تُعتبر المشاكل الجنسية من أكثر القضايا إحراجاً،
ويعّد الحديث بها أمراً يجب أن يظلّ طي الكتمان ويرجع ذلك إلى طبيعة المجتمع الذي نعيش بهِ،
إلا أن الدراسات أكدت أن المشاكل التي تحدث بين الزوجين من هذا النوع تتطلب المبادرة منهما للحديث والنقاش بها،
حيث يعتبر الحوار من أنجح الطرق للوصول إلى بر الأمان.
حديثاً، ظهرت نتائج تلفت الإنتباه، فمثلاً كانت 20% من السيدات غير راضيات عن حياتهن الجنسية، بينما كان حوالي 35% من الرجال غير راضين عن حياتهم الجنسية، وحوالي 70% من السيدات لم يصلن إلى هزة الجماع (الأورجازم)، بينما شكا حوالي 40% من الرجال عدم رضاهم عن ممارساتهم الجنسية بسبب سرعة القذف !
وقد بررت النساء عدم رضاهن الجنسي نتيجة توترهن وعدم قدرتهن على الإسترخاء أثناء ممارسة الجنس إضافةً إلة بعض الآلام التي قد تصاحب عملية الجماع.
فيما عبرّت بعض النساء عن عدم اهتمامهن بالعلاقه بسبب مشاكل أخرى تؤثر على تفكيرهن وتشغله، حيث تكون عقولهنّ تهتم بأمور أخرى غير العلاقه الحميمه مما يتسبب في عدم رغبتهن، وربما استسلمن لذلك بناءً على رغبة الزوج،
الذي لا يشعر بتفاعل شريكته معه في هذه العملية، وقد يتهمها بالبرود، وهذا قد يزيد الشرخ ويفاقم المشكلة الجنسية بين الزوجين.
لذا .. إليكِ
نصائح لحل مشكلة عدم الرضا الجنسي بين الأزواج:
أولاً: أمور يجب إتباعها قبل ممارسة العلاقة الزوجية:
1- دراسة ومعرفة وتعلم النواحي التشريحية وفوائد الجماع وطرقه وغيره من المعلومات الضرورية للمارسة الصحيحة والسليمة من مصادر موثوقة.
2- قبل الحديث عن العلاقة الحميمية بين الطرفين لا بد من إزالة الأفكار السلبية والمشاعر غير الحقيقية السيئة بالفضفضة مع طبيب أسري أو صديقة مقربة ثقة أو استشارة المواقع الثقة المتخصصة بهذا الأمر وأن يكون هناك تخلية للمشاعر السلبية للتحلي بمشاعر إيجابية حتى تترجم لميل إيجابي وسلوك حميمي رفيع.
3- كل طرف يبحث عن نقاط قوته الجنسية ولا يخجل من نقاط ضعفه ويحاول أن يوصل إمكانياته ومهاراته لشريك حياته.
4- إختيار المكان المناسب للحديث عن التفاهم والتناغم في العلاقة الجنسية بين الزوجين، فالتحدث عن الإستياء من الأداء الجنسي في السرير خطوة سيئة جداً لأنه قد يخلق جواً من السلبية في غرفة النوم، فبدلاً من ذلك إختاري مكاناً محايداً (بعيداً عن سرير الزوجية) مثل المطعم أو البلكونة أو الحديقة أو الشاطئ.
5- إختيار الوقت المناسب للتحدث عن هذا الموضوع الحساس فمثلاً الإستياء من الأداء الجنسي أو المخاوف مباشرة قبل الخروج إلى العمل أو قبل دقائق من إستقبال الضيوف يُمكن أن يسبب توتراً شديداً ولن يؤدي إلى نتيجة جيدة، لذا خصصي وقتاً مناسباً للحديث عن حياتكِ الجنسية مع زوجكِ.
6- يجب أن يتم التلميح بأنه سيكون هناك حوار حول تلك المعاني والمفاهيم الحميمية بين الزوجين قبل البدء فيه من أجل التهيئة النفسية.
7- لا بد أن يتذكر ويذكِّر الطرفان بعضهما بأن الرضا يشمل كل تفاصيل الحياة الزوجية وخصوصاً تلك العلاقة الجنسية الراقية بين الزوجين ولا بد أن يحاول كل طرف إرضاء الطرف الآخر، وهذا يعني بأن تتحدثا بصراحة وتحاولا إيجاد الحلول المناسبة.
ثانياً: أمور يجب إتباعها أثناء ممارسة العلاقة الزوجية:
1- عند وجود ضيق أثناء الممارسة الجنسية بين الزوجين والشعور بالعصبية يمكن لفت إنتباه الشريك بحس فكاهي بداية لكسر تلك الحالة المزاجية.
2- يمكن التحدث مع الشريك عن المكان والطريقة المثيرة الجالبة للمتعة بدلاً من لوم شريك الحياة كأن تقول الزوجة للزوج "أنت لا تقضي وقتاً كافياً في المداعبة"، بل يجب أن تقول له "المداعبة تزيد من شعوري بالرضا الجنسي"، وقد يحتاج الأمر لملاحظات بسيطة بطريقة جميلة للحصول على المتعة والرضا.
3- لا تكن شريكاً أنانياً تريد الحديث عن نفسك وعن رضاك دون أن تسأل وتستفسر من الطرف الثاني وشريكك وحبيبك.
4- التنوع في طريقة الوصول للرضا الجنسي بمعنى إستخدام كل ما يملك الشريك من صوت وحركات وأحاسيس ومشاعر وجسد وقلب وملابس في ضوء ضابطنا القرآني (فأتوا حرثكم أنى شئتم)، من شأنه تعزيز هذه العلاقة.
ثالثاً: أمور يجب إتباعها بعد ممارسة العلاقة الزوجية:
1- التشجيع للزوج والتعليقات الإيجابية حتى وإن لم تكون العلاقة مرضيةً تماماً فالمديح والإطراء يزيد من الحب والرضا الجنسي بين الزوجين.
2- البعد عن الخجل وإستمرار الحوار الراقي المهذب أمر ايجابي لإكتشاف الجديد في العلاقة الجنسية ومعالجة الخطأ السابق.
وأخيراً، إنّ الحوار لحل مشكلة عدم الرضا الجنسي أمر في غاية الأهمية فلا تمنعي نفسكِ من الحديث فيهِ مع زوجكِ حتى لا تتفاقم المسألة وتزداد تعقيداً.