يطلق على شهر رمضان عند العاجيين وعند معظم شعوب غرب أفريقيا المنتسبة إلى سلالات قبائل أو أسر ماندي (مانديغو) من مالي وبركينافاسو و غينيا بـ " سون كالو"(شهر الصوم) وهو الشهر الواقع بين "سونكالو ماكونو" أي شهر انتظار الصوم و"ميكالو" شهر شراب(شوال).
ورغم أن شهر رمضان شعيرة دينية إلا أنه يكتسب أيضا صفة شعبية لدى المسلمين العاجيين إذ ينتهى بشهر شراب(شوال) شهر الفرح والسرور.
يستقبل مسلمو ساحل العاج شهر رمضان بحفاوة وشوق للتقرب إلى الله ولنيل مرضاته، فرمضان موسم لعرض حوائجهم إلى الله.
وقبيل رمضان تتكاثف المحاضرات والوعظ والإرشاد في المساجد والأحياء لتثقيف جمهور الناس بفقه الصوم، والمجلس الأعلى للأئمة في ساحل العاج يقوم سنويا مع المجلس الوطني الاسلامي بتوجيه النداء إلى الأثرياء عبر برنامجه الاجتماعي المعروف بالتضامن في رمضان (SOLIDARITE RAMADAN)، ومن خلال هذا البرنامج يطلب من المساجد وروادهم جمع تبرعات نقدا أو معن غذائية (أرز، سكر، حليب… الخ) ثم توزع على ذوي الحاجات في الأحياء.
واليوم انتشرت عادة إقامة موائد إفطار صوم الجماعي في أغلب مساجد مدينة أبيدجان خلال الشهر كله.
الأثرياء العاجيون يتضاعف جهودهم الخيري في رمضان وبالتحديد العشر الأواخر منه وخير دليل على ذلك أن معظم المساجد التي قيد التشييد تحصل على تمويل هائل في رمضان لإكمال بنائها.
تكتظ المساجد بالرواد من الشباب وغيرهم طوال نهار شهر رمضان وتتكاثر حلقات تفسير القرآن الكريم في المساجد، فقد نجد في المسجد الواحد عدة حلقات تفسير حسب القبائل وذلك أن الكل يفسر بلغته .
وليلة القدر ليلة عظيمة عند المسلمين العاجيين ويعرف عندهم باسم (Kouroubissou) وقديما كانت ملوثة ببعض العادات السيئة كخروج الفتيات شبه عاريات لرقصات شعبية، المعروفة برقصة كوروبي. واليوم بفضل الله وجهود الدعاة والأئمة تلاشت هذه الممارسات الخاطئة التى كانت ملتصقة بإحياء ليلة السابعة والعشرين من رمضان.
واليوم نشهد اهتماما كبيرا بليلة القدر بتسابق الناس إلى تنظيم حلقات الوعظ والارشاد والمحاضرات في الشوارع والطرقات و صار يوم السابع والعشرين عيدا رسميا في البلاد، وتتعالى أثناءه تكبيرات وترتيل القراء لصلاة التهجد في ليالي العشر الأواخر من الشهر في مساجد العاصمة أبيدجان والمدن الأخرى من منتصف الليل إلى وقت تناول السحور.