النداء : هو طلب المتكلم إقبال المخاطب بحرف نائب مناب ( أنادى ) ، و أدواته ثمانية :
الهمزة أو أى ، و يا ، و آ ، ، أيا ، و هيا ، و وا
و هى فى الاستعمال نوعان :
1- الهمزة أو أى لنداء الغريب
2- باقى الأدوات لنداء البعيد
هناك مناسبة بين الجرس الموسيقى لحرف النداء و بعد المنادى ، فالمنادى البعيد يناسبه حرف مد لما يصاحبه من مد الصوت عند النداء حتى يصل إلى المنادى البعيد ، أما القريب فلا يحتاج إلى مد الصوت ، لذا لا تجد حرف نداء للقريب به حرف مد ، بل قد يكون النداء بغير حرف نداء ليدل على شدة القرب سواء كان القرب الحقيقى أو المعنوى .
قد ينزل القريب منزلة البعيد فينادى بغير ( الهمزة و أى )
1- إشارة إلى علو منزلته فيجعل بعد المنزلة كأنه بعد فى المكان كقولك ( يا رب ) رغم أن الله تعالى أقرب للإنسان من حبل الوريد .
2- أو إشارة إلى انحطاط منزلته و درجته كقولك أيا هذا لمن هو معك و ليدل على بعده عن القلب و الخاطر
3- أو إشارة إلى أن السامع لغفلته و شرود ذهنه كأنه غير حاضر كقولك للساهى أيا فلان
قد ينزل البعيد منزلة القريب فينادى ( بالهمزة و أى ) إشارة إلى أنه لشدة استحضاره فى ذهن المتكلم و خاطره صار كالحاضر معه لا يغيب عن قلبه و كأنه ماثل امام العين . كأن تقول أزوار بيت الله الحرام تقبل الله منكم حجكم .
هناك أغراض بلاغية للنداء
1- إظهار الألم قال المتنبى يخاطب الحمى
انبت الدهر عندى كل نبت … فكيف وصلت انت من الزحام
2- التوجع و التحسر قال الشاعر يرثى ابنته
يا درة نزعت من تاج والدها … فأصبحت حلية فى تاج رضوان
– التحير و الضجر قال الشاعر
يا ليل قد طلت فهل مات السحر … أم استحالت شمسه إلى الفجر
4- الود و المحبة قال الشاعر
انا يا أخى العربى سهـ … ران و تحت يدى سلاحى
5- العتاب قال الشاعر
يا أخى لا تمل بوجهك عنى … ما انا فحمه و لا أنت فرقد
أنت لا تأكل النضار إذا جعت … و لا تشرب الجمان المنضد
6- الاستعانة نحو
يا الله للمسلمين
7- التعجب قال الشاعر
فيالك من قبُّره بقمْرِ … خلا لك الجو فبينى و اصفرى
8- الزجر قال الشاعر
أفؤادى متى المتاب ألماً … تصح و الشيب فوق الرأس ألما
9- التذكر كقول الشاعر
أيا منزلى سلمى سلام عليكما … هل الأزمن اللاتى مضين رواجع
10- الاختصاص كقوله تعالى
( رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت أنه حميد مجيد ) هود : 73
من أمثلة النداء فى القرآن الكريم
: ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم )عبر بـ ( ياء ) النداء الدال على البعد رغم أن الله تعالى أقرب إلى عبده من حبل الوريد فكان حقه استعمال اداة نداء تفيد القرب و لكنه استعمل أداة النداء الدالة على البعد لأن الإنسان الكافر و العاصى بعيد عن ربه سبحانه و تعالى بعيد عن رحمته و فضله و كرمه .
: ( قل يا أيها الكافرون ) الكافرون آية (1) إستخدم أداة النداء ( يا ) التى تفيد البعد نظراً لبعد الكافرين عن قلب و خاطر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، هذا لبعدهم عن الحق .
جزاكِ الله خيراً و نفع بكي حبيبتي