الصبر
الصبر ربع الإيمان يعني أنّه ركن ركين في حياة المسلم لله ،والصبر له وَقْعٌ في القرآن فتجد أنّه يتوسط الصفات التي اتصف بها كل من تَدَيَّنَ لله تبارك وتعالى. وأُلْفِتُ الأنظار إلى آية في القرآن لو عِشْنَاهََا نَفْهم ما هو المعنى من الصبر يقول المولى عز وجلّ (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنّها لكبيرة إلاّ على الخاشعين).بعض المفسرين قالوا إنّ الهاء تعود على الصلاة لكن الحقيقة أنَّ هذا التفسير فيه بَتْرٌ للمعنى العام للآية. فلمّا يقول الحق تبارك وتعالى واستعينوا بالصبر والصلاة نجد وَقْعٌ للصلاة و وَقْعٌ للصبر لكن حين نعتمد التفسير الذي يقول إن الهاء عائدةٌ على الصلاة يكون معنى الصبر قد ضاع. الذين فسروا هذا التفسير نَسُوا أن هناك ضمير الشأن وضمير القصة في اللغة. فمثلا عندما يقول المولى سبحانه "قل هو الله أحدٌ الله الصمد"كان يَقْدِرُ أن يقول قل الله احد فهو هنا ضمير الشأن أيْ شَأنُهُ أنّهُ أَحَدٌ ، لكن في معنى أهل التحقيق، المولى سبحانه يريد أن يقول واستعينوا بالصبر والصلاة وإنّ الاستعانة بهما لكبيرة إلاّ على الخاشعين فالهاء تعود على الاستعانة بهما الاثنينالصبر والصلاة .
إن الصبر لو دققنا في معناه من جماع الآيات نجده وإن لم يكن في أركان الإسلام إنما هو باطن كل ركن، فالشهادتان هما الركن الركين للإسلام ، لكن بعد الشهادتان أيُّ رُكْنٍ من الأركان يحتاج عملاً سوف يكون بالأكيد في باطنه صبر، فالذي لا يصبر في الصلاة ويستعجل سوف يقرأ الفاتحة بسرعة ويركع بسرعة ويسجد بسرعة ليكون كالمسيء صلاته فيضيع معنى الصلاة الحقيقي بالصبر عليها . والذي لا يصبر في الصوم لا يمكن أن يكون قادراً . حتى الزكاة ،قد نتساءل كيف يمكن أن يكون في الزكاة صبر ؟
للإجابة على هذا السؤال سأعطي مثلاً: يأتيك أحدهم ويعطيك مَبْلغًا من المال طالبا منك أن تتصدق به على من يحتاجه من الفقراء والمساكين فهذا الشخص لم يصبر على الركن إنما أراد أن يتخلص من مسؤولية البحث والتحري عن ذاك الفقير إن كان محتاجا فعلا أم لا ، وألقى بالعبء على غيره فهو استثقل الحمل وكان الأجدر أن يصبر عليه. قابض الزكاة نفسه، عليه أن يصبر على الاحتياج الذي يعيش فيه ويتحمّل فقره فلا يسرق، ولقد قلنا سابقاً إن الذي يسرق ألف جنيه ، لو أنّه صبر، لأتاه نفس المبلغ من الحلال بما انه مكتوب له في الرزق، خلاصة القول أن قابض الزكاة ومخرجها يلزمهما صبرٌ .
سؤال: يقول الحق تبارك وتعالى (فاصبر صبرا جميلا) هل هناك أنواع من الصبر ؟ صبر جميل وصبر غير جميل وما هو الفرق بينهما ؟
الدكتور محمد هداية: الصبر جميل بإضافة الكل على الجزء أو العام على الخاص . فالصبر لا بُدَّ وأن يكون جميلا فصبر جميل هنا بمعنى صبر هو الجميل فلا يمكن أن يكون هناك صبر غير جميل ، لكن هناك صبر يَصْبرُهُ الإنسان إمّا مُجْبَرًا أو بحبٍّ
فالتدرج مهمّ في هذا المجال بمعنى أنّه حتى ولوْ بدأت بصبر أنت مُكْرَهٌ عليه ستصل بإذن الله إلى الصبر الجميل . ولْنَضرِبْ مثلا حتى تتبين المسألة أكثر:
فالموت مثلا لمّا يحصل لا بُدََّ وأنْ يكون للإنسان ضيقٌ وأزمة لأنّ القرآن نفسه سمَّى الموت مصيبة (أولما أصابتكم مصيبة الموت قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم إنّ الله على كلّ شيء قدير) فلمّا يصبر الإنسان إتباعا لمنهج الله جلّ شأنه تراه في البداية يصبر وهو مُكْرَهٌ لكن بعملية التدرج سيجد نفسه يصل الى مرتبة الصبر وهذه هي القناعة التي تأتي مع الصبر لتجعله صبرا جميلا بما أنّه قام به عن حب وثقة بالله. (إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما)
وهذا الترقي الذي تكلمنا عنه نجده حتى عند أقرب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم "أبو بكر وعمر رضي الله عنهما . يقول عليه السلام "أول من يتناول كتابه بيمينه عمر ابن الخطاب قال احد الصحابة وأبو بكر؟ فقال صلى الله عليه وسلم هيهات هيهات هيهات حينما يكون عمر يتناول كتابه بيمينه يكون ابو بكر قد زف الى الجنة بغير حساب"،يعني أنّ الصديق سيخرج من القبر إلى الجنة بغير حساب، (إنّما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
سؤال: كيف يمكن أن نصبر على النعمة؟
الدكتور محمد هداية: حياتك إمّا نعمة أو ابتلاء، إنْ صبرت على الابتلاء فذلك نصف الإيمان ،النصف الثاني تعمل الطاعة في النعمة، فأولادي وأموالي لا تصرفني عن طاعة الله تبارك وتعالى (إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده اجر عظيم )،فتنة في ماذا؟ فتنة في هل ستتقي الله بهذه النعم لتصل إلى درجة الاستقامة أم ستنصرف عن طاعة الحق سبحانه؟ وهذه من ضمن الصبر على الطاعة والصبر على الطاعة هي الاستقامة. أبو حنيفة كان يصلي الفجر بوضوء العشاء فهو في طاعة من صلاة العشاء إلى صلاة الفجر يقرأ القرآن ويذكر ربّه بكل الأشكال.
لكن ما أود الإشارة إليه أنّ تقسيمة أنواع الصبر ومعانيه ليست توقيفية بعبارة أخرى ليست مُلزمة لأنّ أي سؤال سيفتح لنا إجابات عديدة ، والرسول عليه السلام عندما يريد أن يُبْدِي توجيهًا معيّنًا في عبادة معيّنةٍ فهذه النقطة تفتح نقاطا أخرى للعمل والطاعات. فجزئية الصبر مثلا ، نلاحظ أننا نصوم في رمضان عن الحلال ولمّا نسمع قوله سبحانه (يا أيها الذي آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). كلمة لعلّفي كلامنا تحتمل التمني ولكن في كلام الله لا يمكن أن تكون كذلك لانّ التمني يفيد الجهالة والجهالة تستحيل على الحق تبارك وتعالى، لعلكم تتقون هنا بمعنى غايتي من فرض الصيام أن تخرجوا من شهر الصيام متّقين . قد نتساءل كيف يكون ذلك؟
الإجابة أنّه إن كنت قد صبرت على الحلال في رمضان فمن باب أَوْلَى أنْ تُمسِْكَ نفسك عن الحرام بعد الشهر . وهذه أهمّ جزئية قالها الرسول في الحديث: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج وإلاّ فَلْيصُمْ فإنّ الصوم له وِجَاءٌ"
لماذا اختار الرسول عليه السلام الصوم؟ لأنّ الصوم سيعلّمك الصبر ، فلو صبرت على الحلال في الصيام تقدر أن تصبر على الحرام بعد رمضان .
سؤال: كيف يكون الصبر على الابتلاء؟
الدكتور محمد هداية: أنا مخلوقٌ لأُبْتَلَى ، قال الله تعالى( الذي خلق الموت والحياة ليَبْلُوَكُمْ أحسن عملا وهو العزيز الغفور)فالموت والحياة خُلِقا للإبتلاء ، فكأنّ الموت حاجة مترقبةٌ كلّ حيٍّ، والذي يموت يكون ابتلاء لمن هو حيّ وهكذا.
وجعله فى ميزان حسناتك
سندرلا
يعآفيك ربي ويسلمك ..
وشاكره لكـ مرٍوٍركـ الجمييل ..
لا تحرمينـآ من جم ـآل وجودكـ ..
لكِ اعذب الود مع باقات ورد ..
م ـودتي ..
فتاة مسلمة
الأروع هووٍجودكـ بـ قائمه متصفحـي ..
وشاكره لكـ مرٍوٍركـ الجمييل ..
لا تحرمنـآ من جم ـآل وجودكـ ..
لكِ اعذب الود مع باقات ورد ..
م ـودتي ..