تزايدت نسبة الأطفال المصابين بالحساسية في مصر، كما في العالم كله في السنوات الأخيرة. فقد نقل أطباء الأطفال عن تزايد عدد الأطفال المصابين بأحد أعراض الحساسية؛ سواء كانت في صورة زكام الأنف، حساسية صدر وضيق تنفس أو إكزيما (طفح جلدي). الأم وحدها هي التي تعاني لليالي طويلة من القلق والمعاناة مع أبنائها المصابين بالحساسية وتعلم ما يشعرون به. ولكن لنساعد الأم كي تتعامل مع أبنائها المصابين بالحساسية، علينا أن نفهم ما هي الحساسية وما الاختيارات المتاحة لنا.
ما هي الحساسية؟
للتبسيط، الحساسية هي حالة طبية تحدث عندما يبدأ الجهاز المناعي في الجسم (الذي بدوره يحمي الجسم من الجراثيم الضارة) في مواجهة بعض المواد غير المضرة التي يتعرض لها الجسم، سواء كانت مواد نستنشقها (كحبوب اللقاح أو التراب المنزلي) أو أشياء نأكلها أو أشياء تحتك بالجلد. في خلال تلك المواجهة، يقوم الجسم بإفراز مواد كيميائية مختلفة، تؤدي إلى الالتهابات وتضييق ممرات الهواء وإفراز الكثير من المخاط، كلها تؤدي إلى الحالة المزرية التي يعاني منها مريض الحساسية.
لماذا يتعرض بعض الأشخاص للحساسية دون غيرهم؟
الحساسية لها بعد وراثي، أي أنها منتشرة في بعض العائلات. قد يرث الطفل الميل للحساسية ولكن بصورة غير التي عند أبويه (مثلا حساسية صدر بدل من حساسية الأنف) أو يرث الحساسية كاملة، ولكن في أغلب الأحيان يرث الحساسية تجاه نفس المواد كأبويه.
ماذا يجب علىّ فعله لأقي أبنائي الحساسية؟
هذا سؤال منتشر جدا بين الأمهات والحوامل. إليك بعض التفاصيل:
هل أتفادى الأطعمة التي قد تسبب حساسية أثناء الحمل والرضاعة؟
رغم أن الفكر الرائج أن تفادي الأطعمة التي قد تؤدي للحساسية أثناء الحمل قد يمنع أو يؤخر ظهور الأعراض على الأطفال إلا أنه لم يتم إثبات ذلك علميا بعد. بل بالعكس، قد يكون ذلك ضار بالجنين لأنه يحرمه من قيم غذائية مفيدة.
ماذا عن الرضاعة؟
الرضاعة بلا شك مفيدة جدا ولبن الأم في الشهور الأولى كافي ولا يحتاج إلي تكملة. تكوين لبن الأم يقلل فرصة الإصابة بالحساسية عن اللبن الصناعي لأن اللبن الطبيعي فوائد عديدة على الجهاز المناعي. إقرأي المزيد عن فوائد لبن الأم على سوبرماما.
فماذا لو أضطررت إلى اللجوء إلى اللبن الصناعى؟ ما هي أفضل الأنواع؟
في نهاية الأمر، الاختيار يرجع إليك وإلى طبيب الأطفال. في حالة كون اللبن الطبيعي غير كاف، يمكن للطبيب أن يرشح لك نوعا معينا من اللبن الصناعي. أكثر أنواع الألبان الصناعية إنتشارا هي المبنية على لبن الأبقار. أما بالنسبة للمولود في عائلة عندها تاريخ من الحساسية، فهناك اللبن المبني علي “الهايدروليسات” وأقل تسببا في الحساسية. بعض الألبان المبنية على الصويا تستخدم أيضا، ولكنها تعرض المولود لإمكانية الإصابة بحساسية الصويا.
هل يجب تأجيل الأطعمة الصلبة بالنسبة للرضيع؟
في الأشهر الأولى تكون أمعاء المولود ذات مسام مفتوحة وتسمح بإنتقال المواد المسببة للحساسية لمجاري الدم. بالإضافة إلى كون الجهاز المناعي لم يكتمل فغالبا سيؤدي الطعام الصلب إلى حساسية. هيئات الصحة العالمية تنصح ألا تقدمي الأكل الصلب لمولودك قبل ٤-٦ أشهر. اقرأي المزيد عن الأكل للرضع على سوبرماما
ما هي البروبيوتيك؟ وما دورها في تفادي الحساسية؟
البروبيوتيك هي بكتريا مفيدة يمكن إضافتها في النظام الغذائي للرضيع لتساعده على تفادي حساسية الطعام وكذلك إضطرابات المعدة والأمعاء. بعض الباحثين يعتقدون أن الأم التي تتناول البروبيوتك أثناء الحمل أو الرضاعة تفيد مولودها. معلومة لك٬ إبحثي في الأسواق عن الأطعمة المقواه بالبروبيوتيك مثل الزبادي.
ماذا عن غرفة المولود؟
أسوأ الأعداء لمريض الحساسية هم “الكركبة” والموكيت وألعاب الحيوانات الطرية “الدباديب” تفاديها جميعا قدر المستطاع واحرصي أن تكون الحجرة بسيطة ومرتبة وسهلة التنظيف.
ماذا عن التدخين؟
الأم المدخنة تزيد فرصة مرض أبنائها بحساسية الصدر. تعرض الأطفال للدخان يزيد فرصة مرضه بالأزمة التنفسية. أخر الكلام: لا تعرضي أبنائك للدخان لا قبل ولا بعد الولادة.