التحدي والمعارضة عند الصغار اضطراب حقيقي له تشخيص وأعراض وعلاج ومعالجون، وإن كان الآباء يعتقدون بأنه سوء سلوك أو دلال وشقاوة يجب ترويضها، أو أنه ناتج عن تأثيرات سلبية خارجية من قبل أقرانه في الحي أو المدرسة.
من أعراضه العدوانية والرغبة عن عمد في مضايقة الآخرين واستفزازهم، قد يكون ذلك الاضطراب بمفرده وحيداً وقد تتشارك معه أمور أخرى مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD ، اكتئاب الطفولة، القلق والتوتر، مما يجعل الحياة مع الطفل المصاب صعبة للغاية.
أما الأعراض الأخرى التي يبنى عليها التشخيص فهي:
> فقدان القدرة على ضبط النفس > مجادلة الكبار > دوماً ما يتحدى ويرفض إطاعة أوامر اهله ومدرسيه، ولا ينفذ طلباتهم ولا يلتزم بقواعدهم > يضايق الناس عامة > يلوم الآخرين على أخطائه وسلوكه ولا يلوم نفسه إطلاقاً > حساس للغاية يتضايق من أي شيء يفعله الآخرون صغاراً كانوا أم كباراً > غاضب ومليء بالمرارة والسخط > منزعج ومزعج ومحطم للأشياء حوله، مما يؤثر سلباً على تحصيله العلمي، وأدائه الاجتماعي وكذلك على كافة أوجه حياته مباشرة الأسباب لا أحد يعرف يقيناً السبب الواضح والمحدد لكن نعرف أنه يبدأ من العام الأول إلى الثالث، في حين تكون معظم تلك السلوكيات في إطارها الطبيعي في سن الثانية، بمعنى أنها تأتي وتذهب، لكن في الحالة المرضية فإنها تستمر. ويبدو أنها تتخذ طابعاً وراثيا، بمعنى أن احتمالات وجود نفس الاضطراب لدى الأب أو الخال، مثلا. فلقد ثبت علمياً أن الاضطراب يطال أبناء المدمنين والمجرمين ثلاثة أضعاف ما يطال أولاد الناس العاديين.
لتشخيصه لا بد من الذهاب إلى طبيب أطفال نفسي يفحص الطفل ويشخصه، ويحادث والديه، ويراجع التاريخ الطبي لتحديد ما إذا كانت هناك اضطرابات نفسية أخرى مصاحبة لاضطراب الاعتراض والتحدي.
> نادراً ما يكون هذا الاضطراب منفصلا، إذ غالباً ما تصاحبه اضطرابات طفولة ذات منشأ نفسي أخرى أهمها تشتت الانتباه وفرط الحركة ADHD ، الاكتئاب، القلق والتوتر.
> إذا لم يهتم الوالدان بالأمر وترك الطفل بدون علاج، فإن الحالة ستتطور وتصحبه إلى مرحلة المراهقة ثم الرشد، وقد يُصاب باضطراب في الشخصية، بمعنى ارتباك العلاقات مع المجتمع ومع الآخرين، فيكون عدوانياً معادياً، أو يعاني من اضطراب الشخصية الحدّية BPD، وهي حالة يتأرجح فيها صاحبها بين مساحتي العقل المتوتر والجنون بمعناه العقلي والمجازي والحياتي.
ومن أعراض اضطراب الشخصية في الحالتين: > محاولات الانتحار > الاعتداء على الآخرين > التعثر دراسياً وعلمياً والفشل في الحصول على شهادة أو دخول الجامعة > علاقات شائكة مع الأصدقاء والأقارب وصعوبات جمة في إقامة صداقات > الانتهاء بالإصابة بمرض نفسي > كيفية التعامل مع اضطراب التحدي والاعتراض > الأخطر والأكثر إزعاجاً، فيما عدا العدوانية، هو معاناة الآخرين من حوله، مثل أخوانه ووالديه ومدرسيه وجيرانه، ولومه لهم رغم استفزازه الصريح لهم. فهو قادر، وببراعة، على إقناع المسؤول وقت حدوث المشكلة أنه غاية في البراءة، وأن المسؤولية تقع على الآخرين، مما يؤدي إلى ظلم وعقاب لمن لا يرتكب أي شيء، لهذا كان من الضروري اجتماع كل الأطراف المعنية، الأطفال، المدرسين، الأخصائيين النفسيين والمدرسين، وعقد مواجهة محسوبة يديرها خبير في الشؤون السلوكية.
> لا بد من لقاءات منتظمة مع المدرسين والمسؤولين بالمدرسة للإطلاع على كافة الأمور الخاصة بالطفل.
> لا بد من رسم سياسة وخطة يلتزم بها الأهل والمدرسة في آنٍ واحد وتنسيق كامل لكيفية التعامل مع الطفل لأنه قادر على شق وحدة الهدف واللعب على الأطراف المعينة بذكاء ودهاء لا يحسد عليهما. > يجب ألا يكون طفلك موجوداً أثناء اجتماعاتك مع المدرسين والمسؤولين بالمدرسة.
> لا تنفعل وقت الحدث لأنك حتماً ستكون مثاراً غاضباً وستخطئ، خاصة في حالات المراهقين. > أجل قرارك بشأن التعامل مع الحدث لحين التأكد من الأمر ولحين هدوئك.
> احسب حساب ردود الفعل القوية، كالعراك الشديد، التلويح بمحاولة الانتحار أو الانتقام من أخ أو زميل أو تدمير ممتلكاتك أو ممتلكات المدرسة.
> حدد بالثواب والعقاب سلوكيات بعينها، لمكافأتها أو حرمانها. بمعنى ألا تكافئ وتعاقب الطفل هكذا دون تحديد واضح للأمور.
> يجب أن يكون السلوك المُعاقب عليه، أو المُكافأ واضحاً لا لبس فيه بأن لا تقل اسمع كلامي دائماً. > يجب أن تكون مستمراً في تعاملك بوتيرة واحدة، لا تغير من أسلوبك لأن أي تقلبات في طريقة تعاملك ستهدم البناء السلوكي من بداياته.
> يجب ألا تكون المكافأة نقوداً أو هدايا لكن ميزات على شكل نشاطات، مثلا. كما يجب أن يعتمد التعديل السلوكي على بنك هدايا يعرفها كل منكما.
> يجب أن تكون الأوامر المُعطاة سليمة ومحددة وهادفة، اكتبها لطفلك على ورقة في حالة تمكنه من القراءة.
> الوالدان القادران على التعامل مع طفل عنيد ملحاح يعززان السلوك الطيب ويدفعان بالسلوك السلبي بعيداً، بانتظام وبقوة وحسم.
> يجب أن تكون معاملة الوالدين متوازية ومتساوية، ويجب أن يقررا متى سيهملان الطفل/المراهق بسلوكه المعيب ومتى سيعاقبانه، لأن التجاهل كثيراً ما يفيد، على أن يكون واضحاً أنه تجاهل وليس نسياناً. > تعلم المناورة مع الأطفال الصغار في السن، والحوار الدافئ الحنون مع الكبار.
> امدح دون مبالغة، وانتقد دون تجريح وابتعد تماماً عن الإهانات والتحقير والضرب، لأن كل ذلك سيزيد الأمر سوءاً < استشاري الطب النفسي، زميل الكلية الملكية للطب النفسي ـ لندن، زميل الأكاديمية الأميركية لطب السيكوسوماتيك (النفسي الباطني)