تخطى إلى المحتوى

كيف تؤهلي أطفالك نفسياً للصلاة منذ الصغر ؟ 2024


الونشريس
بقلم : د. داليا الشيمي
كما أقول دائماً أن كل عمل يقوم به الإنسان لابد أن يكون هناك دافع يقع خلفه، وإذا كان الدافع وراء عمل ما هو شخص معين فلابد أن نشكر له كونه كان دافع لنا ، أقول هذا لأبدأ موضوعي بأن الدافع خلفه إحدى الشخصيات التي تستشيرني في بعض أمورها النفسية وكان من بين الموضوعات التي تُعاني منها عدم قدرتها على الصلاة رغم أنها بلغت الأربعين من عمرها.
وحين تحدثت معها حول ما يمنعها فقالت بالنص "الله يسامح أهلي الذين لم يعودوني عليها لتصبح جزء من حياتي" هنا شعرت بضرورة أن نُعلم الناس كيف يدربون أبنائهم على الصلاة ويجعلونها جزء من حياتهم .. فكانت فكرة هذا الموضوع ، الذي إن حقق فائدة لأحد منكم اسألكم الدعاء لهذه السيدة وغيرها ممن لم يعتادوا الصلاة كجزء من حياتهم وأصبح صعب عليهم بعض الشئ أن يدخلوها في حياتهم إلا ببعض الاجتهاد ، ادعوا لهم بأن يرفع الله قدرتهم على أدائها فهي عماد الدين .

عادة منذ الصغر

بعد المقدمة التي أراها حق لا يمكن أن أتجاوزه ، دعونا نتفق أن الصلاة في الأساس ومع تقديرنا لقيمتها الروحانية وقدسيتها إلا أنها تدخل ضمن العادات التي لابد للشخص أن يعتاد عليها في حياته حتى تصبح محور أساسي ينظم يومه حولها ، ويرى نقص كبير في حياته إن هو تأخر عن بعضها أو لم يؤديه ، حتى يصل الأمر لأشخاص يقومون لأدائها مهما كان العمل وحتى ربما دون أن يكونوا بكامل درايتهم وكأنهم يتحركون بفعل طاقة داخلية تجبرهم على ذلك ويفعلونها- من حيث الأداء- بشكل ألى ، لا يستطيعون الفكاك منه .
إذا اتفقنا على ذلك فدعونا نتفق أيضاً على أن العادات تتكون منذ الصغر لتصبح حالة عامة وراسخة داخل الفرد تحركه وتدفعه وكأنها شئ دفين يتحرك له بقوة جبرية داخلية .

أما اتفاقنا الثالث فسيكون على أن الأسرة هي المسؤلة عن تكوين هذه العادة مثلها مثل العادات الإيجابية التي يأخذها الطفل عن أسرتها أو تلك العادات السلبية التي يقوم بها أيضاً، وبالتالي يقع على كاهل الأسرة تدريب أطفالها على الصلاة بالأخذ ببعض الأمور التي سوف نُردها في الخطوات التالية :
1- ابدئي منذ الصغر ومنذ اللحظات الأولى من حياة الطفل وداخل غرفته بأداء الصلوات فهذا يؤدي إلى تخزين الطفل لصورتك بهذه الهيئة والحركات حتى لو لم يستطيع تفسيرها وذلك يتفق مع ماتوصل إليه العلماء من أن الطفل يُخزن أشياء تسبق بكثير قدرته على التعبير عنها وربما يبدأ هذا التسجيل تبعاً لأحدث الدراسات منذ فترة الحمل .
2- عندما يبدأ الطفل فى الحركة وعند ثلاث سنوات مثلاً أو قبلها بحسب نمو الطفل إبدئى تأخذيه للوضوء ثم ضعيه على سجادة الصلاة أيضاً لنخلق حالة داخلية من الإعتياد ينتظر أن يشاركك فيها .
3- اجعلي بعد ذلك مكان محدد للصلاة يأتي الوالد وأنتي إلى هذا المكان بصحبته ليتكون لديه حالة ألفة به ويتحرك له بصورة تلقائية بعد ذلك .
4- اجعلي له ملابس معينة للصلاة فالأطفال يحبون هذه الأمور – مثل وضع جلباب صغير أبيض أو زي مُخصص لهذا الأداء- وأيضاً سجادة صغيرة تخصه، فالأطفال يميلون للإستقلالية وزيادة حصة الملكية الخاصة بهم مما يساعده على حب هذه الحالة .
5- عند سن 4 سنوات ابدئى تكريمه أمام الأخرين على أدائه للصلاة، وإجعلي والده يصحبه للمسجد يوم الجمعة على أن نُعلم من يصلون معنا بضرورة الترحيب بالضيف الجديد ولا مانع من مخاطبة إمام المسجد بالترحيب بهم ومدهم ببعض الألقاب الجميلة .
6- ابدي سعادتك بإبنك في إستقبالك له بعد الرجوع من الصلاة وجهزي له ما يطلب من طعام أو حلوى باعتباره قام بعمل عظيم سيبارك الله البيت بفضل هذا العمل .
7- احرصي على تقسيم وقته على مدار اليوم بالصلاة فهي أسهل من الساعة فى العمر الصغير ، مثلاً سأجهز لك الطعام بعدما نُصلي الظهر ، وبعد صلاة العصر سنذهب للنادي ، وبعدما نُصلى العشاء سيأتي والدك ، وهكذا .. ليبدأ ينظم حياته ومحورها على هذا الأساس.
8- اتركي ما في يدك لإقامة الصلاة ثم ازرعي داخله أن الله لا ُيبارك في عمل يجعلنا نؤخر الصلاة ، ولا مانع من تمثيلية مُصممة لهذا الغرض بأن تؤخري الصلاة لتنجزى عمل فلا ينتهى أو يفسد جزء منه بحيث نوصل له المعنى بشكل عملي فالأطفال يتذكرون هذه الأمور أكبر من المعلومات النظرية .
9- خذي له أدوات الصلاة عند الانتقال عند الأهل أو الأصدقاء، فهذا يشعره بالأهمية والخصوصية أن له أشياء يتم حملها من بيته ليُصلي عليها أو يرتديها ليُحب هذه الأشياء وتصبح جزء من ممتلكاته الهامة .
10- اجعلي والده يسألكما كل يوم عن أدائكم للفروض اليومية هل أديتموها وعلى وقتها، ثم إجعلي والده يتحدث له من سن الرابعة أو الخامسة حول البركة التي تَحل على رزقه نتيجة للصلاة ، وأنه شريك في هذا الرزق بصلاته لذا عليه أن يطلب منها .
11- لا مانع من تصوير الطفل في زي الصلاة ووضعها في حجرته لِتُكَوِنْ صورة ذهنية داخله يختزنها لنفسه بهذا الوضع فتحركه على مستوى لاإرادي .
12- اذكري مواظبة إبنك على الصلاة على رأس إيجابياته وأنتي تتحدثين عنه للأخرين .
13- في بداية الأمر اقبلي الأمور بدرجة من المرونة حتى يتم الإعتياد فلا تطلبي كل الأوضاع صحيحة حتى يعتبر الأمر قيد له .
14- حُثَي الأب على أن يمضي بعض الوقت معه بعد صلاة الجمعة خارج المنزل فيشعر بقيمة ما يفعله حيث أن والده غير متوفر على مدار الأسبوع فحينما ينفرد به أو بها فسيكون لذلك أبلغ الأثر عليه على ربط ذلك بهذا اليوم وما يؤدى فيه .
15- إذا خرجتم أسرة لصلاة الجمعة فأكدي على أنه نعمة واحتفلوا ولو بشئ بسيط بأن الله قدركم على هذه العبادة .
هذه بعض الأمور التي تساهم في تكوين (عادة) الصلاة لدى الطفل حتى يكبر قليلاً ويعي قيمتها الحقيقية فلن يكون من الصعب علينا بعد ذلك أن نُعدَل حركته أو نُعلمه الخشوع أكثر في الصلاة أو بعض التصرفات التي تُبطل الصلاة لأن (العادة) ستكون قد تشكلت وأصبحت جزء من الحياة

منقوول

    الونشريس

    جزاكى الله كل خير

    بارك الله فيكى

    منوورات

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.