يعتبر تعلّق الطفل بأمّه في مرحلة الطفولة المبكرة أمراً طبيعياً، نظراً إلى الدور الحيوي الذي تقوم به في حياته.ولكن، عندما تتحوّل هذه الحالة إلى حدّ الإلتصاق، وإصابة الطفل بالفزع عند فراقه لها مع تقدّمه في العمر، فهذا تصرّف يستدعي الإنتباه!
التعلّق المرضي
يحدث تعلّق الطفل الشديد بأمّه بسبب ارتباطه القوي بها، واعتياده على التواجد بقربها لفترات متواصلة، خصوصاً إذا كان الأب متغيّباً لفترة طويلة ولا يوجد من ينوب عنه مثل الجد أو الخال أو العم.ولذا، عندما تبتعد الأم عن الطفل لقضاء حاجة معيّنة، نجده يبدي أعراض قلق الإنفصال، وهذه الأخيرة حالة انفعالية تصيبه عند فقدانه مصدر الأمن، حيث يبدي شعوراً بعدم الارتياح والقلق والبكاء بشدة عند ذهاب الأم، ومقاومة وضرب أي شخص يمنعه من اللحاق بها، وقد يضع إصبعه في فمه للإحساس بالأمن أو يقف بجوار الباب لانتظار أمه، وقد لا يتناول الطعام خلال غيابها أو يتجنّب الآخرين ويلجأ للإنزواء خوفاً منهم.
وبعد عودة الأم، يتشبّث الطفل بها بشدّة، ويرفض اقتراب أي شخص منه ويلتصق بها لفترة حتى يشعر بالأمان. كما يمنعها، وبشدّة، أن تذهب إلى أي مكان حتى وإن كان داخل المنزل!
أفكار مفيدة
يمكنك ممارسة بعض الأنشطة والألعاب التي تهدف إلى تقليص حالة تعلّق طفلك بك، منها:
1 اللعب الإيهامي: تتشاركين التمثيل مع طفلك، وتقومين بافتعال خروج الأم خلال هذه اللعبة لقضاء بعض الحاجات، وتجعلين طفلكِ يرد بالنيابة عن اللعبة، ويفصح عن مخاوفه، فيكون ردّك على لسان أم اللعبة بالتهدئة من هذه المخاوف!
2 قصّي عليه القصص الهادفة قبل النوم، واحكي له عن أطفال تركتهم أمهاتهم لبعض الوقت وتصرّفوا بطريقة لطيفة، فعادت الأم وأحضرت معها الحلوى واللعب.
3 إشغلي طفلك في نشاط محبّب له، ويمكنك تحضير بعض الألعاب الصغيرة أو الكتب وإعطاؤها له عند خروجك، أو دعيه يقوم بالتخطيط لما يريد أن يفعله أثناء غيابك، واثني على قدرته على شغل وقته بشيء ممتع.
4 إذا كنت تريدين التخطيط لخروجك من البيت، يفضّل ألا تخرجي متخفّيةً إطلاقاً، وإنما اقضي وقتاً مع طفلك وأثناء ذلك اعقدي معه اتفاقاً حول خروجك وأخبريه بأنك سوف تتّصلين به، وعلّميه كيف يمكنه الإتصال بك. ثم، حاولي أن تكون فترة غيابك في البداية قصيرة تطول تدريجياً، ولا تتوتّري أو تنفعلي لبكائه وإنّما كوني حازمةً وهادئةً وودودةً وقولي له: اطمئن، سأعود قريباً! واخرجي
ولا تطيلي مشهد الوداع.
خطوات مفيدة
> إحرصي على الإجتماع مع العائلة بصفة دائمة، وتجنّبي عزل طفلك عن الآخرين.
> شاركيه لعبه مع من هم في سنّه، حتى يشعر بالأمان ويستمتع بوجودك.
> إستقبلي الأطفال الصغار بمفردهم في منزلك للعب معه، وبذلك يلاحظ أنهم أتوا إليه بدون والداتهم.
> إغرسي فيه صفة القيادة أثناء اللعب، حتى يعتمد على نفسه ويشعر بتقدير الذات.
> أثناء لعبه وتواجده مع الأطفال أو في منزل العائلة، لا بدّ أن تذهبي إليه، وتبادليه بعض القبلات وتضمّيه، وتمدحي سلوكه بأنه كبر ويلعب بمفرده!
> عزّزي في داخله الإعتماد على النفس، وأكثري من مدحك لشخصيته وصفاته.
> أبعدي طفلك عن أية مشكلات وتوترات قد تنعكس على نفسيته، وتزيد من شعوره بعدم الأمان.
> أشعري طفلك بالأمان بتواجدك معه، وأخبريه بأنك إن ذهبت لأي مكان ستعودين إليه، وذلك حتى يعتاد على الأمر!
> إن تأخرت في يوم من الأيام إعتذري له عن التأخير، وأوضحي له أسباب ذلك بصورة مبسّطة.
> تقرّبي منه أكثر، فتدريبه على الإنفصال لا يعني الإبتعاد عنه!
> لا تلبّي له كل طلباته حتى
لا تتسبّبي في دلاله، وتزيدي من تعلّقه بك.
> أعطي ابنك مساحة كافية للعب، ومشاركة غيره في الألعاب الجماعية.
> شاركي الأطفال باللعب، فحتى إن رفض أن يلعب في البداية، إلا أنه سيكتسب منكِ ويقلّدك بعد ذلك.
> للرسم والألوان فائدة كبيرة في تفادي المشكلات النفسية والسلوكية للأطفال، فشجّعيه على التلوين والرسم الحر.