حبيب بن زيد
رضي الله عنه
وراح يقطع جسده قطعة قطعة .. وبضعة بضعة ..
وعضوا عضوا .. والبطل العظيم لا يزيد على
لا اله الا الله ، محمد رسول الله
من هو ؟
كان حبيب بن زيد وأبوه زيد بن عاصم -رضي الله عنهما- من السبعين المباركين في بيعة العقبة الثانية ، وكانت أمه نسيبة بنت كعب أولى السيدتين اللتين بايعتا الرسول صلى الله علية وسلم أما السيدة الثانية فهي خالته ، ولقد عاش الى جوار رسول الله صلى الله علية وسلم بعد هجرته الى المدينة لا يتخلف عن غزوة ولا
يقعد عن واجب
مكتاب مسيلمة للرسول
ورد الرسول عليه
في آخر السنة العاشرة بعث مسيلمة بن ثمامة الى رسول الله- صلى الله علية وسلم-كتابا جاء فيه ( من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله ، سلام عليك ، أما بعد فاني قد أشركت في الأمر معك ، وان لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشا قوم يعتدون )
فرد عليه الرسول صلى الله علية وسلم بكتاب جاء فيه ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب ، السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين )
مبعوث الرسول لمسيلمة
ومضى الكذاب ينشر افكه وبهتانه ، وازداد أذاه للمسلمين ، فرأى الرسول أن يبعث له رسالة ينهاه فيها عن حماقاته ، ووقع الاختيار على حبيب بن زيد ليحمل الرسالة وفض مسيلمة كتاب رسول الله صلى الله علية وسلم له فازداد ضلالا وغرورا ، فجمع مسيلمة قومه ليشاهدوا يوما من الأيام المشهودة وجيء بمبعوث رسول الله وأثار التعذيب واضحة عليه فقال مسيلمة لحبيب ( أتشهد أن محمدا رسول الله ؟) وقال حبيب ( نعم ، أشهد أن محمدا رسول الله )
وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة ، وعاد يسأل ( وتشهد أني رسول الله ؟) وأجاب حبيب في سخرية ( اني لا أسمع شيئا !!)
وتلقى الكذاب لطمة قوية أمام من جمعهم ليشهدوا معجزته ، ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسد حبيب بسن السيف ، ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة ، وبضعة بضعة وعضوا عضوا والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد اسلامه ( لا اله الا الله ، محمد رسول الله )
الثأر للشهيد
وبلغ الرسول صلى الله علية وسلم نبأ استشهاد حبيب بن زيد ، واصطبر لحكم ربه ، فهو يرى بنور الله مصير هذا الكذاب ، أما أمه نسيبة بنت كعب فأقسمت على أن تثأر لولدها من مسيلمة ودارت الأيام وجاءت معركة اليمامة ، وخرجت نسيبة مع الجيش المقاتل ، وألقت بنفسها في خضم المعركة ، في يمناها سيف ، وفي يسراها رمح ، ولسانها يصيح ( أين عدو الله مسيلمة ؟) ولما قتل مسيلمة وأتباعه ، رأت نسيبة وجه ولدها الشهيد ضاحكا في كل راية نصر رفعت ..