تخطى إلى المحتوى

الثبات على دين الله 2024

الونشريس

قال – تعالى -: ((يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ))إبراهيم27

الحمد لله الذي هدانا ولم نكن لنهتدي لولا ان هدانا الله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

عزيزاتي في هذا الموضوع سأتطرق لموضوع الثبات على دين الله معناه لغة ً واصطلاحا ً والوسائل المساعدة على الثبات وأثر ذلك على الاسلام والمسلمين بصياغتي الشخصية وبلغة بسيطة غير معقدة لتصل للجميع

الونشريس

أولا ً

الثبات لغةً: مصدر ثبت وهو مأخوذ من مادة (ث،ب،ت) التي تدل على دوام الشيء، يقال ثبت ثباتاً وثبوتاً: (أي دام واستقر) فهو ثابت.
الثبات ضد الزوال. ويقال تثبت الرجل في الأمر واستثبت بمعنى واحد هو التأني وعدم العجلة.

الثبات اصطلاحاً: هو الدوام والاستقامة على الجادة ولزوم الصراط المستقيم من غير عوج ولا انحراف، وهو أيضاً: عدم احتمال الزوال بتشكيك المشكل والثبات على الحق حتى الممات.

من الآيات الواردة في الثبات:

1- قال -تعالى-: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا}سورة الفرقان 32.
2- وقال -تعالى-: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (النحل 102).
3- وقال -تعالى-: {وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا}(73-74) سورة الإسراء.
4- وقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ} (45) سورة الأنفال.
5- وقال -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} (66) سورة النساء.
6- قال -تعالى-: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} (27) سورة إبراهيم.

من هذا المنطلق يتضح ان الثبات على الحق والتمسك به من صفات المؤمن الصادق الملتزم بدين الله المحب له ولعل قدوتنا في الثبات على دين الله رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم سيدنا محمد فقد واجه الكثير من المحن والصعاب حتى ينشر هذا الدين العظيم وكان في كل يوم يزداد ثباته وايمانه حتى بلغ رسالته غير منقوصة وعلى أتم وجه عليك أفضل وأتم الصلاة والسلام ياحبيبي يارسول الله وعلى آلك وصحبك أجمعين

وكلنا نعلم ان قلب الانسان يتقلب كما يريد الله وقلب الانسان بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)) رواه مسلم
وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يكثر في دعائه: "اللهم مقلبَ القلوب، ثبت قلبي على دينك"

الونشريس

الوسائل المساعدة على الثبات

أولاً :-

الشعور بالفقر إلى تثبيت الله تعالى
قال – تعالى -: ((إذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا))الانفال12

وتفسير ذلك ان يشعر الانسان بأنه بحاجة دائمة لله ليثبته ويقوي عزيمته على الطاعات والعبادة وان لايظن الانسان انه اذا صلى وصام وفعل الطاعات انه ليس بحاجة الله ليثبته على ماهو فيه فالانسان قوي بالله وقدرته وتثبيته

ثانيا ً:-

الإيمان بالله تعالى

"يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة"إبراهيم 27
الثبات كفكرة يعني انك حتى تثبت على شيء وتدافع عنه يجب أن تؤمن به بغض النطر ماهو الشيء الذي ثبتت عليه
فحتى يثبت المؤمن ويدافع عن دين الله يجب أن يؤمن بالله كركن أساسي للإيمان لايصح ايمانه إلا به فيجب أن تقتنع وتؤمن كل جوارحنا بالله فينطق به لساننا وتصدقه جوارحنا ويرسخ في قلبنا وتترجمه أفعالنا ونشهد انه الله الواحد لاشريك له وبذلك يعد الله من يؤمن به بكل جوارحه أن يثبته على دينه

ثالثاً :-

ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب

نكثر دوماً في دعائنا عبارة استغفر الله العظيم من كل ذنب صـَغُر أو كـَبُر فالانسان المؤمن يتجنب الوقوع في المعاصي مهما صـَغُرت فالمعصية الصغيرة مدخل ٌ لمعصية ٍ أكبر منها وعندما يحاسب الانسان المؤمن نفسه باستمرار يتجنب الوقوع بالمعاصي ويبتعد عنها فالنفس تزين للانسان المعاصي وتهونها عليه ولذلك يجب على الانسان ان يحاسبها باستمرار ولاينقاد لشهوات نفسه وهذا سبب ٌ مهم للثبات على دين الله

رابعاً:-

الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلماً وعملاً وتدبراً

فإن الله – سبحانه و تعالى – أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتاً للمؤمنين وهداية لهم وبشرى قال الله تعالى -:
"قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ"النحل 102
فقد انزل الله القرآن العظيم ليثبت عباده على دينه بالتزامهم به فمن تمسك به عصمه الله، ومن اتبعه أنجاه الله، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم.

الونشريس

خامساً:-

ومن أسباب الثبات على الصالحات عدم الأمن من مكر الله
فقد حذر الله عباده من مكره
"أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ"الاعراف99
وقد فسر الشيخ ابن باز هذه الاية بقوله" المقصود من هذا تحذير العباد من الأمن من مكره بالإقامة على معاصيه والتهاون بحقه، والمراد من مكر الله بهم كونه يملي لهم ويزيدهم من النعم والخيرات وهم مقيمون على معاصيه وخلاف أمره، فهم جديرون بأن يؤخذوا على غفلتهم ويعاقبوا على غرتهم بسبب إقامتهم على معاصيه وأمنهم من عقابه وغضبه
ومن هنا أقول ان الله تعالى يرزق عباده بغير حساب ويزدهم ويزين لهم الدنيا ويجب على الانسان ان يعلم ان هذه الدنيا فانية وماعند الله خير ٌُ وأبقى فيلتزم بما أمر اللهويجتنب المعصية فيذكر عظمته وشدة عقابه إذا خالف أمره فيخافه ويخشى عقابه، ويذكر رحمته وعفوه ومغفرته وجوده وكرمه فيحسن به الظن ويرجو كرمه وعفوه

.

سادساً:-

من أسباب الثبات على الهدى والحق سؤال الله التثبيت
فإن الله وحده هو القادر على تثبيت وهداية المؤمن فيجب ان يدعو المؤمن الله ويلح عليه بالدعاء ان يثبته ويثبت قلبه ويقويه ويهديه لما يحبه ويرضاه ويدعوه بأن يبعد عنه الشيطان وفتنه ويدعو وهو موقن ٌ بالاجابة

((رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ))آل عمران8
. وما ذكره الله – تعالى – عنهم: ((رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)).البقرة 250
وقد كان أكثر دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم -: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"

سابعاً :-

من أسباب الثبات على الإيمان نصر دين الله ممارسة الدعوة إلى الله عز وجل:
يجب ان يعلم الانسان المؤمن ان عليه نصرة دين الله بحسب طاقته وبقدر مايستطيع والله لايكلف النفس الا وسعها وليعلم ان الشيطان يحاول تيئسه وثني عزيمته بايهامه بأنه لوحده وبأن الامة نائمة وليس هناك غيره لينصر هذا الدين ولكن هذه الامة أمة حية وان الله سينصر هذا الدين ولو بعد حين وكل ابتلاء حصل لهذه الامه سيبدله اللهفرحاً وخيراً عظيماً

ثامناً :-

من أسباب الثبات على الحق والتقى الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي

الصبر على الطاعة أشد وأعظم من الصبر على المعصية ومثال ذلك صبر المؤمن على الإستيقاظ من نومه في يوم شديد البرودة لأداء صلاة الفجر او مقاومته للنوم لأداء صلاة الوتر قبل النوم او الصيام في يوم ٍ شديد الحرارة والصبر على الجوع والعطش طاعة ً لله وامتثالاً لأوامره ومجاهدة النفس طمعاً برضا الله والفوز ِ بجنه عرضها السماوات والارض

اما الصبر على المعاصي فيتمثل باجتناب الوقوع بها فمتى وضع المؤمن مخافة اللهوغضبه امام عينه وتـَذكر عقاب الله نتيجة وقوعه في المعصية فتراه يجتنب الوقوع فيما حرم الله
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

تاسعا:

ذكر الله:
وهو من أعظم أسباب التثبيت قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ} الأنفال /45
ان ذكر الله دائما ً يقوي الانسان ويزيل مخاوفه ويجعله ذا عزيمة قوية فاحساس الانسان ان الله الى جانبه يجعله ثابتاً على دينه يدافع عنه وينصره
(" ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ( سورة الرعد 28
(" فاذكروني أذكركم " ( سورة البقرة 152
(" اذكروا الله ذكراً كثيراً " ( سورة الأحزاب 41 .
(" فاذكروا الله قياماً وقعودا وعلى جنوبكم" (سورة النساء 103

أرجو أن يكون هذا الموضوع شاهداً لاشاهداً علي ّ .

م/ن

    بارك الله فيكى

    الونشريس

    الونشريس

    با رك الله فيكي

    جزاكى الله كل الخير

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.