تخطى إلى المحتوى

من فضائل سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عند مناف القرشي ، الهاشمي .

أبو الحسن ، وأبو تراب .

أول من اسلم من الصبيان في قول كثير من أهل العلم . ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح ، فربى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يفارقه ، وشهد معه المشاهد إلا عزوة تبوك ، وتزوج بنت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ـ رضي الله عنها ـ ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ورابع الخلفاء الراشدين ، بايعه المسلمون بعد مقتل عثمان ـ رضي الله عنه ـ .

قتل ـ رضي الله عنه في ليلة السابع عشر من شهر رمضان ، سنة أربعين من الهجرة، ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر . [1]

قال الله تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا . ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا . إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا . إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا . فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ) [2]

يقول سبحانه ( يوفون بالنذر ) قام يعد من صفاتهم في الدنيا ، أي : يتعبدون لله فيما أوجبه عليهم من فعل الطاعات الواجبة بأصل الشرع ، وما أوجبوه على أنفسهم بطريق النذر , ومعنى النذر : الإيجاب.

( ويخافون يوما كان شره مستطيرا) أي ويتركون المحرمات التي نهاهم عنها خيفة من سوء الحساب يوم المعاد ، وهواليوم الذي شره مستطير ، أي منتشر عام على الناس ، إلا من رحم الله ، وهذا اليوم فاشيا ممتداً ، يقال: فشا الصبح ، إذا امتد وانتشر. ( ويطعمون الطعام على حبه ) أي على حب الطعام وقلته وشهوتهم له وحاجتهم إليه ، وقيل : إن الضمير عائد إلى الله عز وجل ، أي : ويطعمون الطعام على حب الله . ( مسكيناً ) وهو المسكنة ، وهو الفقير الذي لا مال له ، أو لا يجد كل قوت يومه . ( ويتيما ً) وهو الصغير الذي لا أب له . ( وأسيرا) هو الذي أسر ثم سجن من المشركين وغيرهم . ( إنما نطعمكم لوجه الله ) أي : رجاء ثواب الله .

( لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) أي : لا نطلب منكم مجازات تكافئونا بها ، ولا أن تشكرونا عند الناس ، وهذه الجملة هي لسان حالهم ، فالله سبحانه علم به من قلوبهم ، فأثنى عليهم ، ليرغب في ذلك راغب .

( إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ) أي : إنا نفعل هذا لعل الله أن يرحمنا ، ويتلقانا بلطفه في اليوم العبوس القمطرير . والعبوس: الضيق . والقمطرير: الطويل .

( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ) أي : الذي يخافون ( ولقاهم نضرة ) أي : حسنا في وجوههم . ( وسرورا ً) في قلوبهم [3]

روى مجاهد وعطاء عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : أنها نزلت في علي ـ رضي لله عنه ـ وأنه أطعم مسكين ويتيم وأسير من طعام اشتراه ، وطوى يومه ذلك بلا طعام . [4]

وفي هذه الآية نزلت في على ـ رضي الله عنه ـ ، وفيها ثناء عليه ، وبيان طاعته وزهده رضي الله عنه وأرضاه.

أما سبب نزول هذه الآية في علي ـ رضي الله عنه ـ ورد فيها حديث ضعيف عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، وورد عن غير ابن عباس ، وهو روايات إما كذاب ، أو متهم ، أوضعيف جداً ، أو سئ الحفظ ، فبين أهل العلم أنه لا يصح منها شيء ، وفي بعضها أموراً فيها ركاكة في المعنى ، لا تليق بأمير المؤمنين على بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وزوجه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ وقد رد هذه الأحاديث الحكيم الترمذي وبين ضعفها ، وكذلك ابن حجر ، وأوردها ابن الجوزي في الموضوعات ، وانكرها القرطبي في تفسيره، وقد ناقش هذا شيخ الإسلام ابن تيمية مع الرافضي ابن المطهر مع أشياء أخرى في استدلالاته ، منها هذا الحديث ، وبين بطلانه . انظر تفسير البغوي (4/525) وتفسير القرطبي فقد فصل في هذا ورد هذا ردا ً طويلا ( 19/130) ، وانظر منهاج السنة لابن تيمية ( 7/174) . وعلى كل حال فمع ضعف ما نسب إلى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في سبب نزول الآية ، فإن الآية عامة للمؤمنين لمن اتصف بهذا ، فإن علي ـ رضي الله عنه ـ من أوائل الداخلين فيها من باب أولى إن كانت للعموم .

——————————————————————————–

[1] ـ الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ( 4/464)

[2] ـ الإنسان 7ـ 11.

[3] ـ تفسير ابن كثير ( 8/287- 289) ، وتفسير البغوي ( 4/523- 525)

[4] ـ انظر تفسير البغوي ( 4/524- 525

    بارك الله فيك ورعاك

    تسلمي يا قمر نورتيني

    الونشريس

    تسلمي يا حبيبتي

    جزاكى الله خيرا

    الوسوم:

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.