بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقه الاولى1
الابطال:
ندى وشادي جيران
القصة بتبتدي والابطال لسه صغيرين ندى في اولى ثانوي وشادي في تالتة ثانوي.
الام: ندى ,يلا روحي اعملي قهوة لباباكي, واسأليهم لو عايزين عصير.
قامت ندى من على مكتبها في تأفف, وهي تقول.
ندى:يووووه ياماما, متخلي نسمة هي الي تعملها, انتي مش شايفاني بذاكر.
الام: بطلي دلع , دلوقتي بقيتي بتذاكري؟, وخلى نسمة الي تطلع! , وبعدين نسمة مبتعرفش تعمل قهوة.
ندى: حاضر خلاص, هقوم اهه, هو مين برة اصلا؟.
الام: محدش غريب يعني, دي هالة اختك وهايدي صاحبتها وشادي.
ندى: شادي مين؟.
الام: شادي الي ساكن في البرج الاحمر الي قدامنا, مش عارفاه؟ .
ندى: اه ,اه فاكراه , الواد الغلس القصير دا, الي كان بيغلس عليا واحنا صغيرين ,دا كان شعره طويل وكنت دايما اشده منه,ايه دا هو بقى في تالتة ثانوي امتى؟, هو قد هالة؟.
الام: ايوة, قدها .
ندى: وايه الي جايبة النهاردة؟.
الام: ماهو كمان مقدم على اختبار القدرات بتاع عمارة, فجاي لباباكي يفهمه بالمرة مع هالة وهايدي.
ندى: الواد انا فاكراه ,دا كان رذل رذالة يا ماما واحنا صغيرين, مع اني اصغر منه بسنتين بس كنت اطول منه , وكنت دايما بضربه.
الام: انتي هتقفي ترغي عشان تضيعي الوقت, اتفضلي يلا, روحي اعملي القهوة, وطلعيلهم عصير, وبعد كدة, هاتيلي انا كمان عصير واسألي نسمة لو عايزة.
ندى: يووووه, حاضر, ماهي نسمة دي الاعدادية بتاعتها هتيجي فوق دماغي, منا في اولى ثانوي برضة وعندي اربعتاشر مادة.
الام: طب اعملي الي قلتلك عليه بسرعة, وانتي تلحقي تذاكري الاربعتاشر مادة يا لمضة.
ندى: حاضر.
وتوجهت الى المطبخ على مضض, وجهزت القهوة, وهي تدندن, ووضعتها على صينية واتجهت بها حيث ابوها.
ندى: بابا , القهوة.
الاب: شكرا يا نيدو.
اخذ والدها القهوة من يديها , بينما التفتت هي تسأل.
ندى: حد عايز عصير؟.
نظرت اليها اختها .
هالة: انا عايزة, وهاتي لهايدي كمان, عايز يا شادي؟.
التفتت ندى تنظر لشادي لاول مرة, واندهشت, انه لم يعد الطفل القصير الذي اعتادت ان تضربه, لقد رأت شابا طويلا بشدة, يرتدي نظارة طبية, ذو وجه وسيم اسمر, فتعجبت, وقالت دون ان تفكر.
ندى: ايه دااااا, انت طولت اوي كده ليه, دانت كنت ازعة, وشعرك…
قال الاب ينهرها.
الاب: ايه يا ندى الكلام دا؟, مش تفكري في الكلام قبل ماتقوليه.
ندى: اصله يا بابا انا مشفتوش من واحنا صغيرين, كان قصير وشعره منكوش و….
قاطعها الاب للمرة الثانية ,بينما شعر شادي بالحرج من الوصف حين انخرطتا هالة وهايدي في الضحك.
الاب: فيه بنت رقيقة تتكلم زي الدبش كده, جيبيلهم عصير يلا وتعالي, وبطلي تلبيخ.
فشعرت هي بالحرج هذه المرة, وذهبت لتفعل مثلما قال لها ابوها في سرعة ثم عادت لامها .
ندى: ماما , ماما انتي شفتي شادي؟؟.
الام: ايوة يا حبيبتي.
ندى: دا بقى شكل تاني خالص يا ماما, دا طول اوي ولبس نضارة.
الام: مانتي عندك حق, مشفتيهوش من زمان, والله مااعرف كان مختفي فين كل دا.
ندى: بس انا لبخت الدنيا ,واتريأت عليه قدامهم.
الام: انتي على طول لسانك فالت, لما يخلصوا ابقى اطلعي اعتذريله.
صمتت قليلا تفكر ثم قالت.
ندى: هو اكيد علمي رياضة ,ولا ايه؟, هيكون بياخد قدرات عمارة ليه يعني؟.
الام: معرفش انا بقى, انتي مش هتعدي تذاكري ولا ايه؟, وبعدين فين العصير بتاعي.
ندى: اه صحيح نسيت.
وانطلقت تحضره في سرعة ,وهي تفكر في شكل شادي الذي تغير تماما منذ الصغر.
*******************
انتظرت ندى بصبر انتهاء والدها من الحديث مع اختها وهايدي وشادي, ودخوله غرفته لتهرع للخارج, موقفة شادي وهو في طريقه الي الباب.
ندى: شادي.
التفت ينظر اليها في دهشة, بينما نظرت هي لاعلى لتنظر لوجهه, الذي علته امارات التساؤل.
شادي: ايوة , فيه حاجة؟.
ندى: انا…. سوري,…سوري لو كنت ضايقتك ولا حاجة.
نظر اليها ببرود.
شادي: ضايقتيني في ايه؟.
ارتبكت ندى لبروده , وشعرت هي بالاحراج.
ندى: يعني لما قلت انك كنت …قصير وشعرك طويل.
قال ببرود وهو ينظر الى اختها وصديقتها, اللتان تتابعان الحديث في شغف.
شادي: طب منا كنت قصير وشعري طويل , ايه يعني؟.
نظرت اليه بدهشة, ثم بضيق.
ندى:يعني ان انا قلت كده.
شادي: اصلا انا مكنتش قصير انتي الي كنتي طويلة زيادة وانتي صغيرة, وكنتي مستقوية نفسك, عشان طولك.
شعرت بالغضب, فقالت في انفعال.
ندى: تصدق انت بارد, وانا غلطانة اني جيت اتأسفلك اصلا, انت فعلا كنت قصير ومنكوش, ومش كده وبس, كنت غلس وكنت دايما بضربك,هه بقى.
وضربت بقدمها في الارض بطفولية, ثم اندفعت للداخل, بينما ازداد هو احراجا امام الفتاتين.
*******************
ندى: بس يا هالة متكلمنيش عنه, دا قليل الزوق, وغبي.
ضحكت هالة وهي تقول.
هالة: مش انتي الي هزأتيه الاول, واتريأتي عليه ولا لأ؟.
ندى: انا مقلتش حاجة غلط, هو كان غلس, ولسه غلس زي ماهو, هو عشان بقى نخلة خلاص, نسي شكله زمان, انا فاكرة اننا عندنا صور ليه وهو حاطط صباعه في مناخيره كمان.
انخرطت هالة في الضحك وهي تقول.
هالة: بس متقوليش الكلام دا ادام هايدي لحسن معجبة بيه, وشكلهم هيظبطو كده.
ندى: يتحرقو هما الاتنين, اهي هي رخمة زيه بالظبط, وهو وحش واسمر وبنضارة.
هالة: حرام عليكي, دا وشه امور, انتي مخدتيش بالك ولا ايه.
ندى: وانا اخد بالي ليه, مانتي عارفة اني بحب الصبيان البيض الي عنيهم ملونة.
وصمتتا قليلا ثم قالت هالة بشغف.
هالة: بس هي صحيح فين الصورة دي اوريهالها.
ضحكت ندى وهي تقوم.
ندى: قومي قومي, ندور في البوم الصور
يارب تعجبوكم
مستنية الردوديابنات
مت ضحك
هو عشان بقى نخلة خلاص, نسي شكله زمان, انا فاكرة اننا عندنا صور ليه وهو حاطط صباعه في مناخيره كمان.
مستنياكي بس ابعتيلي الرابط
تباطئت خطوات ندى السريعة, وهي تتوجه نحو المصعد بمدخل بيتها, بعد ان كانت مندفعة كعادتها باتجاهه عائدة من درسها, مستوقفة الراكب قبل ان يدخل ويغلق الباب , ولكنها تعرفته, انه شادي ,فتراجعت قليلا عن سرعتها, فالتفت شادي ينظر اليها , وتردد قليلا قبل ان يفتح الباب لها يدعوها للدخول قبله, فترددت هي الاخرى وهي تقول.
ندى: خلاص اطلع انت.
قال بسخرية مشوبة ببعض الحرج.
شادي: هو حمولة واحد بس ولا ايه؟, اركبي دا حتى بتاع بيتكو انتو.
دخلت وهي تشعر بالحرج, فقد علمت انه علم بأمر الصورة التي أرتها لهايدي صديقته, وعلمت انها وهالة سخرتا منه في الحصة الماضية, وكانت قد تجنبت رؤيته قدر الامكان بعد هذا الامر.
شادي: كيميا وفيزيا؟.
التفتت اليه بدهشة.
ندى: نعم؟.
اشار الى المذكرة بيدها.
شادي: كيميا وفيزيا, اولى ثانوي طبعا.
ندى: الملزمة ,دي؟, اه.
شادي : صعبين ولا؟.
ندى: زفت.
شادي: ميجوش حاجة في كيميا تانية ولا الفيزيا.
ندى: ربنا يطمنك.
شادي: ناوية ادبي ولا علمي؟.
ندى: معرفش لسه.
صمتا قليلا ,قبل ان يقول بجدية مفاجئة.
شادي: انا كمان عندي صور ليكي وانتي صغيرة على فكرة.
احمر وجهها لانه فتح هذا الموضوع في وسط كلام عادي , وقالت بحرج.
ندى: صور ايه؟.
اكمل دون ان يجب.
شادي: ومكانش شكلك فيهم حلو برضة,بس انا مش عيل زيك عشان اردهالك.
رفعت عينيها اليه في دهشة وحرج, وعجزت عن الكلام, بينما توقف المصعد, فقال وهو يخرج منه.
شادي: مع ان شكلك ذكية, بس تصرفات العيال دي بتغطي على ذكائك.
وخرج في هدوء, وتوجه الي باب بيتها تاركا اياها في قمة الحرج, وهي تتبعه في بطء, تفكر فيما قاله لها ,وشعرت بالدم يفور في جسدها, وبالرغبة بشدة في الرد عليه, ولكنها لم تدر بم تجب, فأمها فتحت الباب مرحبة به, وادخلته.
************************
مضت الايام بعد هذه المواجهة مع شادي على ندى عادية, في باديء الامر كانت مغتاظة وترغب في الانتقام بشدة, ثم بعد هذا نست او تناست الامر , لان الامتحانات شغلتها , ولم تتواجه بشادي بعدها اذ تجنبت حرج اللقاء, وعلمت بعد هذا ان هايدي لم تضيع وقتها وارتبطت به لانها معجبة به منذ زمن, ولم يكن مزاحها عليه في هذا اليوم الا لمجرد لفت انتباهه.
ندى: وهي هايدي بتحبه بجد؟.
قالت هالة وهي تجلس على سريرها بغرفتهما, بعد ان اطفأت الضوء.
هالة: معرفش, هي بتقول كده, بس انتي عارفة هايدي بتحب على نفسها اصلا, اصله طلع مؤدب اوي, تصدقي ان دي اول مرة يصاحب يا نيدو؟, دي غلبت على ما خلته ينطق.
ندى: ياسلام؟.
هالة: انتي مخدتيش بالك ولا ايه؟, دا واد دحيح, دا هيدخل هندسة ان شاء الله من اوسع الابواب, مش زينا عنينا طلعت في المذاكرة, لولا ان بابا واعدني بهدية لو دخلت هندسة زيه مكنتش ذاكرت اوي كده.
ندى: امال مش باين عليه يعني.
هالة: حرام عليكي دا باين عليه جدا, انا كنت فاكراه الاول تقيل, لانه حلو شايف نفسه وكده , بس طلع من العيال الي بيذاكرو ومش في دماغهم, دا عمرو قالي انه كان خنيق.
ندى: هو كان في مدرسة عمرو؟.
هالة: لا , بس كان عارفه من اصحابه, يا بنتي عمرو اكبر منه.
ندى: منا فاهمة, الا صحيح هو منزلش اجازة الاسبوع دا؟.
هالة: لا ياستي, شعره طويل شوية, اتحبس الخميس دا.
ندى: خليكي انتي اعدي صدقيه, تلاقيه نزل اجازة ومقالكيش زي المرة الي فاتت.
هالة: لا انا سألت حجازي الي في سنة تالتة, قالي انه منزلش الاسبوع دا, وباعت معاه كمان ورقة طلبات هيجيبهاله هو.
شدت ندى الغطاء عليها في حدة وهي توليها ظهرها.
ندى: خليكي اعدي استنيه اسبوع ورا اسبوع.
هالة: انا مش فاهمة انتي مبتحبيهوش ليه؟.
ندى: انا الي مش عارفة انتي بتحبيه على ايه, دا لا شكل ولا منظر, ايه يعني ظابط؟ .
هالة: انتي غيرانة عشانه بيحبني جدا, وعشان عاجب ماما, واول ما يتخرج هيجي يخطبني.
التفتت تنظر اليها في غضب.
ندى: ماتحبيه ولا يحبك, انتي حرة, اتفلقي, بس الواد دا انا بقى بسمع عنه بلاوي في المدرسة عندنا, وانتي حرة .
هالة: مالكيش دعوة , انا مش كل ما اكلمك تقوليلي البقين دول, خلي نصايحك لنفسك.
ووضعت الوسادة فوق رأسها في عنف وهي تغلق ضوء الاباجورة.
********************
وقفت ندى مع اختها تتململ وهي متوقفة مع شادي امام البيت يتحدثان.
شادي: وهتقدمي الورق امتى.
هالة: لسه هحط الرغبات بس اكيد ان شاء الله هندسات كلها الاول ,وبعدها فنون جميلة, امال تعبنا قلبنا في القدرات ليه.
شادي: ربنا يسهل, لما تيجي تودي الورق ابقي قوليلي نروح سوا.
هالة: دي هايدي الي زعلانة اوي عشان مجموعها, شكلها مش هتحصل هندسة.
شادي: ممممم, منا عارف.
هالة: ايه مالك؟, انتو متخانقين ولا ايه؟.
شادي : لا عادي.
شعرت ندى بالملل, فتأففت وهي تقول.
ندى: يلا بقى يا هالة.
شادي: طيب انا همشي عشان متتأخروش, سلميلي على انكل وطنط, باي يا ندى.
قالت بعد انصرافه.
ندى: الواد دا رخم بشكل.
يلا مستنية الردود ياعدولات