إقامة جلسة إيمانية للأسرة الصغيرة
السعادة مطلب ينشده المرء في هذه الحياة , وهو عليها في حياته الزوجية أكثرا حرصا , فمنزله الذي يأوي إليه ويبحث عن الراحة فيه لا شك أنه حريص كل الحرص على أن ترفرف عليه السعادة ويسوده الفرح والسرور .
وإن مما يزرع السعادة في البيت الزوجية وينشرها بين أفراد هذا البيت إقامة جلسة إيمانية ولو مرة كل أسبوع بحيث يكون هذا الوقت مناسبا لجميع أفراد الأسرة , وتكون هذه الجلسة جلسة إيمانية حقا يتلون فيها ما تيسر من كتاب الله سبحانه وتعالى ثم يقوم الأب أو الأم بالافتتاح تم إلقاء موعظة أو تفسير آية أو قراءة السيرة النبوية العطرة أو تفسير حديث نبوي شريف ……. المهم هو حصول الفائدة المرجوة من هذه الجلسة المباركة ودرءا للسآمة على الأبناء فيحسن توزيع الدروس على جميع أفراد الأسرة .
وإذا كانوا أطفالا صغارا يمكن أن تكلفه بدرس حسب مستواه مثلا تفسير الفاتحة .
فإن لم تتيسر فمن الممكن الإستماع إلى شريط فيه تلاوة لكتاب الله أو درس من دروس العلماء الأجلاء وثمة التعليق عليها ومحاولة فهم ما دار فيه ونحو ذلك .
ومن الممكن أن يخصص يوما لإجراء مسابقة ثقافية تثري ثقافة الأبناء وتحفزهم على الإطلاع في كتب تراثنا الإسلامي العريق , وتخصص لذلك جوائز رمزية .
ولهذه الجلسات الإيمانية فوائد عظيمة أشير إلى بعضها لا كلها :
1 – أنها جلسات يحبها الله ورسوله , تقرب العبد من ربه عز وجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه).رواه البخاري . وبيت هذا حال أهلك سيكون أسعد البيوت بلا ريب .
2 – إنها سبب لنزول السكينة على أهل البيت وسبب لأن تغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت اللّه تعالى يتلون كتاب اللّه ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم اللّه فيمن عنده".
ولا شك أن من هذا حالهم فلا طريق للشقاوة عليهم .
3 – أن هذه الجلسات ستكون سببا في طمأنينة القلوب وراحة الصدور قال الله سبحانه وتعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
4 – أن هذه الجلسات المباركة ستزيل السخيمة من القلوب وتجعل هناك تقاربا ومودة ورحمة بين أفراد هذه الأسرة بفضل ما يدور فيها من الخير والذكر المبارك .
5 – أن هذا الاجتماع الأسري سوف يكسر الحواجز النفسية التي تكون أحيانا بين الأب وبعض أفراد الأسرة أو الأفراد بعضهم ببعض فكلها خير وسعادة .
وما أحوج بيوت المسلمين أخواتي الكريمات لمثل هذه الجلسات الإيمانية التي تنشر المودة وتقوي الروابط بين أفراد الأسرة وتبعث على الخير والتنافس فيه " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "