تخطى إلى المحتوى

سورة الملك تفسير الآيات 19) 2024

الونشريس


سورة الملك
تفسير الآيات (16- 19)

الونشريس

{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)}

الونشريس

.شرح الكلمات:
{أن يخسف بكم الأرض}: أي يجعلها بحيث تغورون فيها وتصبحون في جوفها.
{فإذا هي تمور}: أي تتحرك وتضطرب حتى يتم الخسف بكم.
{أن يرسل عليكم حاصباً}: أي ريحاً عاصفاً نرميكم بالحصباء فتهلكون.
{كيف نذير}: أي كان عاقبة انذاري لكم بالعذاب على ألسنة رسلي.
{فكيف كان نكير}: أي إنكاري عليهم الكفر والتكذيب والجواب كان إنكاراً حقاً واقعاً موقعه.
{صآفات}: أي باسطات أجنحتها.
{ويقبضن}: أي ويمسكن أجنحتهن.
{ما يمسكهن إلا الرحمن}: أي حتى لا يسقطن على الأرض حال البسط للأجنحة والقبض لها. الجزائرى

الونشريس

.معنى الآيات:

16.هذا تهديد ووعيد، لمن استمر في طغيانه وتعديه، وعصيانه الموجب للنكال وحلول العقوبة، فقال: { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } وهو الله تعالى، العالي على خلقه.

{ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } بكم وتضطرب، حتى تتلفكم وتهلككم

( 17 ){ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا } أي: عذابًا من السماء يحصبكم، وينتقم الله منكم { فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } أي: كيف يأتيكم ما أنذرتكم به الرسل والكتب، فلا تحسبوا أن أمنكم من الله أن يعاقبكم بعقاب من الأرض ومن السماء ينفعكم، فستجدون عاقبة أمركم، سواء طال عليكم الزمان أو قصر، فإن من قبلكم، كذبوا كما كذبتم، فأهلكهم الله تعالى، فانظروا كيف إنكار الله عليهم، عاجلهم بالعقوبة الدنيوية، قبل عقوبة الآخرة، فاحذروا أن يصيبكم ما أصابهم.

(18)فإن من قبلكم، كذبوا كما كذبتم، فأهلكهم الله تعالى، فانظروا كيف إنكار الله عليهم، عاجلهم بالعقوبة الدنيوية، قبل عقوبة الآخرة، فاحذروا أن يصيبكم ما أصابهم.

(19)وهذا عتاب وحث على النظر إلى حالة الطير التي سخرها الله، وسخر لها الجو والهواء، تصف فيه أجنحتها للطيران، وتقبضها للوقوع، فتظل سابحة في الجو، مترددة فيه بحسب إرادتها وحاجتها.

{ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ } فإنه الذي سخر لهن الجو، وجعل أجسادهن وخلقتهن في حالة مستعدة للطيران، فمن نظر في حالة الطير واعتبر فيها، دلته على قدرة الباري، وعنايته الربانية، وأنه الواحد الأحد، الذي لا تنبغي العبادة إلا له،
{ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } فهو المدبر لعباده بما يليق بهم، وتقتضيه حكمته. السعدى
وقوله: {إنه بكل شيء بصير} سواء عنده السابح في الماء والسارح في الغبراء والطائر في السماء والمستكن في الأحشاء. الجزائري

الونشريس

فى ظلال الآيات:

والآن – وبينما هم في هذا الأمان على ظهر الأرض الذلول , وفي هذا اليسر الفائض بإذن الله وأمره . . الآن يهز هذه الأرض الساكنة من تحت أقدامهم هزا ويرجها رجا فإذا هي تمور . ويثير الجو من حولهم فإذا هو حاصب يضرب الوجوه والصدور . . يهز هذه الأرض في حسهم ويثير هذا الحاصب في تصورهم , لينتبهوا من غفلة الأمان والقرار , ويمدوا بأبصارهم إلى السماء وإلى الغيب , ويعلقوا قلوبهم بقدر الله:

(أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)). .؟؟؟؟؟
___________________________

والبشر الذين يعيشون على ظهر هذه الدابة الذلول , ويحلبونها فينالون من رزق الله فيها نصيبهم المعلوم ! يعرفون كيف تتحول إلى دابة غير ذلول ولا حلوب , في بعض الأحيان , عندما يأذن الله بأن تضطرب قليلا فيرتج كل شيء فوق ظهرها أو يتحطم ! ويمور كل ما عليها ويضطرب فلا تمسكه قوة ولا حيلة .
ذلك عند الزلازل والبراكين , التي تكشف عن الوحش الجامح , الكامن في الدابة الذلول , التي يمسك الله بزمامها فلا تثور إلا بقدر , ولا تجمح إلا ثواني معدودات يتحطم فيها كل ما شيد الإنسان على ظهرها ; أو يغوص في جوفها عندما تفتح أحد أفواهها وتخسف كسفه منها . . وهي تمور . . و البشرلا يملكون من هذا الأمر شيئا ولا يستطيعون .

وهم يبدون في هول الزلزال والبركان والخسف كالفئران الصغيرة محصورة في قفص الرعب , من حيث كانت آمنة لاهية غافلة عن القدرة الكبرى الممسكة بالزمام !
__________________________

والبشر كذلك يشهدون العواصف الجامحة الحاصبة التي تدمر وتخرب , وتحرق وتصعق . وهم بإزائها ضعاف عاجزون , بكل ما يعلمون وما يعملون . والعاصفة حين تزأر وتضرب بالحصى الحاصب , وتأخذ في طريقها كل شيء في البر أو البحر أو الجو يقف الإنسان أمامها صغيرا هزيلا حسيرا حتى يأخذ الله بزمامها فتسلس وتلين !
____________________________

والقرآن يذكر البشر الذين يخدعهم سكون الدابة وسلامة مقادتها , ويغريهم الأمان بنسيان خالقها ومروضها . يذكرهم بهذه الجمحات التي لا يملكون من أمرها شيئا . والأرض الثابتة تحت أقدامهم ترتج وتمور , وتقذف بالحمم وتفور . والريح الرخاء من حولهم تتحول إلى إعصار حاصب لا تقف له قوة في الأرض من صنع البشر , ولا تصده عن التدمير . . يحذرهم وينذرهم في تهديد يرج الأعصاب ويخلخل المفاصل .

(فستعلمون كيف نذير)!!!
______________________________________________

ويضرب لهم الأمثلة من واقع البشرية , ومن وقائع الغابرين المكذبين:
(وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18)).؟؟؟؟؟؟؟

والنكير الإنكار وما يتبعه من الآثار , ولقد أنكر الله ممن كذبوا قبلهم أن يكذبوا . وهو يسألهم: (فكيف كان نكير ?)وهم يعلمون كيف كان , فقد كانت آثار الدمار والخراب تصف لهم كيف كان هذا النكير ! وكيف كان ما أعقبه من تدمير !

•••والأمان الذي ينكره الله على الناس , هو الأمان الذي يوحي بالغفلة عن الله وقدرته

وقدره , وليس هو الاطمئنان إلى الله ورعايته ورحمته . فهذا غير ذاك . فالمؤمن يطمئن إلى ربه , ويرجو رحمته وفضله . ولكن هذا لا يقوده إلى الغفلة والنسيان والانغمار في غمرة الأرض ومتاعها , إنما يدعوه إلى التطلع الدائم , والحياء من الله , والحذر من غضبه , والتوقي من المخبوء في قدره , مع الإخبات والاطمئنان .

قال الإمام أحمد – بإسناده – عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت:

"فعن عائشةَ ، زوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ؛ أنها قالت ما رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
مُستجمعًا ضاحكًا . حتى أرى منه لَهَواتِه . إنما كان يبتسَّمُ . قالت : وكان إذا رأى غيمًا أو ريحًا ، عُرف ذلك في وجهِه . فقالت : يا رسولَ اللهِ ! أرى الناسَ ، إذا رأوا الغَيمَ ، فرحوا . رجاءَ أن يكون فيه المطرُ . وأراك إذا رأيتَه ، عرفتُ في وجهك الكراهيةَ ؟ قالت فقال : " يا عائشةُ ! ما يُؤمِّنُني أن يكون فيه عذابٌ . قد عُذِّب قومٌ بالرِّيحِ . وقد رأى قومٌ العذابَ فقالوا : هذا عارضٌ مُمطِرُنا " .
الراوي:عائشة أم المؤمنين المحدث:مسلم المصدر:صحيح مسلم الجزء أو الصفحة:899 حكم المحدث:صحيح "

فهذا هو الإحساس اليقظ الدائم بالله وقدره , وبما قصه القرآن من هذا في سيره . وهو لا ينافي الاطمئنان إلى رحمة الله وتوقع فضله .

ثم هو إرجاع جميع الأسباب الظاهرة إلى السبب الأول..
_________________________________

ورد الأمر بحاله وكليته إلى من بيده الملك وهو على كل شيء قدير . فالخسف والحاصب , والبراكين والزلازل , والعواصف , وسائر القوى الكونية والظواهر الطبيعية ليس في أيدي البشر من أمرها شيء . إنما أمرها إلى الله . وكل ما يذكره البشر عنها فروض يحاولون بها تفسير حدوثها , ولكنهم لا يتدخلون في أحداثها , ولا يحمون أنفسهم منها . وكل ما ينشئونه على ظهر الأرض تذهب به رجفة من رجفاتها , أو إعصار من أعاصيرها , كما لو كان لعبا من الورق !
فأولى لهم أن يتوجهوا في أمرها إلى خالق هذا الكون , ومنشئ نواميسه التي تحكم هذه الظواهر , ومودعه القوى التي يتجلى جانب منها في هذه الأحداث . وأن يتطلعوا إلى السماء – حيث هي رمز للعلو – فيتذكروا الله الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير .

إن الإنسان قوي بالقدر الذي وهبه الله من القوة . عالم بالقدر الذي أعطاه الله من العلم . ولكن هذا الكون الهائل زمامه في يد خالقه , ونواميسه من صنعه , وقواه من إمداده . وهذه القوى تسير وفق نواميسه في حدود قدره . وما يصيب الإنسان منها مقدور مرسوم , وما يعلمه الإنسان منها مقدور معلوم . والوقائع التي تحدث تقف هذا الإنسان بين الحين والحين أمام قوى الكون الهائلة مكتوف اليدين حسيرا , ليس له إلا أن يتذكر خالق هذه القوى ومروضها ; وإلا أن يتطلع إلى عونه ليواجهها , ويسخر ما هو مقدور له أن يسخره منها .

وحين ينسى هذه الحقيقة , ويغتر وينخدع بما يقسم الله له من العلم ومن القدرة على تسخير بعض قوى الكون , فإنه يصبح مخلوقا مسيخا مقطوعا عن العلم الحقيقي الذي يرفع الروح إلى مصدرها الرفيع ; ويخلد إلى الأرض في عزلة عن روح الوجود ! بينما العالم المؤمن يركع في مهرجان الوجود الجميل , ويتصل ببارئ الوجودالجليل . وهو متاع لا يعرفه إلا من ذاق حلاوته حين يكتبها الله له !

على أن قوى الكون الهائلة تلجئ الإنسان إلجاء إلى موقف العجز والتسليم سواء رزق هذه الحلاوة أم حرمها . فهو يكشف ما يكشف , ويبدع ما يبدع , ويبلغ من القوة ما يبلغ . ثم يواجه قوى الكون في انكسار الحسير الصغير الهزيل . وقد يستطيع أن يتقي العاصفة أحيانا ولكن العاصفة تمضي في طريقها لا يملك وقفها . ولا يملك أن يقف في طريقها , وقصارى ما يبلغ إليه جهده وعلمه أن يحتمي من العاصفة وينزوي عنها ! . . أحيانا . . وأحيانا تقتله وتسحقه من وراء جدرانه وبنيانه . وفي البحر تتناوحه الأمواج والأعاصير فإذا أكبر سفائنه كلعبة الصبي في مهب الرياح . أما الزلزال والبركان فهما هما من أول الزمان إلى آخر الزمان ! فليس إلا العمى هو الذي يهيئ لبعض المناكيد أن "الإنسان يقوم وحده" في هذا الوجود , أو أنه سيد هذا الوجود !
_________________________________

إن الإنسان مستخلف في هذه الأرض بإذن الله . موهوب من القوة والقدرة والعلم ما يشاء الله . والله كالئه وحاميه . والله رازقه و معطيه . ولو تخلت عنه يد الله لحظة لسحقته أقل القوى المسخرة له , ولأكله الذباب وما هو أصغر من الذباب ولكنه بإذن الله ورعايته مكلوء . ومحفوظ . وكريم . فليعرف من أين يستمد هذا التكريم , وذلك الفضل العظيم .
__________________________________

الدرس التاسع:19 آيات الله في تحليق الطير في الفضاء

بعدئذ ينتقل بهم من لمسة التهديد والنذير , إلى لمسة التأمل والتفكير . في مشهد يرونه كثيرا , ولا يتدبرونه إلا قليلا . وهو مظهر من مظاهر القدرة , وأثر من آثار التدبير الإلهي اللطيف .

( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)). .

وهذه الخارقة التي تقع في كل لحظة , تنسينا بوقوعها المتكرر , ما تشي به من القدرة والعظمة . ولكن تأمل هذا الطير , وهو يصف جناحيه ويفردهما , ثم يقبضهما ويضمهما , وهو في الحالين:حالة الصف الغالبة , وحالة القبض العارضة يظل في الهواء , يسبح فيه سباحة في يسر وسهولة ; ويأتي بحركات يخيل إلى الناظر أحيانا أنها حركات استعراضية لجمال التحليق والانقضاض والارتفاع !

تأمل هذا المشهد , ومتابعة كل نوع من الطير في حركاته الخاصة بنوعه , لا يمله النظر , ولا يمله القلب . وهو متعة فوق ما هو مثار تفكير وتدبر في صنع الله البديع , الذي يتعانق فيه الكمال والجمال !

__ والقرآن يشير بالنظر إلى هذا المشهد المثير:
(أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ?). ثم يوحي بما وراءه من التدبير والتقدير:
(ما يمسكهن إلا الرحمن). .

والرحمن يمسكهن بنواميس الوجود المتناسقة ذلك التناسق العجيب , الملحوظ فيه كل صغيرة وكبيرة , المحسوب فيه حساب الخلية والذرة . . النواميس التي تكفل توافر آلاف الموافقات في الأرض والجو وخلقة الطير , لتتم هذه الخارقة وتتكرر , وتظل تتكرر بانتظام .

والرحمن يمسكهن بقدرته القادرة التي لا تكل , وعنايته الحاضرة التي لا تغيب . وهي التي تحفظ هذه النواميس أبدا في عمل وفي تناسق وفي انتظام . فلا تفتر ولا تختل ولا تضطرب غمضة عين إلى ما شاء الله: (ما يمسكهن إلا الرحمن). . بهذا التعبير المباشر الذي يشي بيد الرحمن تمسك بكل طائر وبكل جناح , والطائر صاف جناحيه حين يقبض , وهو معلق في الفضاء !
________________________________

(إنه بكل شيء بصير). .

يبصره ويراه . ويبصر أمره ويخبره . ومن ثم يهيئ وينسق , ويعطي القدرة , ويرعى كل شيء في كل لحظة رعاية الخبير البصير .

وإمساك الطير في الجو كإمساك الدواب على الأرض الطائرة بما عليها في الفضاء . كإمساك سائر الأجرام التي لا يمسكها في مكانها إلا الله . ولكن القرآن يأخذ بأبصار القوم وقلوبهم إلى كل مشهد يملكون رؤيته وإدراكه ; ويلمس قلوبهم بإيحاءاته وإيقاعاته . وإلا فصنعة الله كلها إعجاز وكلها إبداع , وكلها إيحاء وكلها إيقاع . وكل قلب وكل جيل يدرك منها ما يطيقه , ويلحظ منها ما يراه . حسب توفيق الله .

سيد قطب ، وتخريج الحديث من موقع حديث لتخريج الأحاديث

الونشريس

.من هداية الآيات:
1- تحذير المعرضين عند الله وإنذارهم بسوء العواقب إن استمروا على إعراضهم فإن الله قادر على أن يخسف بهم الأرض أو يرسل عليهم حاصباً من السماء وليس هناك من يؤمنهم ويجيرهم بحال من الأحوال. إلا إيمانهم وإسلامهم الله عز وجل.

2- في الهالكين الأولين عير وعظات لمن له قلب حي وعقل يعقل به.

3- من آيات الله في الآفاق الدالة على قدرة الله وعلمه ورحمته الموجبة لعبادته وحدة طيران الطير في السماء وهو يبسط جناحيه ويقبضهما ولا يسقط إذ المفروض أن يبقى دائماً يخفق بجناحيه يدفع نفسه فيطير بمساعدة الهواء أما إن قبض أو بسط المفروض أنه يسقط ولكن الرحمن عز وجل يمسكه فلا يسقط.

الونشريس

فائدة:

{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16)}

1_واعلم أن هذه الآيات نظيرها قوله تعالى: {قُلْ هُوَ القادر على أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65] وقال: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرض} [القصص: 81]…. الرازى

2_( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ) [ فاطر : 45 ] .وهذا أيضا من لطفه ورحمته بخلقه أنه قادر على تعذيبهم ، بسبب كفر بعضهم به وعبادتهم معه غيره وهو مع هذا يحلم ويصفح ، ويؤجل ولا يعجل ..ابن كثير

{أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)}
ثم زاد في التخويف فقال: {أَمْ أَمِنتُمْ مّن فِي السماء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً}.
قال ابن عباس: كما أرسل على قوم لوط فقال:

{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً} [القمر: 34] والحاصب ريح فيها حجارة وحصباء، كأنها تقلع الحصباء لشدتها، وقيل: هو سحاب فيها حجارة. الرازى

جزاكم الله خيراً على طيب المتابعة .. دمتم طيبين
______________________________________

المراجع
تفسير القرآن العظيم ابن كثير
الرازى التفسير الكبير
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء.
في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير.
الونشريس

الونشريس

    تم نقل الموضوع من قسم من مطبخي.
    بواسطة : الملكة نفرتيتي

    جزاكي الله خيرا

    جزانا وايَّاكِ وبارك الله فيكِ

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.