إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف لأهمية الأمر وخطورته لم يجعل الإسلام ارتكاب الحاكم لبعض المعاصي والمخالفات مبرراً للخروج عليه ما لم يصل ذلك إلى إعلان الكفر الباح الذي يكون عليه دليل قاطع من الله لحديث عبادة قال دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعنا فقال فيما أخذ علينا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله وقال إلا أن تروا عندكم من الله فيه برهان اتقوا عباد الله ولكني أوصي ولاة أمور المسلمين بتقوى الله والرفق بالرعية وأقول لهم إن الشعوب عندهم أمانة ومسؤولية والأمانة خزي وعار وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها قال أبو ذر يا رسول الله استعملني قال يا أبا ذر أنت ضعيف وهذه أمانة وهي خزي وعار وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها قال صلى الله عليه وسلم اللهم من تولى أمراً من أمور أمتي فرفق بها فرفق به ومن شق عليها فاشقق عليه فليتق الله الجميع راع ورعية .
من مقومات الأمن أيضاً الاستقرار الاقتصادي للبلاد نعم فتأمين الحياة الطيبة للجميع بتوفير حاجاتهم وسد مطالبهم يوفر الأمن للبلاد والعباد فشرع الإسلام الزكاة وحث على الصدقات وأمر بالعدل بتوزيع الأعطيات بسد حاجات الناس وتلبية رغباتهم قال الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي لعلكم تذكرون ،
ومن مقومات الأمن في الأوطان وجود جهاز أمن قوي أجل فما فائدة الأنظمة وما فائدة القوانين إن لم يوجد سلطة تنفيذية قوية تقوم بتنفيذ الأوامر وبتطبيق الأنظمة والقوانين وتحاسب من يخالفها ولا بد أن يكون هذا الجهاز الأمني قوي بكل ما تعنيه القوة قوي بأفراده قوي بسلاحه قوي بخبرته والأهم من هذا أمانة ونزاهة فلقد حث القرآن الكريم أن يكون الموظف والعامل متصفاً بالقوة قال تعالى قالت إحداهما يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ولا بد من توافر هذه الصفات في رجال الأمن لأنه مؤتمن على نفوس الناس وعلى أعراضهم وعلى أموالهم وحتى يكون جهاز الأمن قوياً نزيهاً لا بد له من ضوابط وأمور أولها تقوى الله تبارك وتعالى وهي جماع الخير كله ورجل الأمن التقي هو الذي يراقب الله في كل أحواله فيقوم بعمله خير قيام سمعت وسمعتي عن رويع الغنم في الصحراء يؤدي وظيفته على أتم وجه دون حسيب ورقيب من البشر إلا لأنه يستشعر أن الذي يراقبه هو الله مر ابن عمر على رويع غنم يرتاد بأغنامه أحسن المراعي وأحسن الأماكن فأراد أن يمتحنه في تلك الخلوة فقال له امتحانا:
قحطت بني إسرائيل أصابهم قحط شديد فخرج موسى عليه الصلاة والسلام بسبعين ألف من قومه فيهم الشيوخ الركع والأطفال الرضع والبهائم الرتع دعا الله وتضرع فما زادت السماء إلا تقشعاً وصفاءً ما زادت السماء إلا تقشعاً وصفاءً دعا وتضرع فما زادت السماء إلا تقشعاً وصفاءً فأوحى الله إلى موسى أن بينكم عبد يحاربني بالمعاصي منذ أربعين سنة لا أسقيكم حتى يخرج من بينكم انظر وانظري إلى شؤم المعصية بمعصية واحد نسأل الله العفو والعافية منعوا قطر السماء حتى تعلم أن الذنوب تتعدى بآثارها على الآخرين لذلك كل عاص هو سبب من أسباب ضعف هذه الأمة كل عاصي مخالف هو مفسد في الأرض على قدر إفساده فلا تصلح السموات ولا تصلح الأرض إلا بطاعة الله وفي معصية الله فساد للسموات والأرض ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس قال فدعا موسى وتضرع فلم تزد السماء إلا تقشعاً وصفاءً فأوحى الله إلى موسى إن من بينكم عبد يحاربني بالمعاصي منذ أربعين سنة لا أسقيكم حتى يخرج من بينكم فقال موسى كيف أعرفه قال يا موسى نادي وعلينا البلاغ فنادى موسى في قومه إن من بيننا عبد يعصي الله ويحارب الله بالمعاصي منذ أربعين سنة ولن نسقى ولن يسقينا الله حتى يخرج هذا العاصي من بيننا فوصل البلاغ وسمع قوم موسى ما قال لهم موسى :
هذا الذي يعصي الله عرف نفسه فكل نفس بما كسبت رهينة وكل عاص أدرى بنفسه هذا عرف نفسه تلفت يمنة ويسرى يريد أن يخرج أحد غيره ما خرج إن خرج فضيحة أمام الملأ أجمعهم فماذا صنع غطى رأسه بثوبه ودعا ربه وتضرع قال يا رب سترتني أربعين سنة فلا تفضحني اليوم بين العباد أنا أستغفرك وأتوب إليك أعلنها في لحظات توبة ورجعة وإنابة وعودة إلى الله وهذا هو المطلوب من كل واحد منا أننا نرجع إلى الله تبارك وتعالى إن لم نرجع في مثل هذه الظروف الراهنة متى نرجع ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم أما يتضرعون إن لم نرجع في مثل هذه الظروف الراهنة والأخطار تحيط ببلاد االمسلمين من كل حدب وصوب فمتى نرجع فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون غطى رأسه بثوبه ناجى ربه الذي يسمع النداء قال يا ربي سترتني أربعين سنة فلا تفضحني اليوم بين العباد أنا أستغفرك وأتوب إليك والتوبة سر بين العبد وبين رب
[/COLOR]