1. المشيمة Placenta هي شبكة من الأنسجة والأوعية الدموية تُمد الجنين بالدم، وما يحتويه من أكسجين وعناصر غذائية، وأجسام مناعية وأجسام مضادة، تقي الجنين من كثير من الأمراض. كما ينتقل عبرها الفضلات وغاز ثاني أكسيد الكربون من الجنين إلى الأم. ولا تحتوي المشيمة على مولدات المضادات، التي لها القدرة على تنشيط جهاز المناعة لدى الأم، وذلك لمنع طرد الرحم للجنين، الذي يُعد غريباً عن الجهاز المناعي الخاص بالأم. ويفسر بعض العلماء ذلك، بأن البويضة المخصبة يتكون حولها جدار يمنع وصول خلايا الجنين إلى الخلايا الليمفاوية للأم، ومن ثم لا يتعرف عليها جهاز المناعة، ولا يفرز أجساماً مضادة لها.
2. الأجسام المناعية Antibodies:
3. فصائل الدم في الأم والجنين Blood Groups:
أ. اختلاف العامل الريصي Rh factor، بين الأم والجنين: في الحمل الأول للأم، التي فصيلة دمها "سالب" وتحمل جنيناً فصيلة دمه "موجب"، لا يؤثر هذا الجنين في الأم، إلاّ في لحظة الولادة، وذلك بوصول جزء من دمه الموجب، إلى دم الأم السالب، ما يحفز جهاز المناعة لدى الأم، إلى تكوين أجسام مضادة لهذا العامل الريصي Rh factor. وفي الحمل الثاني تنتقل هذه الأجسام المضادة من الأم عبر المشيمة، وتؤثر على الجنين، وذلك في صورة إجهاض، أو تكسير كرات الدم الحمراء للجنين. وتحدث من ثم حالة أنيميا "فقر دم" وارتفاع في نسبة الصفراء بالدم، ما يستوجب علاجاً فورياً بعد الولادة، مثل تغيير دم الطفل Exchange Transfusion، أو العلاج الضوئي Photo therapy. ويمكن الوقاية من حدوث هذه المضاعفات للجنين، من طريق حقن الأم بأجسام مضادة خلال 24 ساعة من الولادة. وتقضي هذه الأجسام على كرات الدم الحمراء، التي تحمل العامل الريصي وتصل دم الأم من الطفل، ومن ثم لا تتكون أجسام مضادة في دم الأم، تؤذي الجنين القادم.
ب. اختلاف فصائل الدم بين الأم والجنين: عندما تكون فصيلة دم الأم O، وفصيلة الجنين A أو B، ويدخل جزء من دم الجنين أثناء الولادة إلى الأم، فإنه تتكون أجسام مضادة في دم الأم من نوع IgG. وفي الحمل الثاني تعبر هذه الأجسام المضادة لكرات الدم الحمراء" A " أو كرات الدم الحمراء" B " المشيمة، وتصل إلى الجنين، وتسبب تكسيراً في كرات دمه الحمراء وأنيميا وارتفاع في نسبة الصفراء لدى الطفل، تماماً مثل حالات العامل الريصى. أما إذا كانت فصيلة دم الأم هي" A " أو" B " فأن الأجسام المضادة لفصيلة دم الطفل" O "، مثلاً، تكون من النوع IgM وهذا النوع لا يستطيع ـ لكبر حجمه ـ أن يعبر المشيمة، ولذلك لا يحدث أي تكسير أو تأثر في كرات دم الجنين.
ج. أمراض الجنين داخل الرحم Intra-uterine infections: هي إصابة الجنين بتشوهات أو أمراض داخل الرحم، نتيجة فيروسات، أو خلافه، تنتقل إليه من الأم، وتختصر في الحروف الآتية STORCH، لسهولة حفظها بين الأطباء، وهي الحرف الأول من أسم كل مرض يمكن أن يصل إلى الجنين أثناء الحمل: (1) حرف S من Syphilis مرض الزهري.
(2) حرف T من Toxoplasma، وهو طفيل ينتقل للإنسان من طريق القطط.
(3) حرف O من Others، وتعنى أي مرض آخر معروف أو غير معروف.
(4) حرف R من Rubella virus، أي الحصبة الألمانية
(5) حرف C من Cytomegalo virus، وهو فيروس يؤدي لعدوى مزمنة وتشوهات.
(6) حرف H من Herpes، مرض الحلاء أو القوبة. وتنتقل العدوى بمرض الزهري من طريق العلاقة الجنسية، أما في حالة طفيل Toxoplasma فينتقل للإنسان من القطط، أو اللحوم شبه النيئة، وفيروس الحصبة الألمانية ينتقل من طريق تعرض الحامل لمريض مصاب في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل. وعموماً فأن الأجسام المضادة من النوع IgG أو IgM، تكون موجودة بنسبة عالية حسب تاريخ الإصابة، وهل هي حديثة فيزداد الجسم المضاد من النوع IgM، أم قديمة فيزداد الجسم المضاد من النوع IgG، وكذلك توجد الأجسام المضادة الخاصة بالطفيل، أو الفيروس في الدم. ومعظم هذه الأمراض تؤدي إلى إجهاض، أو وفاة الجنين داخل الرحم، أو ولادته بعيوب خلقية في الجهاز العصبي، أو العين، مع تضخم في الكبد وصفراء مرضية، تختلف عن صفراء فصائل الدم التي تكون من النوع غير المباشر Indirect. أما في هذه الأنواع فتكون الصفراء من النوع المباشر Direct، وهي تقسيمه معملية لنسبة الصفراء، تؤدي إلى تشخيص ارتفاع النسبة بسبب الكبد، أو بسبب تكسير في كرات الدم الحمراء، ويحدث كذلك ضعف في السمع، أو تخلف عقلي، وتشنجات، وأحيانا طفح جلدي مميز. لهذا يُجرى فحص روتيني لمكونات Storch أثناء الحمل، للاطمئنان على صحة الجنين، وسلامته، وكذلك ينبه على الأمهات الحوامل بعدم التعرض للقطط، أو أكل اللحم غير المطبوخ أو التعرض لأطفال صغار مصابين بالحصبة الألماني، خصوصاً في الشهور الأولى من الحمل.
د. الرضاعة الطبيعية: نص القرآن الكريم على استمرار الرضاعة الطبيعية لمدة سنتين كاملتين، لأن لبن الأم ـ كما أثبتت الدراسات الحديثة ـ يحتوي على كافة العناصر الغذائية، والصحية التي يحتاجها الطفل، وبالمقادير والأنواع الملائمة لنموه بدنيا وعاطفياً. كما يؤدي اقتراب الطفل من الأم أثناء الرضاعة، وفي بداية حياته، إلى أتزان سلوكياته ونموه النفسي، مقارنه بالأطفال الذين أُرضعوا بالألبان الصناعية. كما يحتوى لبن الأم على مواد تقي الطّفل، في مراحل حياته الأولى. وهي تسهم في بنيان المناعة الخاصة به، في مختلف مراحل حياته فيما بعد، وذلك لاحتواء لبن الأم على أجسام مضادة من النوع IgA، الذي يوجد في اللبن خصوصاً في بداية الرضاعة وعقب الولادة مباشرة، ولمدة 10 أيام تقريباً، ويسمى "اللبأ" Colostrum. ويؤدي الجسم المضاد IgA دوراً أساسياً في حماية المولود من الميكروبات. وتوجد الخلايا التي تفرز الجسم المناعي IgA في أنسجة الثدي الليمفاوية، كذلك يحتوى السرسوب على ملايين الخلايا البالعة، والخلايا البائية، والتائية، التي تعمل على حماية الطفل في بداية حياته. ومن مزايا الرضاعة الطبيعية المناعية كذلك، ما يخص الأم، إذ تشير الدراسات إلى أن الأمهات المرضعات تقل نسبة أصابتهن بسرطان الثدي، مقارنة بالأمهات اللائى لم يرضعن، أو أرضعن لفترة قليلة.
هـ. العقم والإجهاض: أثبتت الدراسات أن حوالي 10% من حالات العقم، لا يوجد لها سبب واضح، ويرجعها العلماء، في الغالب، إلى أسباب مناعية. فقد أثبتت التجارب أن هناك أجساماً مضادة، في إفرازات الجهاز التناسلي لبعض السيدات من النوع IgA، تهاجم وتقتل الحيوانات المنوية للرجل. كذلك ثبت وجود أجسام مضادة مسؤولة عن فشل التبويض في حالات أخرى، مما يؤدي للعقم.