في بيت متواضع جميل كان يعيش محمد ذو السنوات السبع مع أبويه وجدّه وجدته.. وكان يرى جده كل صباح يصلي الضحى ثم يقرأ شيئاً من القرآن الكريم.. فكان يقلده في كل شيء..
ذات يوم بارد، وبعد أن انتهى الجد من الصلاة وقراءة القرآن الكريم أخذ يضع الفحم في المدفأة.. فسأله محمد:
– يا جدي الغالي أصلي مثلك، وأقرأ القرآن الكريم مثلك ولكني لا أفهم كثيراً منه، فما فائدة قراءة القرآن!!؟؟؟
ترك الجد ما بيده ثم نظر إلى حفيده نظرة حب قائلاً:
– خُذ – يا صغيري- سلة الفحم واذهب بها إلى النهر واملأها بالماء ثم أعطني إياها!!!
نظر محمد إلى السلة فرآها سوداء متسخة من الفحم، فأمسكها بحذر وذهب بها إلى النهر وملأها بالماء ولكنه فوجئ بالماء يتسرب منها.. حاول عدة مرات ولم يفلح بالاحتفاظ بالماء..
رجع محمد إلى جدّه غاضباً والدموع تغطي وجنتيه الغضتين وهو يقول:
– من المستحيل – يا جدي- أن آتيك بالسلة وفيها الماء لأنها مثقوبة من جميع الجهات!!!
تبسّم الجد وهو ينظر إلى السلة قائلاً:
– انظر – يا ولدي- لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم إلى سلة نظيفة لمّاعة من الداخل والخارج.. وكذلك القرآن الكريم عندما تقرأه قد لا تفهم بعض معانيه ولكنه يغيّر روحك وحياتك للأفضل من الداخل والخارج.
صفّق محمد من الفرح ثم قبّل يد جدّه بحب وهو يقول:
– صدقت يا جدي الحبيب.. لن أترك القرآن الكريم أبداً ما حييت..
*-* أجمل كلمات بهذه السطور *-*
♥|~
فبوركت وبوركت أناملك
و جزاك الله خيرا عالإنتقاآء الرائع
يسلموو