سورة الملك
تفسير الآيات (12- 15)
{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)}
شرح الكلمات
{يخشون ربهم بالغيب}: أي يخافونه وهو غائبون عن أعين الناس فلا يعصونه.
{لهم مغفرة وأجر كبير}: أي لذنوبهم وأجر كبير هو الجنة.
{ألا يعلم من خلق}: أي كيف لا يعلم سركم كما يعلم جهركم وهو الخالق لكم فالخالق يعرف مخلوقه.
{وهو اللطيف الخبير}: أي بعبادة الخبير بهم وبأعمالهم.
{ذلولاً}: أي سهلة للمشي والسير عليها.
{فامشوا في مناكبها}: أي في جوانبها ونواحيها.
{وإليه النشور}: أي إليه وحدة مهمة نشركم أي أحياءكم من قبوركم للحساب والجزاء.
معنى الآيات
( 12 ) إن الذين يخافون ربهم، فيعبدونه، ولا يعصونه وهم غائبون عن أعين الناس، ويخشون العذاب في الآخرة قبل معاينته، لهم عفو من الله عن ذنوبهم، وثواب عظيم وهو الجنة.
( 13 ) وأخفوا قولكم- أيها الناس- في أي أمر من أموركم أو أعلنوه، فهما عند الله سواء، إنه سبحانه عليم بمضمرات الصدور، فكيف تخفى عليه أقوالكم وأعمالكم؟
( 14 ) ألا يعلم ربُّ العالمين خَلْقه وشؤونهم، وهو الذي خَلَقهم وأتقن خَلْقَهُمْ وأحسنه؟ وهو اللطيف بعباده، الخبير بهم وبأعمالهم.
( 15 ) الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها، فامشوا في نواحيها وجوانبها، وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها، وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء. وفي الآية إيماء إلى طلب الرزق والمكاسب، وفيها دلالة على أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، وعلى قدرته، والتذكير بنعمه، والتحذير من الركون إلى الدنيا
فى ظلال الآيات (6- 11)
(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ). .
0 ووصل القلب بالله في السر والخفية , وبالغيب الذي لا تطلع عليه العيون , هو ميزان الحساسية في القلب البشري وضمانة الحياة للضمير . . قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده:حدثنا طالوت بن عباد , حدثنا الحارث بن عبيد , عن ثابت , عن أنس , قال:قالوا:يا رسول الله إنا نكون عندك على حال , فإذا فارقناك كنا على غيره . قال:" كيف أنتم وربكم ? " قالوا:الله ربنا في السر والعلانية . قال:" ليس ذلكم النفاق " . .
فالصلة بالله هي الأصل . فمتى انعقدت في القلب فهو مؤمن صادق موصول .
(وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14))
0 وهذه الآية السابقة تربط ما قبلها في السياق بما بعدها , في تقرير علم الله بالسر والجهر , وهو يتحدى البشر . وهو الذي خلق نفوسهم , ويعلم مداخلها ومكامنها , التي أودعها إياها:
_ وأسروا قولكم أو اجهروا به , أنه عليم بذات الصدور . ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ? .
_أسروا أو اجهروا فهو مكشوف لعلم الله سواء . وهو يعلم ما هو أخفى من الجهر والسر . (إنه عليم بذات الصدور)التي لم تفارق الصدور ! عليم بها , فهو الذي خلقها في الصدور , كما خلق الصدور ! (ألا يعلم من خلق ?)ألا يعلم وهو الذي خلق ? (وهو اللطيف الخبير ?)الذي يصل علمه إلى الدقيق الصغير والخفي المستور .
_إن البشر وهم يحاولون التخفي من الله بحركة أو سر أو نية في الضمير , يبدون مضحكين ! فالضمير الذي يخفون فيه نيتهم من خلق الله , وهو يعلم دروبه وخفاياه . والنية التي يخفونها هي كذلك من خلقه وهو يعلمها ويعلم أين تكون . فماذا يخفون ? وأين يستخفون ?
_والقرآن يعني بتقرير هذه الحقيقة في الضمير . لأن استقرارها فيه ينشئ له إدراكا صحيحا للأمور . فوق ما يودعه هناك من يقظة وحساسية وتقوى , تناط بها الأمانة التي يحملها المؤمن في هذه الأرض . أمانة العقيدة وأمانة العدالة , وأمانة التجرد لله في العمل والنية . وهو لا يتحقق إلا حين يستيقن القلب أنه هو وما يكمن فيه من سر ونية هو من خلق الله الذي يعلمه الله . وهو اللطيف الخبير . .
0 ثم ينتقل بهم السياق من ذوات أنفسهم التي خلقها الله , إلى الأرض التي خلقها لهم , وذللها وأودعها أسباب الحياة:
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ). .
0_ والناس لطول ألفتهم لحياتهم على هذه الأرض ; وسهولة استقرارهم عليها , وسيرهم فيها , واستغلالهم لتربتها ومائها وهوائها وكنوزها وقواها وأرزاقها جميعا . . ينسون نعمة الله في تذليلها لهم وتسخيرها . والقرآن يذكرهم هذه النعمة الهائلة , ويبصرهم بها , في هذا التعبير الذي يدرك منه كل أحد وكل جيل بقدر ما ينكشف له من علم هذه الأرض الذلول .
0 والأرض الذلول كانت تعني في أذهان المخاطبين القدامى , هذه الأرض المذللة للسير فيها بالقدم وعلى الدابة , وبالفلك التي تمخر البحار . والمذللة للزرع والجني والحصاد . والمذللة للحياة فيها بما تحويه من هواء وماء وتربة تصلح للزرع والإنبات .
0 وهي مدلولات مجملة يفصلها العلم – فيما اهتدى إليه حتى اليوم – تفصيلا يمد =في مساحة النص القرآني في الإدراك .
فمما يقوله العلم في مدلول الأرض الذلول:إن هذا الوصفذلولا). . الذي يطلق عادة على الدابة , مقصود في إطلاقه على الأرض ! فالأرض هذه التي نراها ثابتة مستقرة ساكنة , هي دابة متحركة . . بل رامحة راكضة مهطعة !! وهي في الوقت ذاته ذلول لا تلقي براكبها على ظهرها , ولا تتعثر خطاها , ولا تخضه وتهزه وترهقه كالدابة غير الذلول ! ثم هي دابة حلوب مثلما هي ذلول !
_ إن هذه الدابة التي نركبها تدور حول نفسها بسرعة ألف ميل في الساعة , ثم تدور مع هذا حول الشمس بسرعة حوالي خمسة وستين ألف ميل في الساعة . ثم تركض هي والشمس والمجموعة الشمسية كلها بمعدل عشرين ألف ميل في الساعة , مبتعدة نحو برج الجبار في السماء . .
= ومع هذا الركض كله يبقى الإنسان على ظهرها آمنا مستريحا مطمئنا معافى لا تتمزق أوصاله , ولا تتناثر أشلاؤه , بل لا يرتج مخه ولا يدوخ , ولا يقع مرة عن ظهر هذه الدابة الذلول !
0 وهذه الحركات الثلاث لها حكمة . وقد عرفنا أثر اثنتين منها في حياة هذا الإنسان , بل في الحياة كلها على ظهر هذه الأرض .
= فدورة الأرض حول نفسها هي التي = ينشأ عنها الليل والنهار . ولو كان الليل سرمدا لجمدت الحياة كلها من البرد , ولو كان النهار سرمدا لاحترقت الحياة كلها من الحر . . ودورتها حول الشمس هي التي تنشأ عنها الفصول . ولو دام فصل واحد على الأرض ما قامت الحياة في شكلها هذا كما أرادها الله . أما الحركة الثالثة -فلم يكشف ستار الغيب عن حكمتها بعد . ولا بد أن لها ارتباطا بالتناسق الكوني الكبير .
= وهذه الدابة الذلول التي تتحرك كل هذه الحركات الهائلة في وقت واحد , ثابتة على وضع واحد في أثناء الحركة – يحدده ميل محورها بمقدار 23 . 5 درجة لأن هذا الميل هو الذي تنشأ عنه الفصول الأربعة مع حركة الأرض حول الشمس , والذي لو اختل في أثناء الحركة لاختلت الفصول التي تترتب عليها دورة النبات بل دورة الحياة كلها في هذه الحياة الدنيا !
= والله جعل الأرض ذلولا للبشر بأن جعل لها جاذبية تشدهم إليها في أثناء حركاتها الكبرى , كما جعل لها ضغطا جويا يسمح بسهولة الحركة فوقها . ولو كان الضغط الجوي أثقل من هذا لتعذر أو تعسر على الإنسان أن يسير ويتنقل – حسب درجة ثقل الضغط – فإما أن يسحقه أو يعوقه .
=ولو كان أخف لاضطربت خطى الإنسان أو لانفجرت تجاويفه لزيادة ضغطه الذاتي على ضغط الهواء حوله , كما يقع لمن يرتفعون في طبقات الجو العليا بدون تكييف لضغط الهواء !
= والله جعل الأرض ذلولا ببسط سطحها وتكوين هذه التربة اللينة فوق السطح . ولو كانت صخورا صلدة – كما يفترض العلم بعد برودها وتجمدها – لتعذر السير فيها , ولتعذر الإنبات . ولكن العوامل الجوية من هواء وأمطار وغيرها هي التي فتتت هذه الصخور الصلدة , وأنشأ الله بها هذه التربة الخصبة الصالحة للحياة . وأنشأ ما فيها من النبات والأرزاق التي يحلبها راكبو هذه الدابة الذلول !
= والله جعل الأرض ذلولا بأن جعل الهواء المحيط بها محتويا للعناصر التي تحتاج الحياة إليها , بالنسب الدقيقة التي لواختلت ما قامت الحياة , وما عاشت إن قدر لها أن تقوم من الأساس . فنسبة الأكسجين فيه هي 21 % تقريبا ونسبة الأزوت أو النتروجين هي 78 % تقريبا والبقية من ثاني أكسيد الكربون بنسبة ثلاثة أجزاء من عشرة آلاف وعناصر أخرى . وهذه النسب هي اللازمة بالضبط لقيام الحياة على الأرض !
0 _والنص القرآني يشير إلى هذه الحقائق ليعيها كل فرد وكل جيل بالقدر الذي يطيق , وبالقدر الذي يبلغ إليه علمه وملاحظته , ليشعر بيد الله – الذي بيده الملك – وهي تتولاه وتتولى كل شيء حوله , وتذلل له الأرض , وتحفظه وتحفظها . ولو تراخت لحظة واحدة عن الحفظ لاختل هذا الكون كله وتحطم بمن عليه وما عليه ! فإذا استيقظ ضميره لهذه الحقيقة الهائلة أذن له الخالق الرحمن الرحيم بالمشي في مناكبها والأكل من رزقه فيها
0 (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ).
_ والمناكب المرتفعات , أو الجوانب . وإذا أذن له بالمشي في مناكبها فقد أذن له بالمشي في سهولها وبطاحها من باب أولى .
• والرزق الذي فيها كله من خلقه , وكله من ملكه , وهو أوسع مدلولا مما يتبادر إلى أذهان الناس من كلمة الرزق . فليس هو المال الذي يجده أحدهم في يده , ليحصل به على حاجياته ومتاعه . إنما هو كل ما أودعه الله هذه الأرض , من أسباب الرزق ومكوناته . وهي في الأصل ترجع إلى طبيعة تكوين الأرض من عناصرها التي تكونت منها , وطبيعة تقسيم هذه العناصر بهذه النسب التي وجدت بها . ثم القدرة التي أودعها الله النبات والحيوان – ومنه الإنسان – على الانتفاع بهذه العناصر .
وفي اختصار نشير إلى أطراف من حقيقة الرزق بهذا المعنى:
"تعتمد حياة كل نبات كما هو معروف على المقادير التي تكاد تكون متناهية في الصغر من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء , والتي يمكن القول بأنها تتنسمها . ولكي نوضح هذا التفاعل الكيماوي المركب المختص بالتركيب الضوئي بأبسط طريقة ممكنة نقول:"إن أوراق الشجر هي رئات , وإن لها القدرة في ضوء الشمس على تجزئة ثاني أكسيد الكربون العنيد إلى كربون وأكسجين . وبتعبير آخر يلفظ الأكسجين ويحتفظ بالكربون متحدا مع هيدروجين الماء الذي يستمده النبات من جذوره "حيث يفصل الماء إلى هيدروجين وأكسجين" . وبكيمياء سحرية تصنع الطبيعة من هذه العناصر سكرا أو سليلوزا ومواد كيمائية أخرى عديدة , وفواكه وأزهارا . ويغذي النبات نفسه , وينتج فائضا يكفي لتغذية كل حيوان على وجه الأرض . وفي الوقت نفسه يلفظ النبات الأكسجين الذي نتنسمه والذي بدونه تنتهي الحياة بعد خمس دقائق .
••"وهكذا نجد أن جميع النباتات والغابات والأعشاب وكل قطعة من الطحلب , وكل ما يتعلق بمياه الزرع , تبني تكوينها من الكربون والماء على الأخص . والحيوانات تلفظ ثاني أكسيد الكربون , بينما تلفظ النباتات الأكسجين . ولو كانت هذه المقايضة غير قائمة , فإن الحياة الحيوانية أو النباتية كانت تستنفد في النهاية كل الأكسجين , أو كل ثاني أكسيد الكربون تقريبا . ومتى انقلب التوازن تماما ذوى النبات أو مات الإنسان , فيلحق به الآخر وشيكا . وقد اكتشف أخيرا أن وجود ثاني أكسيد الكربون بمقادير صغيرة هو أيضا ضروري لمعظم حياة الحيوان , كما اكتشف أن النباتات تستخدم بعض الأكسجين .
"ويجب أن يضاف الهيدروجين أيضا , وإن كنا لا نتنسمه . فبدون الهيدروجين كان الماء لا يوجد . ونسبة الماء من المادة الحيوانية أو النباتية هي كبيرة لدرجة تدعو إلى الدهشة ولا غنى عنه مطلقا" .
وهناك دور الأزوت أو النتروجين في رزق الأرض .
"وبدون النتروجين في شكل ما لا يمكن أن ينمو أي نبات من النباتات الغذائية . وإحدى الوسيلتين اللتين يدخل بها النتروجين في التربة الزراعية هي طريق نشاط جراثيم" بكتريا" معينة تسكن في جذور النباتات البقلية , مثل البرسيم والحمص والبسلة والفول وكثير غيرها . وهذه الجراثيم تأخذ نتروجين الهواء وتحيله إلى نتروجين مركب قابل لأن يمتصه النبات وحين يموت النبات يبقى بعض هذا النتروجين المركب في الأرض .
والأرزاق المخبوءة في جوف الأرض من معادن جامدة وسائلة كلها ترجع إلى طبيعة تكوين الأرض والأحوال التي لابستها . ولا نطيل شرحها . فالرزق في ضوء هذه البيانات السريعة أوسع مدلولا مما يفهمه الناس من هذااللفظ . وأعمق أسبابا في تكوين الأرض ذاتها وفي تصميم الكون كله . وحين يأذن الله للناس في الأكل منه , فهو يتفضل بتسخيره لهم وتيسير تناوله ; كما يمنح البشر القدرة على تناولها والإنتفاع بها: ( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ)
وهو محدود بزمن مقدر في علم الله وتدبيره زمن الإبتلاء بالموت والحياة , وبكل ما يسخره الله للناس في هذه الحياة . فإذا انقضت فترة الإبتلاء كان الموت وكان ما بعدهوَإِلَيْهِ النُّشُورُ). .
إليه . . وإلا فإلى أين إن لم يكن إليه ? والملك بيده ? ولا ملجأ منه إلا إليه ? وهو على كل شيء قدير ?
من هداية الآيات
1- فضيلة الإيمان بالغيب ومراقبة الله تعالى في السر والعلن.
2- مشروعية السير في الأرض لطلب الرزق من التجارة والفلاحة وغيرهما.
3- تقرير عقيدة البعث والجزاء.
فائدة
فى قوله تعالى فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )
•يقول ابن كثير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لو أنكم تتوكلونَ على اللهِ حقَّ توكلِهِ لرزقكم كما يرزقُ الطيرُ تغدو خِمَاصًا وتروحُ بِطَانًا)
الراوي:عمر بن الخطاب المحدث:ابن حبان المصدر:المقاصد الحسنة الجزء أو الصفحة:402 حكم المحدث:[صحيح]
و يقول الطنطاوى
• فالآية الكريمة دعوة حارة للمسلمين لكي ينتفعوا بما في الأرض من كنوز، حتى يستغنوا عن غيرهم في مطعمهم ومشربهم وملبسهم وسائر أمور معاشهم.. فإنه بقدر تقصيرهم في استخراج كنوزها، تكون حاجتهم لغيرهم.
• قال الإمام النووي في مقدمة المجموع: إن على الأمة الإسلامية أن تعمل على استثمار وإنتاج كل حاجاتها حتى الإبرة، لتستغنى عن غيرها، وإلا احتاجت إلى الغير بقدر ما قصرت في الإنتاج..
• وقد أعطى الله- تعالى- العالم الإسلامى الأولوية في هذا كله. فعليهم أن يحتلوا مكانهم، ويحافظوا على مكانتهم، ويشيدوا كيانهم بالدين والدنيا معا.
جزاكم الله خيراً على طيب المتابعة .. دمتم طيبين
______________________________________
المراجع
تفسير القرآن العظيم ابن كثير
الطنطاوى الوسيط.
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء.
في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير.