أكبر مصيدة تُنصب لبنات حواء من قِبل من يُفترض أنهم شقائقهن للأسف،مصيدة الحبّ وكلام الحبّ ووعود الحبّ، والتي يستخدمُ فيها المفترسُ نزوةُ الرجل عدّة وسائل للنيل من الفريسةِ عِرضِ المرأة، ولن أذكر من هذه الوسائل إلا أهمّها وأخطرها وأكثرها شيوعا…
إنها كلمتان تشتركان في جمعهما الخبث والسذاجة في آن واحد، وفي كونهما محض هواء يخرج من الرئتين عبر الحبال الصوتية ، لكن بنغمة خاصّة، نغمةٍ ترسم نوتاتها وساوس وتعاليم الشيطان الرجيم، قائد أوركسترا الأماني والزيف في هذه الحياة الدنيا.
عندما يريد المفترس قنص فريسته للإيقاع بها، يستخدم إحدى الكلمتين أو إحدى المصيدتين بتعبير أدّق: كلمة الوعد بالعطاء العاطفي " أحبك" أو كلمة الوعد بالنيّة الصالحة " ناوي لحلال"،ولا يفعل ذلك إلا بذكاء وبراعة مقترنة بالغباء والبلاهة، فهو يرتّب أولوياته وينظّم خطواته ويدرسها جيّدا، فيقول " أحبك" لمن تصلح معها هذا الشبكة أو هذه الكلمة، ويستبدلها إن كانت لا تنفع في حالة إصرار البنت على عفّتها بالشبكة الأخرى :" ناوي لحلال"، غير أنّه لا ينتبه لفرط سذاجته إلى الآثار التي يتركها على مصايده كدلائل على كذبه وزيف وعوده…
فالذي يقول للفتاة بأنّه يحبّها ويشتهي وصالها ويحبّ حبّه لها، ثم يسرق منها لحظة غفلتها وهي الضعيفة الجاهلة ما لا ينبغي له أن ينال منها قبل أن يكون أهلا لذلك أمام الله والناس،فهذا مفترس غبيّ وأحمق، لأن الحبّ في معانيه السامية الطاهرة هو العطاء و الرعاية للمحبوب والحفاظ عليه من النفس أوّلا ثم من الغير، وليس الأخذ بأبشع ما يكون عليه الأخذ، وإن حصل وتمكّن الشابّ بهذا الأسلوب السخيف من فريسة أو اثنتان فإن الطريدة أكثرُ منه غباءا وحُمقا،وكذلك الوعد بصفاء النيّة ونقاء المُراد،فكلمة " ناوي لحلال" تحمل علامة كذبها بين عينيها، لأن الواضح للعقل السليم قبل الفكر النيّر والوعي الرشيد،أنّ من ينوي الحلال لا يفعل الحرام، بينما يسعى هذا الذي يقول لها بأنه ينوي الحلال في كلّ لحظة إلى أن يخطف منها بغير الحقّ لمسة أو نظرة أو ما هو أقبح من ذلك من المحرّمات والعياذ بالله،فهل بعد هذا ما يبرّر زلّة البنت عن عفّتها وعِرضها المصون، إلى فخّ الحبّ الكاذب، مع ما يبدو على شراك أراذل الرجال من آيات الخبث والشرّ وسوء المآل؟
مسؤولية صيانة عِرضك وعِرض أهلك بيدك وحدك، فكوني لنفسك ولا تكوني عليها، لأنّ الشرّ ضعيف أكثر مما تتصورين، ولا يُعينه عليك إلا تهاونك في رعاية شرفك ، والصبر على ذلك، والله مع الصابرين، أسأل الله العافية لقلوبنا ولأعراض أخواتنا وبناتنا.
ناوي لحلال !! السلام عليكم…
نورتووووووووووووواااااااااااااااااا.
بارك الله فيك