كان أنس يشرب كأس الشاي بسرعة كي يلحق بزملائه، لأنهم اتفقوا على الذهاب برحلة مدرسية، وكان الباص ينتظره على باب المدرسة.
رنّ جرس الهاتف، فركضت أخته سمية، وأمسكت بسماعة الهاتف، فصاح أخوها أنس كي تعطيه الهاتف بسرعة..
ركضت سمية تجاه أنس، فإذا بها تتعثّر برجل الطاولة، وتقع على فنجان الشاي، فسال الشاي على بنطال أنس..
قفز أنس وصاح بأعلى صوته:
– هل أنت عمياء أنت؟؟
ركض أنس وأخذ يضرب سمية، وسمية تهرب منه هنا وهناك..
وإذا بصوت الهاتف يرنّ مرة أخرى، وزملاء أنس يخبرونه أن الباص سيذهب إذا لم يأتِ خلال عشر دقائق..
ولكن غضب أنس جعله يصرخ ويصرخ، ويهجم على سمية مرة أخرى كي يضربها..
وهو يصرخ ويقول:
– باص المدرسة سيذهب، لأنني سأتأخر عليهم كثيراً وأنا أبدّل بنطالي؟
قالت أم أنس:
– اذهب فوراً وبدّل بنطالك، وكفاك صياحاً على أختك، فهي لم تقصد إيقاع فنجان الشاي عليك.
وبعد دقائق سكن غضب أنس قليلاً وركض وبدّل بنطاله، وأخذ حقيبته، وأخذ يركض كي يلحق بباص المدرسة..
وصل أنس إلى المدرسة، فإذا باص المدرسة قد ذهب منذ زمن..
ألقى أنس بحقيبته على الأرض غاضباً، وأخذ يبكي بحرقة لضياع الرحلة عليه..
لحقت أمه به فرأته مستلقياً على الأرض يبكي بصوت عالٍ، ووجهه محمرّ من شدة الغضب..
اقتربت الأم من أنس وقالت له:
– يا بني.. أنت الذي أضعت الرحلة عليك.. لو أنك خففت من غضبك قليلاً، وسامحت أختك التي لم تقصد إيذاءك، لتمكنت من تبديل بنطالك واللحاق بباص المدرسة..
هدأ أنس قليلاً، ولكن دموع الندم لم تهدأ..
يسلمو حبيبتى