نحن اليوم على موعد مع سبب من أسباب نيل محبّة الله
وإليكِ أنتِ غاليتي أهدي لكِ حديث خليل الله صلّى الله عليه وسلّم:
يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أوتطرد عنه جوعا ولأن أمشي
مع أخ في حاجة أحبّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ( يعني مسجد المدينة ) شهرا
و من كفّ غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله
قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيّأ له أثبت الله قدمه
يوم تزول الأقدام)) أخرجه الطّبراني وصحّحه الألباني
ألم يهتزّ قلبا طربا وأنتِ تقرئين "أحبّ النّاس إلى الله تعالى"؟
السّعي في حاجة المؤمنين
وإدخال السّرور على قلوبهم
والتّجاوز عن زلاّتهم
ألا ترين أنّ من يعيش على ذلك فهو في جنّة الدّنيا قبل جنّة الآخرة؟
قال ابن القيّم –رحمه الله- في كلام له عن أسباب شرح الصّدر :
((ومنهاالإحسان إلى الخلق، ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه والنّفع بالبدن وأنواع الإحسان ، فإنّ الكريم المحسن أشرح النّاس صدرا، وأطيبهم نفسا، وأنعمهم قلبا))
فكيف تُراكِ ستُطبّقين هذا المعنى؟
اعزمي أن تكوني منزمرة المحسنين في كلّ زمان ومكان
والله سيعينك
وصيّة : أخرجي حظوظ النّفس من هذه القضيّة وإلاّ فستخسرين
لا تحسني إلى النّاس ليشكروك ويثنوا عليك
بل أحسني ليُحسن إليك ربّك الأكرم
فتسعدي في الدّنيا والآخرة
ومن أعظم الإحسان الإحسان إلى الوالدين ثمّ من يليهم في الرّتبة من ذوي القربى
تفكّري هنيهة:
قبل العيد الكثير من النّاس في ضيق ماديّ لا يجدون ما ينفقون
فليتكِ تتصدّقين على أحدهم ولو بمبلغ صغير أو لعلّك تدلّين بعض الأغنياء على أولئك المساكين ولكِ –إن شاء الله- الأجر
جارتكِ التي فقدت أحدا من أحبابها فأظلمت عليها دنياها
ليتك تذهبين إليها أو تتّصلين بها فتُحدّثينها عن الرّضا وتدخلين السّرورعلى قلبها وتدعينها إلى مواصلة الحياة بالتّفاؤل
صديقتكِ التي تمرّ بابتلاء يهدّ قلبها حزنا
ليتكِ تسعين بشتّى الطّرق أن تسعديها وتشعريها بأنّك تحملين معها همّها وتتقاسمين معها أشجانها وبأنّك لا تملّين من الدّعاء لها بكرة وأصيلا بأن يفرّج الله عنها
تلك المريضة الملقاة على السّرير الأبيض التي لا تبصر من الحياة سوى دموع الألم
ليتكِ تزورينها وقد حملت مطويّة فيها رسالة أمل ثمّ لم تغادري إلاّ وقد دعوتِ لها ولسانك لا تفارقه كلمة " أبشري فالله هو الشّافي"
وأبواب الإحسان كثيرة
بل لا تنسي الإحسان إلى الحيوانات
وليتكِ تُحسنين إلى ذلك الخروف الذي سيُذبح لله تقرّبا
فتطعميه بيديك وتسقيه بيديك
ورعي الغنم ممّا يورث القلب الرّحمة والصّبر
أتدرين ؟
نحن نتّخذ خطوتين من أجلّ الخطوات قدرا عند الله
فالأولى : كانت معرفة الله والعيش في رحاب أسمائه وصفاته وهذا ما يقود إلى الإحسان في عبادة الله حتّى نعبده كأنّنا نراه (اللّهمّ إنّا نسألك من فضلك)
والثّانية : الإحسان إلى عباد الله
والجزاء :
وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)(
(هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ)
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)
(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)
(فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ)
(إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
فإلى الإحسان
إلى سعادتكِ
انطلقي
يا حبيبة
جزاك ِ الله الجنة
طرح قيم تسلم اديك ِ
جزاكِ الله خيراً حبيبتي وجعله في ميزان حسناتك
شكرا لكِ على الموضوع الرائع
بارك الله فيكى
وجزاكى خيرا
وجزاكى خيرا
الله يجزاكي الجنة