يرى البعض أن التوتر على أنه مشكلةً نفسيةً أوعقليةً غالباً، حيث أن له تأثيراتٍ جسديةٍ حقيقيةٍ فجميع أعضاء الجسم تقريباً ووظائفه تتفاعل مع التوتر، فالغدة الكظرية تزيد إنتاجها من الهرمون الكظري القشري الذي ينبه لإطلاق هرمونات الكورتيزون والكورتيزول كما تزيد إنتاجها من هرمون "أدرينالين"، لذلك يطلق على مجموع هذه الهرمونات اسم "هرمونات التوتر" التي يؤدي ارتفاع مستوياتها بالجسم إلى ارتفاع ضغط الدم، وتسارع دقات القلب، وزيادة توتر العضلات، وتباطؤ الهضم، وإطلاق الدهون والسكريات من خزائنها بالجسم، وارتفاع مستوى الكولسترول، وتغير مكونات الدم ليكون أكثر عرضةً للتخثر، بالإضافة إلى ضعف الاستجابة المناعية، واستنفاذ معادن الجسم مثل الفسفور والمغنسيوم والكالسيوم.
وقد أشارت دراسة إلى أهمية الإقلال من التأثيرات السلبية لهرمون الأدرينالين بالجسم، من خلال الإقلال من ارتباط الهرمون بمستقبلاته الخاصة التي يطلق عليها اسم "مستقبلات بيتا الأدرينالينة" الموجودة على السطح الخارجي للأغشية الخلوية بالجسم، ورجح الباحثون في هذه الدراسة فائدة استخدام مجموعةِ العقاقيرِ المثبطة لمستقبلات «بيتا» Beta blockers، التي تستخدم حالياً على نطاق واسع لعلاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والحساسية والقرحة الهضمية وغيرها من المشكلات الصحية المرتبطة بالتعرض للتوتر المزمن.
نصائح للتخلص من التوتر المزمن يقدمها لك الخبراء:
– احرصي على اتباع نظامٍ غذائيٍ يحتوي على نسبة 50 إلى 75 في المائة من أطعمة نيئة، فالخضراوات والفاكهة الطازجة لا تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن فقط، ولكنها غنية بمركباتٍ تسمى أشباه الفلافين التي تكتسح وتعادل الجذور الحرة المدمرة.
– تجنبي الأطعمة المصنعة ومواد التحلية الصناعية والمشروبات الغازية الكربونية والأطعمة المقلية والسكر المكرر ومنتجات الدقيق الأبيض والأطعمة المحتوية على مواد حافظة والشرائح والوجبات السريعة.
– تجنبي الكافيين والتبغ والأدوية المعدلة للمزاج، فبينما تقدم هذه المواد تخفيفاً مؤقتاً للتوتر، فإنها لا تفعل شيئاً حقيقياً لحل المشكلة، كما أنها ضارة بالصحة وسوف يظل التوتر مستمراً هناك إلى اليوم التالي.
– تعلمي تقنيات الإسترخاء والتأمل الإيجابي وممارسة التنفس بعمق ومراقبة أحاديثك الذاتية والتخلص من الأفكار السلبية واستبدال أفكار إيجابية بها.
– احرصي على ممارسة هواية، وأعطي لنفسك وقتاً لتفعلي ما يمتعك، لا تشعري بالخجل لقضاء الوقت في أداء شيءٍ ما لنفسك إذا كانت صحتك تستحقه.
– تجنبي المشاحنات واحرص على عدم كبت أو إنكار مشاعرك، فالحفاظ على الأحاسيس القوية مكبوتة يجعلها تطفو على السطح بعد ذلك على شكل أمراض.
– لا تخافي من البكاء، بل احرصي على تعلم البكاء لأنه يمكن أن يساعدك في التغلب على التوتر لأنه يخفف من الانفعال ويسمح للمشاعر المكبوتة بالتحرر.
– اعملي على تهيئةِ بيئةٍ خاليةٍ من التوتر، حافظي على مستوى منخفضٍ من الضجيج، فالضجيج يساهم في زيادة حدة التوتر، واحرصي على إضافة الألوان الطبيعية إلى بيئتك للمزيد من الراحة والاسترخاء.
– حاولي أن لا تتعاملي مع الحياة بقدرٍ مبالغٍ فيه من الشدة والصرامة، وحاولي أن تتعلمي كيف تضحكين!
إذاً عزيزتي تعلمي الضحك وتجنبي السهر، تخلصي من التوتر واستمتعي بالحياة وتذكري دائماً بأن صحتك هي أهم من أي شىءٍ آخرٍ في الوجود.
موضوع ممتاز ومهم
صراحة موضوعك يستحق التقييم
يسلموو