قصة مهاجرة 2024

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﻨﺖ ﻋﻘﺒﺔ
ﻫﻲ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﻨﺖ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻌﻴﻂ ﺑﻦ ﺫﻛﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺳﻤﺶ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎﻑ ﺑﻦ
ﻗﺼﻲ ، ﺍﻷﻣﻮﻱ .
ﺗﺤﺖ ﻟﻬﻴﺐ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺤﺎﺭﻗﺔ ، ﻭﻓﻲ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﺍﻣﺲ ، ﻭﻓﻲ ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،
ﻭﻣﻼﺣﻘﺔ ﻗﺮﻳﺶ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺠﺮﺗَﻬﺎ ، ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺗﺘﻼﺣﻖ ، ﻭﻓﻜﺮﻫﺎ ﻻ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ
ﻟﻨﺒﻴﻪ ، ﺗﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺧﻄﺮﻩ ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ ،
ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ﻳﺨﺸﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ، ﻭﻗﺪ ﻳﻠﺤﻘﻬﺎ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻴﺨﻴﺐ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻭﺗﺮﺩ ﻟﺘﻌﺬﺏ
ﻋﺬﺍﺑﺎ ﺃﻟﻴﻤﺎ ، ﺛﻢ ﻫﻲ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻭﻓﺎﺀ
ﺑﺒﻨﻮﺩ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ﻣﻊ ﻗﺮﻳﺶ .
ﻣﺼﺎﻋﺐ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻭﻣﺨﺎﻃﺮ ﺟﻤﺔ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﻣﻌﻴﻂ –
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ – ، ﻓﻠﻨﺼﺤﺒْﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ، ﻟﻨﺮﻯ ﻗﺼﺔ ﻫﺠﺮﺗﻬﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ.
ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺪﺕ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻋﺪﺗﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﺮﺍﺭﺍﻫﺎ ، ﻓﺒﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺧﻄﺔ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺃﻣﺮ ﻫﺠﺮﺗﻬﺎ ، ﺣﻴﺚ
ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﺪ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ، ﻓﺒﺎﺗﺖ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﺘﻘﻴﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺛﻢ ﺗﺮﺟﻊ ﻣﻜﺔ ، ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻮّﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﻋﺰﻣﺖ ﻋﺰﻣﻬﺎ ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ
ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﻏﻴﺮﺕ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﻘﺼﺪﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻨﺒﻂ ﺃﻥ ﻗﺮﻳﺸﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺿﻰ
ﺑﺄﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎ ، ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ، ﻭﻋﻠﻰ
ﻫﺬﺍ ﻓﻜﻴﻒ ﺳﺘﺨﺮﺝ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺘﻐﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ؟
ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻣﻬﺎﺟﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ، ﻟﻴﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ
ﺃﻳﻦ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ؟
ﻭﻫﻮ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺇﺫ ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﻤﺸﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺆﺍﻟﻪ
ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻧﺨﻮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺷﻬﺎﻣﺘﻪ ، ﻓﺮﻏﻢ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺗﻮﺍﺟﺪ ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻋﻨﺘﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻭﺃﻏﺾ ﻃﺮﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﺪﺕ ﻟﻲ ﺟﺎﺭﺗﻲ
ﺣﺘﻰ ﻳﻮﺍﺭﻱ ﺟﺎﺭﺗﻲ ﻣﺄﻭﺍﻫﺎ.
ﻟﻜﻦ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﻧﺨﻮﺓ ﻻ ﺻﺎﺣﺐ ﺷﻬﻮﺓ ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻣﺎ
ﻣﺴﺄﻟﺘﻚ ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟
ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺣﺲ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺨﻮﻓﻬﺎ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻘﺎﻝ :
ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﺰﺍﻋﺔ .
ﻫﻨﺎ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ، ﻓﺨﺰﺍﻋﺔ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻘﺪﻩ ،
ﻭﺇﺫﺍ ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﺗﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻧﺨﻮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، ﻭﺃﺧﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺑﺴﻮﺀ ، ﻭﺑﺪﺃﺕ
ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
ﺇﻧﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ، ﻭﺇﻧﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﻠﺤﻮﻕ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻭﻻ ﻋﻠﻢ
ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ .
ﻟﻘﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻣﺸﻜﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻮﺟﺰﺓ ، ﺗﺘﺮﺗﺐ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،
ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻃﻮﻳﻼ ، ﺛﻢ ﻫﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﺗﻌﺮﻑ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭﺍ ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﺣﺘﻰ ﺃﻭﺭﺩﻙ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
ﺇﻧﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻨﺨﻮﺓ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺣﻴﻦ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺷﻌﻴﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻲ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻘﻲ ، ﻓﺴﻘﻰ ﻟﻬﻤﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺭ ﺣﻮﺍﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ، ﺣﺘﻰ ﻗﻀﻴﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ، ﻭﻓﺮﺝ ﺍﻟﻌﺴﺮ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺣﺐ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ، ﻓﻬﻤﺎ ﻭﺣﺪﻫﻤﺎ ، ﻓﻲ
ﻃﺮﻳﻖ ﺧﺎﻝ ، ﻭﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺧﻤﺲ ﻟﻴﺎﻝٍ ، ﺗﺼﻔﻬﺎ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ: )ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺑﺒﻌﻴﺮ ﻓﺮﻛﺒﺘﻪ ،
ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺑﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻭﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ ﺑﻜﻠﻤﺔ ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎﺥ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﺗﻨﺤﻰ ﻋﻨﻲ ، ﻓﺈﺫﺍ
ﻧﺰﻟﺖ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻓﻘﻴﺪﻩ ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﺗﻨﺤﻰ ﺇﻟﻰ ﻓﻲﺀ ﺷﺠﺮﺓ ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﺡ ﺣﺪﺝ
ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻓﻘﺮﺑﻪ ﻭﻭﻟﻰ ﻋﻨﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻛﺒﺖ ﺃﺧﺬ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺰﻝ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﻛﺬﻟﻚ
ﺣﺘﻰ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺠﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺧﻴﺮﺍ ( .
ﻭﻫﺎ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﻟﻴﺎﻝٍ ﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﻓﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺷﺎﺑﻪ ﻗﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ، ﺇﻧﻬﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﺭﻓﻘﺔ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ، ﺃﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﺗﺮﺩ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻛﻤﺎ ﺭﺩ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎﻥ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻫﻤﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﺼﻴﺮ ﻭﺃﺑﻮ
ﺟﻨﺪﻝ؟
ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ : ) ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﺘﻘﺒﺔ ، ﻓﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﺴﺒﺖ ﻭﻛﺸﻔﺖ
ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ، ﻓﺎﻟﺘﺰﻣﺘﻨﻲ ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻭﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ – ﻗﻠﺖ : ﻧﻌﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﺭﺩ ﺃﺑﺎ ﺟﻨﺪﻝ ﻭﺃﺑﺎ ﺑﺼﻴﺮ ، ﻭﺣﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻴﺲ
ﻛﺤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﺼﺒﺤﻲ ﻗﺪ ﻃﺎﻟﺖ ﻏﻴﺒﺘﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻨﻬﻢ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻨﺬ ﻓﺎﺭﻗﺘﻬﻢ ﻭﻫﻢ
ﻳﺘﺤﻴﻨﻮﻥ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻏﻴﺐ ﺛﻢ ﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻲ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﻧﻲ ﺭﺣﻠﻮﺍ
ﻓﺪﺧﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻋﻠﻰ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺧﺒﺮ ﺃﻡ ﻛﺜﻠﻮﻡ ﻓﺮﺣﺐ
ﺑﻬﺎ ﻭﺳﻬّﻞ ، ﻓﻘﻠﺖ ﺇﻧﻲ ﻓﺮﺭﺕ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺪﻳﻨﻲ ، ﻓﺎﻣﻨﻌﻨﻲ ﻭﻻ ﺗﺮﺩﻧﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻳﻔﺘﻨﻮﻧﻲ ﻭﻳﻌﺬﺑﻮﻧﻲ ،
ﻭﻻ ﺻﺒﺮ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ، ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ، ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﺭﺩﺩﺕ
ﺭﺟﻠﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺪ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺣﻜﻢ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ ﺑﺤﻜﻢ ﺭﺿﻮﻩ ﻛﻠﻬﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻘﺪﻡ ﺃﺧﻮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻭﻋﻤﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ، ﻓﻘﺎﻻ : ﺃﻭﻑ
ﻟﻨﺎ ﺑﺸﺮﻃﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﻋﺎﻫﺪَﺗﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺎ .
ﻗﻠﺖ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻗﻬﻦ ، ﻓﺎﻣﺘﺤﻨﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻭﺍﻣﺘﺤﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻦ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ
ﺃﺧﺮﺟﻜﻦ ﺇﻻ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﺎ ﺧﺮﺟﺘﻦ ﻟﺰﻭﺝ ﻭﻻ ﻣﺎﻝ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﻛﻬﻦ ﻭﻟﻢ
ﻳﺮﺩﺩﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻴﻬﻦ .
ﻭﺍﻣﺘﺤﻨﺖ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺍﺕ ﻧﺰﻝ ﻗﻮﻟﻪ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: ) ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺇِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَﻛُﻢْ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨَﺎﺕُ ﻣُﻬَﺎﺟِﺮَﺍﺕٍ ﻓَﺎﻣْﺘَﺤِﻨُﻮﻫُﻦَّ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺑِﺈِﻳﻤَﺎﻧِﻬِﻦَّ
ﻓَﺈِﻥْ ﻋَﻠِﻤْﺘُﻤُﻮﻫُﻦَّ ﻣُﺆْﻣِﻨَﺎﺕٍ ﻓَﻼ ﺗَﺮْﺟِﻌُﻮﻫُﻦَّ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﻜُﻔَّﺎﺭِ ﻻ ﻫُﻦَّ ﺣِﻞٌّ ﻟَﻬُﻢْ ﻭَﻻ ﻫُﻢْ ﻳَﺤِﻠُّﻮﻥَ ﻟَﻬُﻦَّ
ﻭَﺁﺗُﻮﻫُﻢْ ﻣَﺎ ﺃَﻧﻔَﻘُﻮﺍ ﻭَﻻ ﺟُﻨَﺎﺡَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺃَﻥْ ﺗَﻨﻜِﺤُﻮﻫُﻦَّ ﺇِﺫَﺍ ﺁﺗَﻴْﺘُﻤُﻮﻫُﻦَّ ﺃُﺟُﻮﺭَﻫُﻦَّ ﻭَﻻ ﺗُﻤْﺴِﻜُﻮﺍ ﺑِﻌِﺼَﻢِ
ﺍﻟْﻜَﻮَﺍﻓِﺮِ ﻭَﺍﺳْﺄَﻟُﻮﺍ ﻣَﺎ ﺃَﻧﻔَﻘْﺘُﻢْ ﻭَﻟْﻴَﺴْﺄَﻟُﻮﺍ ﻣَﺎ ﺃَﻧﻔَﻘُﻮﺍ ﺫَﻟِﻜُﻢْ ﺣُﻜْﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻳَﺤْﻜُﻢُ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ﺣَﻜِﻴﻢٌ ( .
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ، ﺣﻴﺚ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻦ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ،
ﻭﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻓﺮﺝ ﻋﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ، ﻭﺗﺰﻭﺟﺖ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻮﻡ
ﻣﺆﺗﺔ ، ﻓﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ، ﻓﻮﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﺯﻳﻨﺐ ﺛﻢ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﻓﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ
ﻋﻮﻑ ﻓﻮﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺣﻤﻴﺪﺍً . ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻬﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﻭﺣﻤﻴﺪﺍً ﻭﻣﺤﻤﺪﺍً ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ، ﻭﻣﺎﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻓﻤﻜﺜﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻬﺮﺍً
ﻭﻣﺎﺗﺖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻄﺮﺕ ﻗﺼﺔ ﻫﺠﺮﺗﻬﺎ ﺻﻔﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ.

    الونشريس

    جزاكي الله خيرا

    يثبت للفائده

    الونشريس

    جزاكم الله الجنة

    الونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.