إن القراءة لطفلك تمثل ما هو أكبر من مجرد تسلية، أو مساعدة على التفوق الدراسي.. فكم من شخص متفوق دراسيا وعمليا ولكنه ضحل الثقافة مشوش الفكر متخبط الخطى.
القراءة هي نواة لشخصية ابنك/ ابنتك المستقلة، وهي رفيق مؤنس صدوق، وهي الجسر الأقوى نحو شخص متصالح مع ذاته، لا يخشى الجلوس مع نفسه.
وبيدك أيتها الأم.. مستعينة بالله تعالى أولا وأخيرا أن تغرسي في أطفالك حب القراءة وتجعليها عادة وهواية أساسية لهم.
وإليكِ 16 خطوة عملية وفعالة لتحقيق هذه الغاية:
أحيطي طفلك بالمواد المقروءة الجذابة من كتب وقصص ومجلات في كل مكان.. في غرفته وفي غرفة المعيشة وفي السيارة.
لا تحصري تفكيرك فيما تريدين أن يقرأه صغارك فتحجري على ميولهم، وتصبح القراءة واجبًا لإرضائك وليست هواية محببة.
بعض الأمهات تعتبر أن قراءة أطفالها لغير الكتب الدينية أو قصص الأنبياء والصالحين مضيعة للوقت، ولا تدرك أنها بهذا تحطم فيهم الميل للقراءة، وملكة الاختيار.
فكما أنه من المهم أن نوفر لأبنائنا الكتب الدينية الشيقة والممتعة، فعلينا أن نمنحهم حرية الاختيار دون إخلال بثوابتنا.
ويميل الأطفال والمراهقون إلى قصص المغامرات والقصص البوليسية والخيال العلمي فلا ينبغي التضييق عليهم بل نشجعهم على تطوير مهارة القراءة وسرعتها، ونفرح بسيرهم على طريق امتلاك ناصية اللغة، واتساع دائرة المعرفة والتعبير، مع دفعهم بلطف إلى تجويد الاختيارات.
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن القراءة للأطفال بصوت عال وبانتظام من أهم وسائل تنمية قدراتهم اللغوية، وفهمهم للكلمات، وميلهم للقراءة في الكبر.
اجعلي القراءة لأطفالك طقس يومي تجتمعون عليه باستمتاع وشغف، وابدئيه مبكرا وفي مرحلة ما قبل المدرسة.
إحدى الوسائل الفعالة والرائعة أن تخصصي وقتا يوميا يقرأ فيه ابنك لكِ بصوت عال قصة مفضلة، أو جزءا من كتاب.. فهذه العادة لن تقوي ثقته بنفسه فحسب، وإنما ستخلق بداخله القراءة النقدية لمناقشتكما حول الموضوع بعد القراءة، فيعتاد أن يقرأ ويغربل ويفكر فلا تأخذه بهرجة الكلمات وقوتها بعيدًا عن تمحيص مضمونها.
خصصي وقتا يوميا للقراءة العائلية.. الجميع يقرأ في صمت، الكل ممسك بكتاب، هذا المناخ سيدفع طفلك دفعا نحو القراءة، وليس من الضروري أن يكون هذا الوقت طويلا.. فمن الممكن أن يتراوح بين 30:15 دقيقة، إن هذا السلوك اليومي سيلهم أطفالك ويطلق رغبتهم في القراءة.
أنشئي نادي للقراءة الأسرية.. بتخصيص مدة معينة ولتكن شهرا على سبيل المثال يقرأ فيه جميع أفراد الأسرة نفس الكتاب، ثم يجتمعون لمناقشة آرائهم وأفكارهم حوله.
ولتشجيع المهارات البحثية لدى أطفالك الأكبر سنًا اختاروا قصة من السيرة، أو القصص النبوي ليقرأ ويبحث حولها جميع أفراد الأسرة ثم يجتمعون في نهاية المدة المحددة ليتحدث كل منهم عن الفوائد منها، وخلاصة بحثه، ويتبادلون الآراء حولها، ومن الأمثلة: قصة الأقرع والأبرص والأعمى، وقصة كعب بن مالك رضي الله عنه، وقصة أصحاب الأخدود.
جزء من إغراء التلفاز والأفلام الكرتونية على وجه الخصوص يكمن في الانبهار بالبطل.. فالطفل يتابع بطله بشغف، استخدمي هذا الميل لصورة البطل في دفعه لقراءة كتب السير الذاتية للأشخاص المحبوبين، أو الأبطال الخياليين أو الحقيقيين.
نمي مهارات طفلك اللغوية بأن تطلبي منه القراءة من أجلك.. على سبيل المثال: اطلبي من طفلك الصغير قراءة اللافتات في الشوارع، أما الأطفال الأكبر سنا فاطلبي منهم قراءة وصفات الطهى، أو عناوين الصحف، أو المعلومات عن البلدة التي ستسافرون إليها، فالأطفال يحبون التصرف كالكبار، والشعور بالمساعدة، وهي فرصة جيدة لتقوية لغتهم، ومعرفتهم مفردات جديدة.
اجعلي القراءة جزءا من كل أعمال الحياة.. قراءة قوائم الطعام، وأحوال الطقس، وقواعد الألعاب، ووفري تحت يد الأطفال مواد يقرؤونها في أوقات الفراغ والانتظار، مثل التواجد في محطات القطار.
لأن أطفال اليوم مولعون بالتكنولوجيا كالكبار، ولأن الكتاب الورقي كما يعتقد الكثيرون إلى اندثار.. فمن المهم تشجيع الطفل على القراءة على الكمبيوتر، والاستمتاع بالقصص المصورة.
من الوسائل الرائعة والممتعة أن تحولي قراءة أطفالك لقصة ما إلى مسرحية، فيقتسمون الأدوار ويمسك كل منهم بنسخته ويقرأ دوره بصوت جهوري واستشعار للكلمات.
كما يمكنك الاستعانة بالدمى في هذا الأمر لمزيد من المتعة، فيأخذ كل طفل دمية يحركها وهو يقرأ العبارات الخاصة بدورها.
اشتركي لطفلك في مجلة أطفال جيدة أو أكثر، ينتظر وصولها، ويقرؤها باستمتاع وإحساس بالخصوصية ويرتبط بها.
قوّي ارتباط أطفالك بالكتب بتعويدهم على زيارة المكتبات، فاجعلي زيارة شهرية للمكتبة للحصول والاطلاع على الجديد، واحرصي كذلك على أخذهم معك إلى معارض الكتب.
12-تابعي تقدمهم الثقافي والمعرفي
فتقديرك للمرحلة الثقافية والمعرفية التي يقفون فيها يمكنك من مشاركتهم، ودعمهم في الإقبال على الكتب.
13-اكتشفي صعوبات ومشكلات القراءة
المدرسون لا يكتشفون مشكلات الأطفال في القراءة إلا عند وضوحها بجلاء، ولكن متابعتك ومشاركتك لطفلك تجعلك على دراية بصعوبات القراءة، ومدى قدرته على فهم المعاني من السياق، والتفرقة بين الكلمات.
ساعدي طفلك على حل مشكلات القراءة بسرعة، فهي لا تختفي وحدها مع الوقت، وإنما يجب أن يساعد المعلمون والمدرسون ومراكز التعلم.
رد فعلك على إقبالهم على القراءة له تأثير كبير على استمرارهم في طريق اكتساب القراءة عادة لبقية حياتهم، امدحي هذا الأمر وأظهري سعادتك به.
امنحي طفلك مكافأة إذا أتم قراءة كتاب أو سلسلة ما، أو جهزي شهادة تقدير تصفه بالمفكر الصغير أو القارئ المثقف.
خصصي جزءً من مكتبة المنزل لكتب الأطفال، أو اجعلي لهم مكتبة خاصة، ومن المشجع أيضا تخصيص زاوية في المنزل للقراءة.