من الصعب جداً أحياناً أن تستمعي إلى بكاء طفلك، لكن جميع الأطفال يبكون، وإذا فكرت بالأمر ستجدين أن لبكاء الطفل حسنات، وإلا كيف ستعرفين أنه يشعر بالتعب أو الجوع؟ يبكي طفلك منذ ولادته كلما انزعج، أي كلما احتاج إلى تغيير الحفاض أو إذا شعر بالبرد أو الحر أو الملل أو الجوع. فالطفل لا يبكي بهدف لفت انتباهك، بل لأنها الطريقة الوحيدة التي تعينه فيها حباله الصوتية التي لم تنضج بعد. لكن بما أن كل تركيزك منصب على أي صوت يصدره طفلك، فإن بكاءه يجذب انتباهك فتهرعين إليه. عمّا قريب، سيتعلم طفلك الدرس الثمين: عندما يبكي تأتين إليه وتحلّين المشكلة. هكذا، يصبح البكاء طريقة للتواصل معك. وعندما يكتشف طرقاً أخرى للتواصل، سيخفّ بكاؤه.
لهذا السبب، يزداد بكاء طفلك ما بين الأسبوعين الثاني والثالث من العمر (عندما يكتشف أن بكاءه يحضرك إليه)، ويصل إلى ذروته ما بين الأسبوعين السادس والثامن، ثم تتراجع حدة البكاء حين يدرك أن بإمكانه لفت انتباهك بالابتسامة والصوت الفرح في لحظات المرح، غير أنه يتعلم أيضاً أن البكاء هو الحل الأمثل للتعبير عمّا يضايقه. توقعي أن يزيد بكاء طفلك في الفترة المتأخرة من بعد الظهر أو الفترة المبكرة من المساء خلال الأشهر الثلاثة الأولى، ذلك أن جسمه الصغير يستعد للنوم مدة أطول.
ما الذي يمكنك القيام به إذاً؟ أول أمر تقومين به مراجعة متطلبات الطفل الأساسية، هل هو جائع أم يشعر بالتعب؟ هل يحتاج إلى تغيير الحفاض، أو أنه يشعر بالحر أم بالبرد؟
في حال استمر بكاء طفلك، فربما يشعر بالوحدة، أو يصعب عليه استيعاب كل ما يجري من حوله. يعشق بعض الرضّع الحصول على الكثير من الاهتمام والقيام بالكثير من الحركة، في حين يفضل البعض الآخر أن يترك في مكان آمن للنوم. لن تدركي هذا الأمر إلا بالتجربة. لو كانت الهدهدة تهدّئ من روع طفلك، حاولي هزه بلطف في حركة من أعلى إلى أسفل بسرعة توازي المشية البطيئة (أو دقات القلب المسترخية) – فهذا هو الإيقاع الذي اعتاده منذ كان جنيناً في الرحم.
يبكي بعض الأطفال أكثر من غيرهم فيسبّبون الكثير من الإرهاق والإحباط، خاصة لو حدث ذلك أثناء الليل. احرصي على الحصول على بعض الدعم من صديقاتك أو زوجك أو الطبيب المعالج أو الأقارب. عندما تشعرين باحتضانهم لك، قد يشعر طفلك أيضاً باحتضانك له فيخفّ بالتالي بكاؤه.