من المﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻟﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ
ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : )ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺃﺿﺎﺀ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﺘﻴﻦ( . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ
ﻭﺻﺤﺤﻪ . ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﺧﺘﻠﻒ
ﻓﻲ ﺍﺳﻨﺎﺩﻩ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻛﻤﺎ ﺻﺤﺤﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ
ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻮﻑ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻉ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﻻ ﻳﺸﺮﻉ
ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺛﻮﺍﺏ ﺧﺎﺹ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻮﻑ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺮﻓﻊ .
ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﺐ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ : )ﻓﺼﻞ : ﻭﻳﺴﺘﺤﺐ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ( .
ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﻞ
ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﻭﻻ
ﻳﻔﺮﻁ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻇﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﺣﺪﺙ ﺑﺪﻋﺔ
ﻭﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ .
ﻭﻳﺒﺘﺪﺃ ﻭﻗﺖ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺻﺒﺢ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻻ ﻳﺸﺮﻉ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻷﻥ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻟﻴﻠﺔ
ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺷﺎﺫﺓ ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﺗﻔﺮﺩ ﺑﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﻫﺸﻴﻢ ﻭﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻫﻲ
ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺔ ﻋﻦ ﻫﺸﻴﻢ ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﻟﻴﻼ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻭ ﺃﺧﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﻟﻢ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻓﻀﻠﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻖ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺑﻴﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ . ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻀﻞ
ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺑﻴﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﺷﻌﺒﺔ ﻭﺍﻷﻗﺮﺏ ﺃﻥ
ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪﺓ ﺑﺮﻭﺍﻳﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻻ ﻣﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻫﺸﻴﻢ
ﻭﻫﻮ ﺣﺎﻓﻆ ﻣﺘﻘﻦ ﻭﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﺑﻴﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ
ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻹﻧﻜﺎﺭ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻣﻦ ﺭﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺟﺎﺩﺓ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻃﺮﺍﺣﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﻋﺘﺒﺮﻫﺎ
ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﺧﺼﻮﺍ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺑﻴﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻦ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﻀﻌﻔﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻟﻤﺴﻠﻚ ﺍﻷﺋﻤﺔ .
ﻭﻻ ﻳﺨﺘﺺ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺑﻮﻗﺖ ﺍﻟﻌﺼﺮ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ : )ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻟﻜﻦ ﻫﻲ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﺎ
ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ( .
ﻭﻳﺴﺘﺤﺐ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﻟﻌﻤﻮﻡ ﺍﻟﺨﺒﺮ
ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ . ﻭﻳﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﺤﺎﺋﺾ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ﺃﻭ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺎﺋﻞ ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﺲ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻴﺪﻫﺎ .
ﻭﻻ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻴﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ
ﻟﻘﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻘﺮﺃﻫﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺬﻭﺭﺍ ﺃﻭ
ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺎﻃﺐ ﺑﻬﺎ . ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻟﺘﻔﺮﻏﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ
ﻭﻛﻮﻧﻪ ﺃﺭﻓﻖ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺳﻊ . ﻭﺃﻣﺎ
ﻗﻮﻝ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﺍﻥ : )ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ
ﻟﻪ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺑﻠﻎ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ( . ﻓﺘﺨﺼﻴﺼﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭﻳﺠﺰﺉ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ
ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺗﺎﻣﺔ ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ . ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﺘﺮﺳﻠﺔ ﺑﺘﺪﺑﺮ ﻭﺗﻌﻘﻞ ﻭﻟﻮ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺣﺪﺭ
ﺃﺟﺰﺃ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻣﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻷﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺘﻌﺒﺪ ﺑﺘﻼﻭﺗﻪ ﻭﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻬﻢ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﺃﻓﻀﻞ .
ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻠﻮ ﻗﺮﺃ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺛﻢ
ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺃﻭ ﻛﺴﻞ ﺛﻢ ﺃﺗﻢ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﺟﺰﺍﻩ ﺫﻟﻚ ﻭﺛﺒﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻔﺮﻳﻖ .
ﻭﻳﺠﺰﺉ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻗﻴﺎﻣﺎ ﻭﻗﻌﻮﺩﺍ ﻭﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺎ ﻭﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻟﻠﻘﺒﻠﺔ ﺃﻡ ﻻ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻟﻠﻘﺒﻠﺔ ﻓﻬﻮ ﺃﻓﻀﻞ .
ﻭﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﻣﺸﺘﻐﻠﺔ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻛﺎﻟﻄﺒﺦ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ
ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ
ﻛﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧﻪ .
ﻭﻳﻜﺮﻩ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻬﺬ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻭﻳﺘﻠﻮﻫﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻭﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺁﻳﺎﺗﻬﺎ
ﻭﻳﺸﺮﻉ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃﻫﺎ ﺑﺨﺸﻮﻉ ﻭﺗﺆﺩﺓ ﻭﺧﻀﻮﻉ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺑﺮﻛﺔ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ .
ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺍﻇﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻛﻞ ﺟﻤﻌﺔ ﺛﻢ ﻣﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺮﺟﻰ ﺣﺼﻮﻝ
ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﻟﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﻧﺸﻐﻞ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻳﺮﺟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ . ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﺑﻪ
ﻣﺮﺽ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﻬﺎ ﺭﺟﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﺛﻮﺍﺏ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻣﻌﺬﻭﺭ ﻭﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻊ .
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ ﻭﻻ ﻳﺸﺮﻉ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﻴﺎ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺒﺮ
ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺸﺮﻉ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻘﺮﺃ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺑﻀﻊ ﺁﻳﺎﺕ ﺛﻢ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺤﺪﺙ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ . ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻠﻘﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
وجعله الله فـ ميزان حسناتك