لدى الحامل إذ تكون البشرة أكثر حساسية لإفراز الميلانين، بالإضافة لأهمية الوقاية من الشمس حيث أنها تحمي من التقدم السريع لعمر البشرة والذي قد يؤدي إليه تراكم الأشعة فوق البنفسجية U V على البشرة كما يحمي استخدام الكريم الواقي من جفاف الجلد .
> تنظيف البشرة بانتظام: الاهتمام بنظافة البشرة وخاصة في حالات البشرة الدهنية تساعد على إزالة الأوساخ والدهنيات الزائدة من المسام وإعادة المسامات لحجمها الطبيعي خاصة إذا كانت المنظفات تحتوي على مواد قابضة تساعد على صفاء الوجه لذلك يمكن استخدام الصابون الشفاف (كالغليسرين الشفاف) كما ويمكن استخدام المقشرات الخفيفة للمحافظة على نظافة البشرة وتوازنها تجنبا لظهور البثور والحبوب وخاصة للبشرة الدهنية.
> الترطيب: يعتبر الترطيب خطوة مهمة في برنامج الحامل للعناية بالبشرة، حتى للبشرة الدهنية فالترطيب المتوازن يحافظ على نعومة البشرة ويمنع الشعور بالحكة أو الجفاف أو عدم الراحة ويحمي من ظهور علامات التشقق والجلد وعلامات ما بعد الحمل كما يحمي من التجاعيد مستقبلا.
> النوم الكافي: الحصول على عدد ساعات كافية في النوم للحوامل مهما جدا والاهم هو محاولة تنظيم ساعات النوم بمكان وجو هادئين ومناسبين للاسترخاء للحصول على نوم عميق ومفيد وجيد .
> الماء: تناول كميات مناسبة من الماء حسب الحاجة وذلك لأهمية الماء في التخلص من السموم وطردها خارج الجسم.
> التمارين الرياضية الخفيفة: كالسير لفترات معقولة حسب استطاعة السيدة الحامل ومزاولة الحركات البسيطة والتمارين الرياضية الخفيفة التي تضمن تحرك الدورة الدموية وتدعم ليونة الأوعية الدموية بالإضافة لتحسن حالة الجسم بصورة شاملة.
> محاولة المحافظة على الوزن الصحي: وتجنب زيادة الوزن بتجنب الأطعمة ذات القيمة الدهنية العالية والاهتمام بتناول الأغذية الصحية كالخضروات والفواكه بنسبة جيدة.
* نصائح عامة للحامل
> تجنب حمامات الماء الساخن بالإضافة الى تجنب ارتداء المواد التي تهيج الجلد مثل المنسوجات الصوفية والصناعية كالبوليستر والنايلون.
> تناول الفيتامينات الخاصة بالحامل وأقراص الحديد لأهميتها في دعم الجسم والبشرة والأوعية الدموية.
> رفع الساقين لدى الجلوس الطويل وتجنب الوقوف الطويل لتجنب حدوث تورم الساقين والضغط على الأوعية الدموية كما يمكن ارتداء الجوارب الواقية.
> المحافظة دائما على راحة الجسم وتجنب الإجهاد وتحديد ساعات للاسترخاء وأخذ النفس العميق في جو هادئ ومريح يساعد على إعادة التوازن لنفسية الحامل.
وفى النهاية من المهم جدا استشارة الطبيب المختص عند الرغبة في استعمال أي كريمات خارجية للتأكد من عدم تأثيرها على الجنين، وعدم تناول أي من العقاقير الطبية أو الأعشاب لعلاج الحبوب والحساسية دون استشارة الطبيب.