حيث تظهر رسومات الخط المسند السبئي
آثار مأرب تحكي قصة جنتي مملكة سبأ ومجدها الحضاري
في بــلاد اليــمـن
اليمن في العصر الأول:حضارة سبأ فيه عمود التاريخ اليمني
ودولة سبأفي العصر الأول هي أكبر وأهم تكوين سياسي فيه،
وما تلك الدول التي تذكر معها سوى تكوينات سياسية كانت تدور في فلكها،
ترتبط بها حينا وتنفصل عنها حينا آخر
وأرض سبأفي الأصل هي منطقة مأرب ، وتمتد إلى الجوف شمالا، ثم ما حاذاها من المرتفعات والهضاب إلى المشرق، وكانت دولة سبا
في فترات امتداد حكمها تضم مناطق أخرى ،
بل قد تشمل اليمن كله
وكانت مأرب عاصمة سبأ
وظلت سبأ وحتى القرن الخامس قبل الميلاد الدولة الكبيرة الأم ،
حين خرجت عن سيطرتها منا طق عدة واستطاعت أن تكون دولا مستقلة،
ودخلت هذه الدول في منافسة مع سبأ،
وشاركتها نفوذها السياسي والتجاري،
بل إن كل واحدة من تلك الدول لم تكن أقل شأنا من سبأ
في أوج إزدهارها
مملكة سبأ والملكة بلقيس التي ورد ذكرها في الكتب المقدسة،
ومن بينها القرآن كانت هي التاريخ والحضارة والثقافة والمجد العربي في
جنوب جزيرة العرب علي مدي عشرات القرون لكنها
تحولت إلي مجرد أساطير وحكايات
يتواتر ذكرها علي ألسن الرواة فمثلاً
سد مأرب العظيم الذي كان واحداً من نحو 80 سداً في مملكة سبأ تحول
بعد سيل العرم إلي أسطورة باستثناء جزء بسيط من جداره الضخم لا يزال منتصباً
عند الضفة الغربية لوادي أرض الجنتين،
وأما سواه من معالم مملكة سبأ فقد طماها
سيل العرم وزحفت عليها كثبان رمال الصحراء
لتدفنها علي أعماق مختلفة وحولتها إلي مجرد أساطير يحاول الباحثون
الاسترشاد إليها من خلال
ما وصلهم من المخطوطات وبعض النقوش القديمة
وبخاصة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
وظلت مأرب مهداً لحضارة إنسانية عملاقة يزيد عمرها
عن ثلاثة آلاف سنة، كما ظلت أرضاً للأساطير والحكايات غير
أنها اليوم واليمن عند عتبة الألفية الثالثة
نجدها في حالة الطلق إنها في حالة مخاض
حقيقي تريد أن تضع حملها وتكشف عن كنوز سبأ وحمير التي توارت منذ
آلاف السنين في باطن أرضها حيث امتزجت الحقيقة بالأسطورة، وتكاد أعمال الحفر
والتنقيب المتواصل عن الآثار أن تحول الأسطورة إلي حقيقة علي أرض الواقع،
وذلك ما تم مؤخراً بعد أن أنهي فريق أثري ألماني تابع لمعهد برلين للآثار
أعمال الحفر والتنقيب والترميم لعرش بلقيس طوال مدة 13 سنة
انتهت في نوفمبر الماضي وجري الاحتفال رسمياً بذكري الألفية الثالثة لبناء عرش
بلقيس معبد الشمس .
عرش بلقيس
ولم يشأ الزمن ولا التاريخ أن يظل عرش بلقيس
مجرد أسطورة وهو الموقع الأثري الأشهر
بين آثار اليمن عُرف بأعمدته الخمسة
وسادسها عمود مكسور كان حتي عام 1988م ينتصب وسط كثبان الرمال
المحيطة به،
يجهل الإنسان ما تخفي تحتها باستثناء أن اليمنيين
استخدموا صور تلك الأعمدة كرمز وطني مهم للبلاد
اليمنية فتصدرت لوائح الإعلانات،
وظهرت مرسومة في العملات الورقية وعلي طوابع البريد،
وأغلفة بعض كتب التاريخ اليمني.
نقوش مكتوبة بلغة سبأ
"كما استخدم في التعبير سيل العرم،
فإن كلمة عَرِم مشتقة من كلمة عريمين المستخدمة في لهجة سكان جنوب الجزيرة،
والتي تعني السد، الحاجز ، وقد عثر علي هذه الكلمة في أثناء الحفريات
التي نفذت في جنوب اليمن باستعمالات كثيرة تفيد هذا المعني،
علي سبيل المثال: استخدمت هذه الكلمة في الكتابات
التي كانت تملي من قبل "أبرهة"
الحبشي الذي حكم اليمن، بعد تعمير وأصلاح سد مأرب في 542 و543 م
لتعني السد الحاجز مرة أخري. إذن فإن (سَيْلَ العَرِم)
يعني "كارثة السيل التي حدثت بعد تحطم سد".