سورة العصر…. أسباب نجاة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم :
قال تعالى : " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " .
تحمل سورة العصر 6 أسباب للنجاة ، وكل سبب مستفاد من كلمات السورة
1- معرفة حقيقة الوقت :
وهذا يستدل به من قوله تعالى :" والعصر " …… فالله سبحانه وتعالى أقسم بالعصر؛ لأهميته ،،، وعلى اختلاف آراء المفسرين بالمقصود بالعصر فهم بين المقصود به : الزمن أو العصر وقت صلاة العصر حقيقة . فعلى المسلم أن يدرك حقيقة الوقت وأن الوقت نعمة من الله تعالى وهبها للإنسان قال النبي صـلى الله عليه وسلم :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " .
إضاعة الوقت أشد من الموت ؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والموت يقطعك عن الدنيا وأهله .
2- إدراك حقيقة الخسران :
وهذا من قوله تعالى : " إن الإنسان لفي خسر " . فالجميع في خسارة والخسارة هنا خسارة الجنة ونعيم الله سبحانه وتعالى ، والخسران ليس خسران المال ولا الأولاد ولكنها خسارة الحسنات . ففي الحديث الصحيح : " سأل النبي صـلى الله عليه وسلم الصحابة : أتدرون من المفلس ؟ قالوا : من لا درهم معه ولا دينار ؟ قال : المفلس من يأتي يوم القيامة ومعه حسنات كالجبال ، ويأتي وقد شتم هذا و ظلم هذا وسفك دم هذا ……. ،،، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار " أو كما ورد عن النبي صـلى الله عليه وسلم .
فلست أرى السعادة جمعُ مالٍ ولكن التقيَ هو السعيد
3- الإيمان :
من قوله تعالى :" ….. إلا الذين ءامنوا " فالإيمان ، هو المطلوب وليس فقط بالقلب أو اللسان بل لا بد من خضوع جوارح المسلم لله ولطاعته ، وكما عرفه العلماء : هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح والأركان ،،،،،،،، يزداد بالطاعة وينقص بالمعصية. سـُئِلَ سيدنا بلال بن رباح – رضي الله عنه – كيف كنت تتحمل العذاب ؟؟ !!!- بلال كان يجره المشركون على رمضاء مكة وكم كانت حرارتها شديدة!!!!!!!! وكانوا يربطونه -أكرمكم الله- بحمار ويطوفوا به في شوارع مكة ……….. إلا أنه رد على السائلين بقوله رضي الله عنه – : كنت أمزج حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فتطفوا حلاوة الإيمان على مرارة العذاب فأتحمل العذاب . ( الله أكبر – الله أكبر ) .
4- الأعمال الصالحة :
من قوله تعالى :" … وعملوا الصالحات " وهذا دليل الإيمان ؛ لأن الأعمال مقرونة دائما بالإيمان وإثباتٌ للإيمان كما جاء في الحديث الصحيح : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " . وجاء عن الحسن البصري أنه قال : إن أقوما ألهتهم الشهوات وحب الدنيا ، ولم يفعلوا حسنة واحدة ،،،،، وقالوا نحن نحسن الظن بالله ،،،،،، فقال رحمه الله : هؤلاء كذبوا ، لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل " .
5- النصيحة :
وهي من قوله تعالى :" …… وتواصوا بالحق " ، وهو جهد النصيحة و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " شرف هذه الأمة قال تعالى : " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " ،،،،،، وقال تعالى :" والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله " أرأيت أخي / أختي الرحمة خصصها الله لمن الرحمة = الجنة ؟؟؟ فأهل الحق إذا قاموا للحق يندحر ويزول الباطل ، قال تعالى :" قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ً " .
هدهد جاء وحمل هم الدعوة والنصيحة لسليمان ماذا كانت النتيجة ؟؟؟!!!!
تحريم ذبح الهدهد بإجماع العلماء وكذلك صيده في الدنيا ، وفي الآخرة من الطيور التي تدخل الجنة .<<< هذا كرامة للهدهد <<< فكم أخي أختي تزن أنت من الهداهد؟!!!؟؟؟
وناهيكم عن قصة صاحب ياسين( حبيب النجار ) في سورة " يس " عندما ذهب نصرة لدعاة الخير في قرية أنطاكيا " قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين "
6- الصبر :
من قولته تعالى :" …….وتواصوا بالصبر " والصبر هو سلاح الداعية بالحق ويكفي قول الله تعالى : " يوم يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " الكل يوم القيامة له أجر معلوم على عمله كالصلاة والصوم والزكاة إلا الصابرون يوفون أجورهم من الله تعالى جزاءً لصبرهم على طاعة الله عز وجل والبعد عن معصيته ، وعلى البلاء ، وعلى المحن ، و على الحصار ، وعلى الجوع ، وعلى الأذى ،،،،،،،،،،،،