تخطى إلى المحتوى

حكم عبارة 2024


حكم عبارة ( إلا رسول الله ) وعبارة ( سامحني يا رسول الله )


سؤال: ما قولكم في عبارة (إلا رسول الله) التي اشتهرت أخيراً في الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كذلك ما حكم العبارة التي يرددها بعض الناس اليوم: (سامحني يارسول الله)؟




جواب: الحمد لله؛ وصلى الله وسلم على رسول الله، أما بعد؛ فإننا نعلم أن الذين أطلقوا هذه العبارة إنما أطلقوها ذبًّا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيماً لجنابه وإنكاراً على المسيئين إليه صلى الله عليه وسلم والمستخفِّين بجنابه الكريم ومقامه الرفيع فقد أرادوا بهذه العبارة تلك المعاني الشريفة، فهم إنما أرادوا بها خيراً ومعنى محموداً، ولكن إذا قطعنا النظر عن مراد من أطلقها فإنها لا تصح لغةً؛ فليس من لغة العرب ذكر المستثنى مع الأداة مقطوعاً عن جملة تسبقه مثبتة أو منفية، ولذلك فمثل هذه العبارة لا تفيد بذاتها مدحاً ولا ذماً، وهي أشبه بذكر الصوفية لله تعالى، حيث يذكرونه بالاسم المفرد: الله! الله!.


وأصلها من عبارات العوام؛ فإن أحدهم يقول لخصمه إذا سب أباه أو عزيزاً لديه: إلا أبي، إلا فلاناً! وإذا قيل: إن العبارة مبنية على كلام مقدر فإنها ـ كذلك ـ لا تصح عقلاً ولا شرعاً، فالتقدير المناسب لهذا الاستثناء: سبوا من شئتم، أو أسيئوا إلى من شئتم، ونحو ذلك، وكل ذلك محتمل إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى ما في هذا من الفساد، فحقيقة العبارة يشمل ـ وإن كان غير مراد ـ التهاون بسب كل أحد من الملائكة والأنبياء والصحابة والتابعين وسائر المؤمنين إلا الرسول صلى الله عليه وسلم. ولهذا أرى أنه لا يجوز إطلاق تلك العبارة المذكورة في السؤال؛ لما تحتمله من المعنى الباطل، ويجب أن يستغنى عنها ببعض العبارات الواضحة الدلالة؛ نحو: لا نرضى الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الاستخفاف بحقه عليه الصلاة والسلام.



ومن العبارات الصادرة عن حسن نية ـ وهي خطأ ـ ما فيه توجيه الخطاب للنبي صلى عليه وسلم نحو: سامحني يارسول الله، اعذرني يا رسول الله، قصّرنا في حقك يا رسول الله، إلخ. فهذه العبارات إن صدرت ممن هو معروف بالإيمان والتوحيد، والإيمان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمع كلام الناس، ولا يُستغفر من الذنوب، وإنما جرى في هذا الخطاب على طريقة العرب في استحضار الغائب في الذهن، فهو يخاطبه وكأنه حاضر عنده، فهذا يعد خطأ من المتكلم، وذلك لأمور:


1. أنه خلاف هدي الصحابة والتابعين وأهل العلم، فلم يكن من عادتهم بعد وفاته عليه الصلاة والسلام أو في غيبتهم عنه توجيه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في الصلاة عليه، كأن يقولوا: السلام عليك يارسول الله، عليك الصلاة والسلام يا رسول الله، إلا ما جاء في التشهد الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقولوه في الصلاة: (السلام عليك أيها النبي)، وبهذا يعلم خطأ من أقام مشروعاً لسنة رسول الله وسيرته بعنوان: "السلام عليك أيها النبي"، فإن محلها التشهد فقط.


2. أن هذا الاستحضار الذهني والخطاب المبني عليه إن احتُمل في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ـ مع أنه خلاف هدي السلف ـ فلا يُحتمل في طلب العفو والعذر والاعتذار؛ فإن هذا أشبه بعبارات المشركين الذين يدعون النبي و يستشفعون به ويطلبون منه مغفرة الذنوب عند قبره أو بعيدين عنه، فمن استعمل هذه العبارات فقد شابه المشركين وإن لم يكن منهم.


3. أن استعمال هذا النوع من الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام يؤدي إلى التباس الأمر عند السامع، فلا يتبين له حال المتكلم؛ هل هو متخيل؟ أو يريد حقيقة الكلام ويعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع طلبه ويجيب دعاءه؟ فيجب تجنب هذه العبارات الموهمة والاستغناء عنها بالكلام الواضح البين الموافق لهدي السلف والصحابة والتابعين ومن سلك سبيلهم بإحسان، والله أعلم.



فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك حفظة الله

    الونشريس

    مشكوررررررررة

    الونشريس
    الونشريس

    الونشريس

    الوسوم:

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.