اللقاء الخاطف 2024

كان دائم البحث عمن تفهمه ،وكانت دائمة البحث عمن يحبها . كان دائم البحث عمن تخضع له،وكانت دائمة البحث عمن يتعبد فى محرابها.كان الحب فى نظره مودة واستقرار ،وكان الحب فى نظرها أغنية عذبة يسكبها المحب فى أذنها وضمة طويلة حارة تغيب فيها عن الوجود بأسره.
وبمرو الوقت ،استسلمت إلى واقعها المرير وقنعت بدورها فى الحياة،فاستنامت إلى خطواتها البطيئة الذليلة،وإلى لقائهما السريع الخاطف الذى لايكاد يستغرق دقيقة واحدة كل ساعة.
ولكم تمنت لو استطالت قامتها القصيرة فتطاول قامته،ولكم تمنت لو اتسعت خطاها الضيقة فتسبق خطاه،ولكم تمنت لو طال لقاؤهما السريع الخاطف ،فيضمهما عناق طويل حارتستشعر فيه دفء العاطفة.
كانت تتمنى دون أن تفكر يوما فى الاعتراض،كانت تحلم دون أن تفكر يوما فى تحويل الحلم إلى حقيقة،لكنها فى هذه الليلة بدت مختلفة تماما ،كانت الثورة فى داخلها تتأجج نارا ،لأول مرة ستعترض،لأول مرة ستثور،لأول مرة ستطالب بحقوقها المسلوبة.حينما يقترب منها ستتعلق بعنقه،ستعتصره عصرا ،ستسير معه خطوة خطوة ولن يفترقا بعد الآن.واقتربت اللحظة الحاسمة ،وحان اللقاء المرتقب ،وتصاعدت أنفاسها اللاهثة،ومدت يديها لتعتصره كما عزمت ،وفجأة!دقت الساعة معلنة الثانية عشرة ،فلم تشعر بنفسها إلا ويداها تتخاذلان فتفلته من بينهما ليعود إلى دورانه حول الدقائق،أما هى فسارت فى خطو بطىء ذليل فى انتظار ..اللقاء الخاطف.

    الونشريس

    شكرا ليكى

    بجد روعة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.