تخطى إلى المحتوى

الكنوز الضائعه 2024

الكنوز الضائعه
الكنوزالضائعه
فضل ذكر الله جل وعلا
قال ربنا جل وعلا: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ
مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )[الحديد:21] .
والخيرات كثيرة، ولكن حسبنا أن نركز جل وقتنا هذا على عبادة جليلة،
بجارحة صغيرة لتحقيق وتحصيل حسناتٍ كثيرة، ألا وهي: ذكر الله،
قال عز وجل: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ )[العنكبوت:45].
والذكر شأنه عظيم، وإني أسألكم الآن:
هل يستطيع أحدكم أن يحرك يديه ورجليه بقدر ما يحرك لسانه ؟!
إنك لا تستطيع، بل لا يمكن أن تحرك جفن عينك على خفت
وزنه وقربه فضلاً عن تحريك يدك أو قدمك بقدر ما تحرك لسانك،
فهذا اللسان يمكن تحريكه بأيسر وسيلة وطريقة لتحصيل عبادة جليلة
ثوابها كثير وخيرها وفيرٌ بإذن الله، ولكن من الناس من لديه استعداد
أن يهجر ويلغو ويثرثر ويتكلم ويهرف بما لا يعرف، ويهذي بما لا يدري
ليقول ما يضر ولا ينفع، الليل والنهار،
وإذا قيل له: قل لا إله إلا الله (اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )[الزمر:45].
فيا عجباً كيف يطيب لهذه الألسنة أن تتكلم الساعات الطوال في الغيبة والنميمة،
وفي القيل والقال، والغادين والرائحين، والذين أعطوا والذين حرموا،
والذين أخذوا والذين منعوا، ثم يكل عليها أن تتكلم بذكر الله الذي
هو شفاء الأبدان ودواء القلوب،
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )[الرعد:28].
أيها الأحبة .. السلامى هي المفاصل، فهذه الأنملة كل مفصلٍ فيها يسمى سلامى،
فكم في بدنك منها؟ إنها كثيرةٌ جداً والنبي صلى الله عليه وسلم
يقول: (إن علينا لله في كل سلامى من أبداننا صدقة)
حيث قال في الحديث الذي يرويه أبو ذر :
(يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة،
وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة،
وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك
ركعتان يركعهما العبد من الضحى).
أولاً: هذا الحديث رواه الإمام مسلم فهو حديث صحيح،
ومفاده: أن علينا لنعم الله علينا واجب الشكر وأداء النعم وإن كنا
لا نستطيع حصرها ولا شكرها،

إذا كان شكري نعمة الله نعمة علي له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الآماد واتصل الدهر

إذا عم بالسراء أعقب مثلهـا وإن عم بالضراء أعقبها الأجر

إذا كان مجرد هذا المفصل الذي يتحرك في الأنامل لله عليك فيه صدقة؛
بتسبيحة، أو بتهليلة، أو بتكبيرة، أو بأمر بالمعروف، أو بنهيٍ عن المنكر،
أو إغاثة ملهوف، أو مساعدة محتاج، أو ابتسامة في وجه مسلم،
أو ما شئت من وجوه الصدقات،
فما بالك بما لله علينا من الصدقات الواجبات في أبصارنا؟!
ماذا أحدثك عن عينك، ماذا أحدثك عن هذه الماسحات التي كلما
علق الغبار على هذه الزجاجة أو هذا الغشاء الرقيق تحركت
حركة أنت لا تدركها برطوبة لكي تغسل العين، وماذا أحدثك عن القَرَنِية
وعن الشبكية وعن عصب العين ؟!
وماذا أحدثك عن جارحة الشم أو جارحة السمع أو جارحة الهضم
أو جارحة التنفس أو جوارح كثيرة؟
إذا كانت السلامى -المفصل- لله عليك فيه صدقة، فكم من صدقة لله
عليك في سمعك، وكم لله عليك من صدقة في بصرك، وكم لله عليك
من صدقة في يدك وفي قدمك وفي جوفك وفي الكلى.
خذ على سبيل المثال واسألوا إخواننا الذين يرقد الواحد منهم
في كل أسبوعٍ أربع مرات على السرير أو في غرفة الغسيل الكلوي
لكي يغسل الدم، إن جلوس هذا المريض في وحدة الكلى ست ساعات كاملة
من أجل تنقية الدم إن هذه العملية ليست كما قرر الحذاق من الأطباء
إلا عشرة في المائة من الوظائف التي تؤديها الكلية،
فما بالك بتسعين في المائة من الوظائف؟
أليس لهذه الكلى من حقوق الله علينا في شكرها الشيء الكثير؟
فحدث ولا حرج عن كل عرقٍ ساكن لو تحرك لما وجدت للحياة طعماً
ولا لذة، وحدث ولا حرج عن كل عرقٍ متحركٍ لو سكن لما
وجدت للحياة طعماً ولا لذة، ناهيك عن هذه الجوارح وهذه الحواس العظيمة.
ثم إنا لنعجب أيضاً من هذا الحديث، وفيه دلالة على أن هذا الدين
لم يجعل طريق الخير واحداً لا يحسنه إلا فئة أو شريحة أو طبقة
من الناس، فإن الله عز وجل لما أوجب علينا الصدقات في شكر
هذه النعم التي لا نحصيها فضلاً عن القيام بشكرها وحق الله علينا فيها،
إن الله عز وجل لم يجعل كل الخير في بابٍ واحد، بل جعل الخير في أبوابٍ شتى،
بل جعل الخير في مذاهب شتى حتى يستطيع كل عبدٍ أن يذهب كل مذهب
وأن يأتي بكل خير في وسعه وقدرته واستطاعته ليحقق لله
شكراً في نعم الله عليه، فتسبيح صدقة، وتحميد صدقة، وتهليل صدقة،
وتكبيرٌ صدقة، واحتسابٌ صدقة، ودعوة صدقة، وإماطة الأذى صدقة،
وإعانة المسكين صدقة، وحمل متاع الرجل معه صدقة،
والكلمة الطيبة صدقة، والابتسامة صدقة،
بل وحتى إتيان العبد شهوته في حلالٍ صدقة،
قال الصحابة لما قال صلى الله عليه وسلم:
(وفي بضع أحدكم صدقة! قالوا: يا رسول الله!
يأتي أحدنا شهوته ثم يكون له بذلك أجر؟ قال:
أرأيتم إن وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟ قالوا: نعم.
قال: فكذلك لما وضعها في حلالٍ كان له بها أجر).
إذاً -أيها الأحبة!- لم يعجز أحدٌ أن يأتي بخير،
لا أظن أن أحداً يعجز
عن ابتسامة، أو عن كلمة طيبة، أو عن إفشاء السلام،
أو إطعام الطعام، أو التسبيح والتهليل والذكر.
…,✿
تلاوة كتاب الله كنز ضائع على الكثير
أيها الأحبة: من أجل الأذكار تلاوة كتاب الله عز وجل، والقرآن شأنه عظيم،
ففي الحديث الذي يرويه ابن مسعود رضي الله عنه قال:
قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة
والحسنة بعشر أمثالها، لا
أقول: (آلم) حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ)
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
سبحان الله العلي العظيم، أن تجلس قبيل أو بعيد الصلاة أو في سيارتك
أو في متجرك أو في مكانك فتفتح المصحف فتقرأ حروفاً وكلماتٍ
وجملاً من كتاب الله عز وجل، فإذا بك تؤجر أجراً عظيماً وتثاب ثواباً عظيماً،
هل تعبت؟ هل تنفست الصعداء؟ هل حملت أثقالاً؟ هل مشيت خطواتٍ؟
هل أخرجت مالاً؟ هل تعبت في ذلك؟
مجرد أن تفتح المصحف وتقرأ لك بكل حرفٍ حسنة
والحسنة بعشر أمثالها، لنسأل أنفسنا يا من ننظر إلى من حولنا
نظرة الرحمة والإشفاق بأنهم يضيعون أوقاتنا، كم نحن نضيع من
الأوقات الكثير الكثير لا نقرأ فيها من كتاب الله.
ينبغي ويجب علينا أن نجعل في كل يوم علينا فيه ورد وحق واجب،
ولكن -أيها الأحبة- إنها كنوز القرآن الضائعة،
ولو أن الإنسان بنية إذا شئت -يا أخي الكريم-
حتى تفرح بعاجل بشرى المؤمن خذ معك ورقة وقلماً
وعد عدد الأحرف في صفحة من صفحات المصحف،
ستجد مئات الأحرف بمئات الحسنات مضروبة في عشر أمثالها،
كم مر عليك من يوم لم تفتح المصحف فيه؟
كم مضى عليك من أسبوع لم تقرأ فيه من كلام الله عز وجل؟
فيا ضيعة الأعمار تمضي سبهللا
كما قال الشاطبي رحمه الله:

وإن كلام الله أوثق شافعٍ وأغنى غَناءٍ واهباً متفضلا

وهذا زمان الصبر من لك بالتي كقبض على جمرٍ فتنجو من البلاء

ولو أن عيناً ساعدت لتوكفت سحائبها بالدمع ديماً وهطلا

ولكنها عن قسوة القلب قحطها فيا ضيعة الأعمار تمضي سبهللا

…✿,✿,✿..

    جزاكي الله خيرا

    الله يجزيكي الخير يار ب

    بارك الله فيك و نفع بك !

    بارك الله فيكى حبيبتى

    جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.