الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حفظ القرآن مع فهم معانيه أمر مطلوب شرعا، فقد أنزل الله القرآن ليتلى وتتدبر معانيه، ويعمل به، ويحكم به بين الناس
ويدعى به الخلق ويبشروا به أو ينذروا، وهذا لا يتم إلا بفهم معاني القرآن، وقد ذكر ابن عبد البر في جامع بيان العلم أن أول
مراتب ودرجات طلب العلم هو حفظ القرآن وتفهمه، وذكر أن ما يعين على فهم معانيه يجب تعلمه، وكان هدي أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم تعلم آيات منه وتعلم معانيها، كما روى الطبري عن ابن مسعود أنه قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر
آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
وبهذا يعلم تأكيد وأهمية تعلم التفسير حتى يتمكن القارئ من التدبر للقرآن والعمل به والدعوة به، ثم إن الناس يختلفون
في مستوى فهمهم ومواهبهم، فإذا كان مستوى الإنسان في الفهم ضعيفا وكان الحفظ سهلا عليه، فإنه يحسن أن ينتهز
الفرصة ويبادر بحفظ ما أمكن مع العزم على دراسة التفسير عند وجود فرصة مناسبة.