في مدرسة رمضان: الصبر
رمضانسيد الشهور، وقد سمّي رمضان بهذا الاسم؛ لأن العرب عندما سمّت الشهر كان رمضان يأتي في شدة الحر أي من الرمضاء، وقيل لأنه يرمض الذنوب ( أي يحرقها ). فالصوم يُسمّى صبرًا لما فيه من حبس النّفس عن الطعام والشراب والشّهوة ويسمّى رمضان شهر الصبر لأنّه شهر الصوم.
قال تعالى :{يا أيها الذين آمنوا
استعينوا بالصبر والصلاة}، وقال أهل العلم: الصبر في الآية هو "الصوم"، وهو خير معين للعبد في هذه الحياة؛ ليتجاوز كل الحواجز النفسية والحسية التي تعوقه عن الله والدار الآخرة التي تعوقه عن معالي الأمور ليصبح عبداً لله لا عبداً لشهوته وهواه.إن الإخلاد إلى الأرض والانغماس في الملذات
هو من أعظم المعوقات عن الوصول إلى أعلى الدرجات وأعلى المقامات في العبادة والبذل والإنفاق والجهاد في سبيل الله وأداء ما أوجب الله وتطهير القلوب وتهذيب السلوك كل هذا طريقه والسر إلى الوصول إليه لن يكون إلا من بوابة الصبر ولا شيء غير الصبر، ومن أعطي الصبر فقد أعطي الخير كله، فهو سر عجيب وأساس رفعة الإنسان وتميزه عن سائر الحيوان، فلا عجب أن يكون أجره كما قال جل وعلا {إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب}.رمضان والصبر
هناك
صبر على الطاعة أي استمساك بأدائها وصبر على المعصية أي حرص موصول على تجنّبها، وصبر في ابتلاء أي حسن احتمال له فلابد للمؤمن من صبر على أداء الواجب وصبر عن الآثام والخطايا، وصبر بحفظ اللسان عن الفحش، وصبر بحرص لسان على النطق بكلمة الحق حينما تجب، وصبر بصيانة القلب والعقل من خواطر السُّوء، وصبر بحفظ الجوارح والأعضاء من سوء الاستخدام، وصبر عند الشّدائد والنّوازل، وصبر في مواطن الجهاد والنضال والإقدام والثبات وعدم الفرار أو التولي يوم الزحف.والصبر لفظ عام ينتظم جملة فضائل وقد يسمّى
بأسماء كثيرة لكثرة مواطنه ومظاهره، يقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله في هذا: ”إن كان صبرًا على شهوة البطن والفرج سمّي (عِفَّة)، وإن كان عن احتمال مكروه اختلف أساميه عند النّاس باختلاف المكروه الّذي غلب عليه الصبر؛ فإن كان في مصيبة اقتصر على اسم (الصبر) وتضـاده تسمّى حالة (الجزع والهلع).وإن كان في احتمال الغنى سمّي (ضبط النّفس) وتضاده حالة
تسمّى (البطر)، وإن كان في حرب ومقاتلة سمّي (شجاعة) ويضاده (الجبن)، وإن كان في كظم الغيظ والغضب سمّي (حِلمًا) ويضاده (التذمر)، وإن كان في نائبة من نواب الزمان سمّي (سِعة الصدر) ويضاده (الضجر والتبرم وضيق الصدر).وإن
كان في إخفاء كلام سمّي (كتمان السّرّ) وسمّي صاحبه كتومًا، وإن كان عن فضول العيش سمّي (زهدًا) ويضاده (الحرص)، وإن كان صبرًا على قدر يسير من الحظوظ سمّي (قناعة) ويضاده (الشره)".أما النوع الأخير من الصبر هو
الصبر على (مداومة الطاعة) وهو أعلى مراتب الصبر، وقد نرى أن الأمر سهل في رمضان كالمواظبة على صلاة الجماعة وصلاة التراويح وكذلك قراءة القرآن والتصدق وزيارة الأرحام؛ لذا فأكثر أخلاق الإيمان داخلة في الصبر.وفي
هذه المدرسة الرمضانية نستطيع أن نتخلى عن كثير من عاداتنا السيئة والمذمومة كالتدخين والعادة السرية وجميع الأمور المنبوذة التي يدمن عليها من يرتكبها وذلك عن طريق كبح الشهوات في رمضان وكذلك المشاتمة والترفع عن سفاسف الأمور، فكما جاء في الحديث (وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال عليه أفضل الصلاة والسلام : "قال اللَّه عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم؛ والذي نفس محمد بيده لَخُلُوف فم الصائم أطيب عند اللَّه من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه" مُتَّفّقٌ عَلَيهِ. وهذا لفظ رواية البخاري
بارك الله فيكى
|
شكرا لمرورك يا مرمر
جزاكِ الله خيرا
اللهم بالغنا ليلة القدر
نورتونى يا عسلات
نورتونى يا عسلات
شكرا لك على الموضوع