تطورت نظرة المجتمع للصرع كثيرا . ففي الماضي كان ينظر إلى الصرع على أنه علامة لمسٍ شيطاني أو روح شريرة, ولا زال البعض إلى الآن يربط بين الصرع العضوي و مس الجن. كما أنه في فترة سابقة كان ذوي المصاب يودعونه خطأً في إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية أو المصحات النفسية. و بالرغم من تحسن الوعي , إلا أنه لايزال المصاب يشعر بالوصمة الاجتماعية تحيط به حين يتقدم لعمل ما أو حين يرغب في إكمال دراسته . و هذه النظرة السلبية تؤثر عليه و على أسرته بدرجات متفاوتة ,لذلك يجب على الجميع التكاتف في فهم حجم معاناة المصاب و تقديم المساعدة من خلال التعرف على النواحي النفسية والاجتماعية للطالب المصاب بالصرع .
إن تأثير القيم الحضارية يختلف من طالب إلى آخر، ومن عائلة إلى أخرى. ومن المؤكد أن التوعية بأهمية القيم الاجتماعية يساعد الأسرة والطالب والأقران على التعامل بشكل حضاري مع الوصمة الاجتماعية. كما أن قبول الطالب المصاب بصورة دائمة وغير مشروطة من قبل الأسرة والمحيطين به والمجتمع ككل على نفس القدر من الأهمية.
الاستقلالية:
لا أحد يستطيع أن يكون مستقلا بصورة تامة. غير أن هذه الصفة لها أهمية ضرورية في المجتمع. مثلا قد يتسرب لدىالشخص المصاب بالصرع شعور بعدم الاستقلالية من خلال الزيارات المتكررة للطبيب، أو من حرمانه من بعض الفرص الوظيفية، وأحيانا لكونه لا يستطيع الحصول على رخصة قيادة مثلاً، وربما لأنه مضطر أحيانا للاعتماد على الآخرين أثناء حدوث النوبة لذا يجب تعزيز ثقته بنفسه وقدرته على القيام بالدور المطلوب منه سواء في المدرسة أو العمل.
المظهر الخارجي:
تبدو هيئة الشخص أثناء معظم النوبات غير لائقة ومغايرة لمعايير المظهر المتعارف عليه في المجتمع. ، وغالباً ما يشعر المصاب بالأسف و الخجل لحدوث النوبة أمام زملائه الطلبة في المدرسة .و قد يعتبرها إخفاقاً في بلوغ تلك المعايير المتعارف عليها. و قد تؤثر ذكراها سلباً على ثقته بنفسه.
فقدان السيطرة:
قد يفقد الشخص المصاب بالصرع الوعي أثناء حدوث النوبة الصرعية, وبالتايى يفقد السيطرة على نفسه. وهو أمر يُمكن أن يكون مخيفا للمشاهد والشخص المصاب بالصرع معاً.
الصحة:
إن الاستعمال المتكرر لكلمتي "الصحة والسعادة" معا وكأنهما مترادفتان يعكس الأهمية البالغة التي نعلقها على الصحة، والشخص المصاب بالصرع كثيراً ما ينُظر إليه على أنه مريض وبالتالي تكون النظرة إليه سلبية.
الكمال:
أحيانا يغفل بعض الناس عن المعنى الحقيقي لهذه الكلمة. فلا أحد من البشر يصل إلى درجة الكمال، ولأن الكمال لله وحده. وبقدر ما ينظر الوالدان والطالب والمسئولون في المدرسة إلى الصرع على أنه علامة من علامات الافتقار للكمال ,يكون الصرع عبئاً على الطالب وأسرته.
السـلـوك:
غالباً لا يعانى الطالب المصاب بالصرع من متاعب في السلوك عندما يتقيد بنظام الفصل مثل بقية الطلبة , ولكن عندما يظهر على الطالب المصاب بالصرع تبدل في السلوك ، فهذا لا يعني بالضرورة أن له علاقة بمشكلة الصرع , فقد يكون نتيجة عوامل أخرى. فأحيانا قد تتصف أعراض نوبة الصرع بتغيير في السلوك , و لكنه غالبا ما يكون سلوكاً و تصرفات حركية لا إرادية , قد يصاحبها غياب جزئي أو كلي للوعي وربما يكون التبدل في السلوك نتيجة تأثيرات جانبية للعلاج. و في أحيان أخرى يكون نتيجة قلق الطالب المصاب وتدني ثقته بنفسه أو المبالغة في حمايته من قِبَل والديه أو الإفراط في تدليله. كذلك قد يواجه الطالب متاعب متكررة في السلوك من حين لآخر , وغير متعلقة بالنوبة, و ربما تكون أعراض ثانوية ناتجة عن الخلل العضوي الموجود بالدماغ والذي بدوره يسبب النوبات. و قد يكون هناك تلف دماغي موضعي نتيجة إصابة أو التهاب سابق أو ورم حميد .لذلك فإن التعرف على مصدر المتاعب السلوكية لدى الطالب هو الخطوة الأولى للتعامل معها بالشكل الصحيح. ويكون ذلك بتعاون كل من والدي الطالب و الطبيب و المدرسة والمختصين التربويين.
كيفية شرح الحالة للأطفال أو الطلبة
قد يتأثّر أكثر الطلبة في الفصل عند حدوث نوبة صرع أمامهم ، و ذلك ربما لغرابة السلوك وتصرفات المصاب اللاإرداية , بالإضافة إلى أثر عنصر المفاجأة عليهم, وهو ما قد يثير خوف الطلبة . كذلك قد يشعرون بالقلق على صحة المصاب والحزن لأجل حالة زميلهم الذي بدا لهم معافى قبل فترة وجيزة. عندئذٍ يجب شرح الأمر للطلاب بشكل مبسط وطمأنتهم بأن ما حدث لا يشكّل خطراً عليهم أو على الطالب المصاب. و إذا لم يتم التعامل مع الحدث بالشكل المناسب قد يتحول إلى خوف من المصاب وتجنبه مما يثير غضبه أو يؤدى إلى انطوائه أو الاثنين معاً. لذا يجب توضيح الأمر للطلاب من قِبَل المعلم أو الأخصائي الاجتماعي (المرشد الطلابي) في المدرسة , وشرح أسباب حدوث النوبة ودعوتهم لطرح الأسئلة والإجابة عليها بشكل وافٍ وإعطائهم الفرصة للتعبير عما انتابهم من مشاعر أثناء حدوث النوبة وذلك لما لهذا الحوار من تأثيرات إيجابية على تقبلهم للأمر والتخفيف من وطأة المفاجأة .
ما يجب إجراؤه بعد انقضاء النوبة:
من الضروري إخبار الطالب المصاب بإجراء الحوار وترك الخيار له في حضوره أو عدمه ، و إخباره بما دار فيه في حال رفضه الحضور أو تعذر ذلك عليه لأسباب أخرى. ويتعين على المعلم أو الأخصائي الاجتماعي (المرشد الطلابي) أو مدير المدرسة أن يبدأوا الحوار بشرح أسباب حدوث النوبة ، ومن ثم تشجيع الطلبة على طرح أسئلتهم ، والتعبير عمّا شعروا به تجاه ما حدث , ومن أهم الأمور التي يجب توضيحها للطلبة :
– أن ما حدث للطالب هو نوبة تشنج.
– أن النوبة حدثت لأن الدماغ لم يعمل بالشكل الصحيح لمدة دقيقة أو دقيقتين حيث قام جزء منه بإرسال إشارات خاطئة للجسم و هي التي أدت إلى حدوث النوبة التشنجية , و عند انتهائها يعود الدماغ والجسم للعمل بشكل طبيعي مرة أخرى.
– تعتبر نوبات التشنج أعراض حالة صحية تدعى الصرع وهو داء يصيب الصغار و الكبار .
– الصرع داء غير معد.
– يتناول الطلبة المصابون به أدوية لمنع حدوث النوبات ولكن ذلك لا يعني عدم حدوثها أحياناً.
في أغلب الأحيان تتوقف النوبات من تلقاء نفسها ، ولكن يُفضل شرح خطوات الإسعاف الأولية التي تحافظ على سلامة الطالب عند حدوث النوبة التوترية الارتعاشية.
إذا كانت النوبة عبارة عن تشنج توتري ارتعاشي شامل, يجب أن يؤكد المعلم أن الطالب ليس في حالة خطرة. وإذا كانت النوبة عبارة عن سلوكيات غريبة لا إرادية , يجب أن يوضح المعلم أن ذلك لا يعني أن الطالب مصاب بمرض عقلي أو أنه "مجنون".
إذا كان الطالب المصاب بالصرع متواجداً أثناء الحوار , من الممكن مناقشة ذلك معه من خلال أسئلة مثل:
(سؤال للطالب المصاب ): بماذا تشعر عند حدوث النوبة؟
(سؤال للجميع) : ما هو شعور المصاب بالنوبة في اعتقادكم؟
(سؤال للجميع) : ما هو أهم شيء يمكن القيام به لمساعدة الشخص المصاب بالنوبة؟
(الإجابة: حافظ على سلامته وكن لطيفاً معه بعد انتهاء النوبة).
جوانب أخرى مرتبطة بالصرع
هناك صعوبات أخرى مرتبطة بالصرع , يُمكن أن تؤثر على الطالب وأسرته والمسؤولين في المدرسة :
الحماية الزائد
أحد المتاعب المحتمل حدوثها عند الطلبة المصابين بالصرع هي مبالغة الأهل في حمايتهم. فقد يحاول والدا الطالب الحد من اشتراكه في النشاطات المدرسية المعتادة للطلاب بسبب الخوف من حدوث نوبة خلال ممارسته لنشاط ما , أو لاعتقادهما بأن الإجهاد سيؤدي إلى حدوث النوبة. و هذا غير صحيح لعدة أسباب:
أولاً : ليس صحيحا أن النشاطات الجسدية تزيد من عدد النوبات ، بل إن الدراسات العلمية قد أثبتت بأن عدد النوبات يكون أقل عندما يشارك المصاب في الأنشطة العملية
ثانيا ً: الإفراط في حماية الطالب المصاب يؤدي إلى ابتعاده عن التجارب والخبرات اليومية , و التي ستساعده في تطوير مهاراته الاجتماعية وثقته بنفسه. و قد يؤدي الشعور بالاختلاف وعدم القدرة على مشاركة الآخرين في نشاطاتهم إلى زيادة اعتماده على الآخرين وجعله غير ناضج اجتماعياً.
تتحمل المدرسة جزءاً من مسئوليتها من خلال ًتوفير الجو المناسب للطالب المصاب بالصرع ليجتاز الحماية المفرطة و تأثيراتها السلبية , والشعور بالوحدة أو الاختلاف في المدرسة , و ذلك من خلال تشجيعه على المشاركة في جميع النشاطات المدرسية كلما سنحت له الفرصة المناسبة .كما يجب مراقبته بدقة عندما يمارس رياضة السباحة . و أخيراً قد تبدو دوافع الحماية المبالغ فيها مبررة إلا أن أضرارها كبيرة نظراً لأن الطالب سيحرم من فرصة التعلم من أخطائه وخبراته، وقد يتوقع معاملة تفضيلية على الدوام. لذا يجب على المسؤولين في المدرسة أن يتجنبوا الحماية الزائدة وخاصة حرمان الطالب من المسؤوليات الملائمة لسنه.
الأداء في المدرسة
يستطيع أغلب الطلبة المصابين بالصرع الاستمرار في رحلة التعليم , ولكن الدراسات البحثية أظهرت أن هناك عدداً من الطلبة المصابين أحرزوا نتائج أقل من أقرانهم غير المصابين .
وفيما يلي الأسباب المحتملة لصعوبة التعلم:
أولاً: قد يؤثر تناول الأدوية المقاومة للصرع على قدرة الطالب في التعلم, لذا يجب مراقبة أداء الطالب المصاب في الفصل , و تبليغ والديه في حالة شعوره بنعاس شديد أو فقدانه للحيوية مؤخراً ., و هذه الأعراض قد تحدث نتيجة ارتفاع مستوى الدواء في الجسم, و عند حدوث ذلك , يجب مراجعة الطبيب المعالج لحالة الطالب , ليعمل على تغيير الدواء أو تنظيم أوقات تناوله أو تخفيض الجرعات اليومية مما يؤثر إيجابياً على تحسين تحصيله العلمي.
ثانياً: قد يؤثر استمرار حدوث نوبات كهربائية صرعية وبدون ظهور علامات حركية أو حسية على قدرة الطالب في الانتباه و التركيز. فإذا لاحظ المعلم تغييراً في انتباه و حضور الطالب لفترات متفاوتة , يجب عليه إبلاغ والدي الطالب .
ثالثاً: الأسباب العضوية في الدماغ و المسببة لحالة الصرع قد تؤثر على التعلم أو الذاكرة أو الطريقة التي يتعامل بها الدماغ مع المعلومات. و يعتمد نوع التأثير على موضع الخلل العضوي في الدماغ , فمثلا قد تظهر تأثيراتها السلبية على التحصيل العلمي في مناهج الرياضيات والقراءة والمهام التي تحتاج للذاكرة. و أحيانا قد تكون تأثيراتها حركية كشلل أو ضعف نصفي , أو أعراض حسية في حواس البصر و اللمس أو التوازن .
رابعاً: يتأثر التحصيل العلمي للطالب المصاب بسبب تكرار خروجه من المدرسة للمتابعة و لإجراء الفحوصات الطبية .و يمكن تعويض مافاته من خلال المتابعة المنزلية أو عبر برامج مراكز الخدمات التربوية في الفترة المسائية أو المحاولة بقدر الإمكان تأخير مواعيد زيارات الطبيب إلى ما بعد أوقات الدوام الرسمية.
و في حالة استمرار صعوبة التعلم و عدم وجود أسباب واضحة لذلك , يجب إحالة الطالب إلى أخصائي علم النفس العصبي لإجراء اختبارات ذهنية للطالب المصاب تحدد مستوى صعوبة التعلم , وإذا ثبت ذلك فعلى مدير المدرسة والمرشد الطلابي التعاون مع أخصائي علم النفس العصبي لتحديد درجة صعوبة التعلم لدى الطالب ومن ثم توجيهه نحو إحدى المدارس التي تحتضن طلاب برامج التربية الخاصة (صعوبات التعلم) .
وفي الغالب فإن الكثير من الطلبة المصابين بالصرع يستمرون في تحصيلهم العلمي دون صعوبات , ولكن إدراك احتمالات حدوث صعوبة التعلم لبعض المصابين غاية في الأهمية و يعجل بحل تلك الصعوبة .
التمارين الرياضية:
التمارين الرياضية جزء حيوي ومهم في تطوير مهارات الطالب و متطلب أساسي لجميع الطلبة بما فيهم المصابين بالصرع. و لكن يجب إدراك أن لكل طالب سليم أو مصاب بالصرع قدرات ذاتية مختلفة، و من خلالها يختار الطالب الرياضة المناسبة لتلك القدرات لكن أحيانا قد يرغب بعض الطلبة المصابين بالصرع المشاركة في أداء بعض النشاطات الرياضية الخطرة. وفي هذه الحالة يجب موازنة فوائد و أخطار المشاركة بالمتاعب النفسية المحتملة التي قد تنجم عن القيود غير الضرورية.ويجب أن نعلم جيداً أنه لا يوجد وضع " آمن"، وإذا أردنا أن يتعلم الطالب فلا بد من المجازفة.و إذا كانت هناك نشاطات ممنوعة نتيجة لعدم السيطرة على نوبات الصرع فلا بد من إيجاد تمارين بديلة. وبصورة عامة يستطيع الطلبة المصابون بالصرع الذين تمت السيطرة على نوباتهم بالأدوية المشاركة في إتمام نفس النشاطات التي يزاولها زملاؤهم الآخرون.
السباحة والألعاب المائية:
المشاركة في السباحة والألعاب المائية أمر يتطلب الاهتمام وتوخى الحذر. فالماء يمثل خطراً مميتاً لا قدر الله في حال أصيب الطالب بنوبة فجائية أثناء السباحة. و لكن تظل المشاركة في هذه النشاطات بصورة آمنة أمر ممكن بشرط توفر مشرف مختص لديه معرفة تامة بحالة الطالب ، و بعد الحصول على إذن من الوالدين والطبيب.
الخلاصة :- مما سبق يمكننا تلخيص أهم النتائج والتوصيات فيما يلي:
التواصل والتعاون بين والديّ الطالب والمدرسة أمر في غاية الأهمية ,ويسهل مهمة المعلم في الحصول على معلومات عن حالة الطالب المصاب بالصرع ليتمكن من مساعدته بصورة أفضل أثناء اليوم الدراسي .
وتتلخص المعلومات الضرورية في التالي:
نوع النوبات التي يعاني منها الطالب.
كيف تحدث هذه النوبات؟
مدى تكرار النوبات.
مدة النوبة؟
هل سيتم إعطاء الطالب الدواء في المدرسة؟
ما هي الإجراءات التي يتم اتخاذها من أجل ذلك؟
ما هي تجارب الطالب السابقة مع حدوث نوبة الصرع في المدرسة؟
فإذا كان حدوث النوبات أمرٌ غير متكرر عند الطالب, أو كانت هناك سيطرة تامة على النوبات, فإن هذه المعلومات هي كل ما يحتاجه المعلم. أما إذا كانت النوبات متكررة عندها يحتاج المعلم إلى الاجتماع بوالدي الطالب ، ومناقشتهما بخصوص كيفية التعامل معه عند حدوث النوبة ، والطريقة التي يرغب فيها شرح الحالة لزملائه الطلبة ، ومعرفة إذا كان هناك صعوبة في التعلم ، ومدى تفهم الطالب لحالته ومدى استعداده للإجابة عن أسئلة زملائه, و إذا كان عمر الطالب مناسباً يمكن إشراكه في الحوار بعد موافقة والديه .
من الضروري إبلاغ المعلم عن إصابة الطالب بالصرع لما له من أهمية قصوى في تحسن تحصيل الطالب التعليمي و تطور قدراته الاجتماعية .وسوف يتمكن المعلم في حال تفهمه للحالة ، من التعامل مع النوبة بهدوء وفعالية ويستطيع تشخيص الحالة مبكراً عند حدوثها. كذلك متابعة المعلم للطالب والإبلاغ عن أية تغييرات جديدة في حالته سيساعد والديه على شرح الحالة للطبيب المعالج وبالتالي السيطرة على النوبات.كذلك معرفة المعلم للمتاعب الدراسية التي قد يواجهها الطالب سيساعد على التدخل مبكراً لتجاوزها.
توفر معلم مدرك لحالة المصاب له أهمية ضرورية وذلك من أجل مساعدته على تجنب التأثيرات الاجتماعية السلبية للصرع
شرفتينى يا قمر
الف شكر ياغاليه