في حروبه المستمرة ضد أخيه الإنسان، لم يكتفِ الإنسان بتجنيد بني جنسه، وإنما جنّد الحيوانات أيضاً. بدأ استخدام الحيوانات في القتال منذ فجر الحروب، ولم يتوقّف هذا الأمر حتى اليوم، بل بالعكس، فقد دخلت حيوانات جديدة لم تُستخدم مِن قبل إلى الخدمة، وفيما يلي أكثر عشر حيوانات اشتركت في حروب الإنسان…
1-الوطاويط
الوطاويط كانت بطلة لفكرة غريبة إبان الحرب العالمية الثانية
كانت هذه الفئران المجنحة بطلة لفكرة غريبة أتى بها أحد جرّاحي الأسنان الأمريكيين إبان الحرب العالمية الثانية. كان هذا الجرّاح في شدة الألم من حادث تحطيم الأسطول البحري الأمريكي على يد الطائرات اليابانية في "بيرل هاربور"، فاقترح على البحرية ربط قنابل حارقة بالوطاويط وإطلاق الآلاف منها فوق المدن اليابانية، وحيث إن الوطاويط تطير في مستوى أقل من ارتفاع المباني، فإن التأثير سيكون مدمّراً.
حصلت الفكرة على الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي "روزفلت"، إلا أن التنفيذ تعثّر بعد إنفاق أكثر من 2 مليون دولار على التجارب. واليوم يدرس علماء الجيش الأمريكي آليات الطيران لدى الوطواط لمحاكاتها عند صنع طائرات التجسس الآلية.
2-الجمال
طالما كانت الجِمال أداة أساسية في الحروب الصحراوية
كانت الجِمال أداة أساسية في الحروب التي دارت في الصحاري، خاصة في إفريقيا وأمريكا الشمالية، فمن الذي يستطيع تحمّل الظروف الصحراوية بالغة القسوة سوى الجمال؟!! من ناحية أخرى وجد أن رائحة الجِمال تخيف أحصنة الجيش الآخر، مما يعطي مزية أخرى للجيش الذي يتحرّك على الجمال. استخدمها العرب كثيراً في حروبهم الداخلية وغزواتهم المتنوّعة، كما استخدمها لورنس العرب خلال الحرب العالمية الأولى.
كانت مستعمرات النحل تلقى بواسطة المنجنيق على الجيوش المعادية لتربكها
استخدمه الإغريق والرومان في العصور القديمة ضد جيوش الأعداء، وكانت مستعمرات النحل تلقى بواسطة المنجنيق على الجيوش المعادية لتضربها بالارتباك والتفريق. اسْتُخدِم النحل أيضاً خلال الحرب العالمية الأولى وحرب فيتنام، وحالياً يجري العلماء تجارب لاستخدام النحل وحشرات أخرى لاكتشاف الألغام الأرضية.
4-الفُقْمَةُ
خدمت الفُقْمَةُ في الجيش الأمريكي كثيراً
خدمت الفقمة في الجيش الأمريكي كثيراً؛ فلديها قدرة عالية على الرؤية في الضوء الضعيف وسماع الأصوات تحت الماء، وهي تستطيع السباحة بسرعة 40 كيلو متراً في الساعة، وأن تغوص لأكثر من 300 متر! درّب الجيش الأمريكي الفقمات على اكتشاف الألغام البحرية، وأيضاً على الغوص بكاميرات الفيديو إلى الأعماق لنقل صورة حية إلى الجنود على السطح!
5-الحمام الزاجل
كان للحمام الزاجل أهمية عظمى في نقل الأخبار والأوامر في الحروب
لعب الحمام الزاجل دوراً كبيراً في نقل الرسائل عبر التاريخ البشري، وكانت له أهمية عظمى في نقل الأخبار والأوامر بين القواد في الخلف والجنود الذين على الخطوط الأمامية. كان أكبر استخدام للحمام الزاجل خلال الحرب العالمية الأولى؛ حيث تم استخدام أكثر من مائتي ألف حمامة لنقل الرسائل أثناء الحرب، إحدى الحمامات أثناء هذه الحرب حصلت على وسام فرنسي لأنها كافحت لإيصال رسائلها بالرغم من إصابتها بالرصاص وفقدانها الكثير من الدم، وبذلك أنقذت حياة مئات الجنود!
الجيش الأمريكي يستخدم الدلافين منذ ستينيات القرن الماضي
منذ الستينيات والجيش الأمريكي يستخدم الدلافين في مهام متنوّعة؛ مثل البحث عن الألغام البحرية، وقد تم استخدامها كثيراً خلال حرب الخليج والحرب على العراق. كانت هناك إشاعات أيضاً عن وجود تدريبات للدلافين لتقوم باستخدام أسلحة تحت الماء، إلا أن الجيش الأمريكي نفاها.
7-الفيل
الإسكندر الأكبر استعان بالفيل في حروبه
الفيل ضخم الجثة سريع الحركة سميك الجلد، ويستطيع أن يقتحم صفوف جيوش الأعداء ويضربها بالارتباك، كما أن مرآه مثير للرعب. أحياناً توضع الدروع على الفيل لحمايته، أو يحمل الرماة وحاملي الرماح على ظهره مما يمنحه تأثيراً مضاعفاً. استخدم الفيل كثيراً في ممالك الهند القديمة، كما استخدمه الإسكندر الأكبر في حروبه.
8-البغل
البغل يعتبر وسيلة النقل الوحيدة الصالحة للاستعمال في بعض الأماكن الوعرة
هو وسيلة النقل المفضّلة -في عالم ما قبل المركبات طبعاً- لنقل المؤن والعتاد والأسلحة وغيرها، وحتى اليوم يصبح هو وسيلة النقل الوحيدة الصالحة للاستعمال في بعض الأماكن الوعرة كالجبال. يولد البغل لحمار ذكر وحصان أنثى، ويُفضّل استخدامه في النقل لقدرته الكبيرة جداً على التحمّل. ركب نابليون بونابرت على بغل ليستطيع المرور عبر جبال الألب، وفي الحرب العالمية الأولى استعمل الجيش الأمريكي 571 ألف بغل وحصان في عمليات النقل، قُتِل منهم 68 ألفاً أثناء المعارك، ولا زال الجيش الأمريكي يستخدم البغال في المناطق الجبلية في أفغانستان.
9-الكلب
استخدمت الكلاب في الحروب منذ أزمان بعيدة
استخدمت الكلاب في الحروب منذ أزمان بعيدة، ففي أيام الرومان كانت الكلاب تُشارِك في الحروب بعد أن تصنع لها الدروع وأطواق لها أشواك. استخدم الإسبان أيضاً الكلاب خلال غزواتهم في أمريكا اللاتينية في القرن السادس عشر، أما الجيش الأمريكي فيستخدم الكلاب المدرّبة لشم واكتشاف القنابل.
10-الحصان
الحصان هو أكثر حيوان حارب جنباً إلى جنب مع الإنسان
لعل الحصان هو أكثر حيوان حارب جنباً إلى جنب مع الإنسان في المعارك على مدى التاريخ. ربما يرجع التاريخ الذي استأنس فيه الإنسان الحصان إلى أكثر من 5500 عام، وقد استخدم كل من المصريين القدماء والصينيين الأحصنة لجر المركبات الحربية التي يقف عليها محاربون يحاربون بأسلحتهم من عليها، بعد ذلك ظهر سلاح الفرسان في الجيوش ولم يعد يخلو منها جيش. وبسبب استخدامهم السرج والركاب تمكّن المغول من الحصول على مزية استراتيجية في الحروب، حيث أعطتهم السروج القدرة على القتال والتصويب بثبات من على ظهور الأحصنة، ومكّنتهم من احتلال أكثر من نصف العالم! ظلّ الحصان عنصراً أساسياً في الجيوش، ولم يتوقّف استخدامه في الحروب إلا بعد ظهور الدبابات.